السديري: خادم الحرمين الشريفين تحدث معي حديث الأب مع ابنه وسألني عن أحوال الطلاب السعوديين

طالب سعودي رافق الملك عبد الله في قمة العشرين يروي لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل المقابلة

TT

تركي سلمان السديري، شاب سعودي في العشرين من عمره، مبتعث للدراسة في كندا، أسعده الحظ بأن يكون ضمن الفريق التشريفي الذي رشح لمرافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال فعاليات مؤتمر قمة العشرين المنعقدة في تورونتو بكندا.

السديري جاء ترشيحه وسبعة من زملائه من قبل اللجنة المنظمة للمؤتمر ومن قبل الملحقية الثقافية السعودية في كندا، اجتاز أربعة شروط لا بد من توافرها، وهي: أن يكون مسجلا في جامعة كندية معترف بها، وأن تكون درجات تحصيله العلمي ممتازة، وأن يكون لديه اهتمام بالشأن الاقتصادي والسياسي، ومقدرة على الحديث والدبلوماسية، كما جاء اختياره لحسن كتابته سيرة ذاتية عن شخصه تحتوي اهتماماته وتميزه.

سبق له أن قابل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عدة مرات خلال استقبالاته المواطنين في الديوان الملكي بالسعودية، ويقول «كانت تلك المناسبات للسلام عليه، أما هذه المرة فإنها تختلف».

ويصف تركي السديري، الذي يجيد، بالإضافة إلى العربية، اللغتين الإنجليزية والفرنسية، شعوره وهو يقابل زعيما في قامة خادم الحرمين الشريفين بأنه «شعور لا يوصف»، ويضيف: «أن يتم اختيارك من بين زملائك لمقابلة ملك البلاد، هذا في حد ذاته شرف لي وفرصة لا تسنح لآخرين».

يؤكد السديري، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، وهو في المستوى الثالث بجامعة كونكورديا في مدينة مونتريال لنيل البكالوريوس - تخصص إدارة مالية، أنه لم يشعر برهبة أو ارتباك أمام خادم الحرمين الشريفين الذي «أسدى لي نصائح وتوجيهات لم تكن موجهة لي فقط بقدر ما هي موجهة لكافة المبتعثين في أنحاء العالم كافة»، ويستطرد: «مقابلتي الملك عبد الله أعطتني دفعة قوية وثقة في النفس»، ويستطرد: «كان حديثه لي حديث أب مع ولده.. سألني وأنا أسير إلى جواره إلى حيث مأدبة العمل التي أقامها على شرفه رئيس الوزراء الكندي عن أحوال زملائي الطلاب السعوديين في كندا، ونصائحه لي ولرفاقي كانت التمسك بالدين والقيم وحب الوطن والإخلاص له، وبذل المجهود في الدراسة، وأن نعكس الصورة التي تليق ببلادنا المملكة العربية السعودية».

ويضيف الطالب السعوي: «أحسست بعطف الملك وحنوه واهتمامه بأبنائه وبناته من المبتعثين والمبتعثات، وكان أول سؤال وجهه لي عن أحوال السعوديين في كندا».

يقيّم تركي السديري هذه التجربة التي يعتبرها «تجربة العمر» بأنها فرصة لن تتكرر إلا إذا شاء الله، ويقول في فخر: «أن أكون مشاركا وزملائي في أكبر قمة عالمية لأعظم 20 دولة اقتصادية وسياسية من ضمنها بلادي، السعودية، وأن نقابل زعماء الدول الكبرى وقادتها وفي مقدمتهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فهي بلا شك تجربة تستحق الاهتمام. لقد تعملنا الكثير من هذه التجربة».

ويكشف السديري أنه قابل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث أدار معه حديثا باللغة الفرنسية، ويقول: «رأيت علامات الذهول في عيني الزعيم الفرنسي وأنا أحادثه بلغته بكل طلاقة»، كما قابل تركي الرئيس الأميركي، باراك أوباما، «الذي تكلمت معه ونقلت له إعجاب الكثير من المواطنين والشباب في السعودية به، فقال لي إنه أيضا مسرور بمقابلتي، ووصفني وكافة زملائي الذين كانوا في رفقة الزعماء في المؤتمر بأننا قادة المستقبل».

ويضيف الشاب السعودي: «تعرفت إلى الكثير من المشاركين، وسمعت آراء ووجهات نظر كثيرة سواء الاقتصادية والسياسية». وقال: «آمل أن تكون هذه التجربة والفرصة والمناسبة حافزا لي ولجميع الشباب السعوديين الموجودين في كندا، وأن تكون حافزا لنا أيضا للمشاركة في المنظمات والهيئات الاجتماعية، وآمل في المستقبل القريب أن تحتضن بلادي، المملكة العربية السعودية، هذا المؤتمر ومثل هذه الفعاليات العالمية».

ويصف تركي السديري الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، بأنه رجل لطيف من الطراز الأول، ويقول: «شجعني الأمير سعود وزملائي على ما نقوم به، وكان لطيفا جدا معنا»، ويضيف: «كما حظيت بمقابلة أكبر شخصيتين ماليتين في بلادي، وهما الوزير إبراهيم العساف وزير المالية، ومحمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، بيد أن شعوري وأنا أقابل مليكي لا أستطيع وصفه، فقد كانت تجربة عظيمة بالنسبة لي، لذا أود أولا شكره نيابة عن زملائي على منحه الفرصة لي كمبتعث من ضمن برنامجه للابتعاث، ومنحه الفرصة لي بمقابلته ومرافقته وسماع نصائحه الأبوية وتوجيهاته، وأيضا على حضوري هذه الفعالية العالمية».