موكب الزواج الجماعي ينطلق الأسبوع المقبل في الأحساء بزفاف 1282 عريسا وعروسا هذا الصيف

توقعات بضخ نحو 20 مليون ريال من جيوب العرسان الجدد في أسواق المحافظة

جانب من حفل زواج جماعي سابق في الأحساء («الشرق الأوسط»)
TT

ينطلق في الأحساء، شرق السعودية، بداية الشهر المقبل، موكب مهرجانات الزواج الجماعي، الذي سيزف هذا العام 1282 عريسا وعروسا عبر ثلاثة احتفالات كبرى، بينما قدرت المبالغ التي ستضخها حركة الزواج في المحافظة بنحو 20 مليون ريال.

ومنذ وقت مبكر بدأت الاستعدادات لهذا الحدث بحسب المواعيد التي حددتها محافظة الأحساء، حيث ستقام احتفالات الزواج الجماعي لصيف هذا العام في ثلاثة احتفالات كبرى في كل من الثاني والخامس عشر والسادس عشر من يوليو (تموز) المقبل.

وقد شهدت أسواق الأحساء انتعاشا ملحوظا في الحركة التجارية، ستستفيد منها أسواق الذهب والأقمشة والمواد الغذائية والمطاعم والمخابز ومحلات تجهيزات الأفراح والصالونات النسائية وأسواق الأثاث وأسواق الماشية.

في حين تشير التقديرات إلى أن هذه المهرجانات ستضخ في أسواق الذهب نحو 9 ملايين ريال، حيث قدرت كمية الذهب المتوقع شراؤها هذا العام بنحو 60 كيلوغراما بحسب توقعات متعاملين في تجارة الذهب. واستعدادا للمناسبة شهدت أسواق الذهب ارتفاعا ملحوظا في المبيعات بعد الانكماش في المبيعات بسبب ارتفاع سعر الذهب خلال الفترة الماضية، حيث بلغ سعر الغرام للذهب الجديد 150 ريالا، وبحسب منير البقشي أحد العاملين في تجارة الذهب، فإن مهرجانات الزواج الجماعي رفعت معدل البيع بنسبة تصل إلى 40% تقريبا، وعلى حد قوله فإن معدلات البيع لهذا العام أقل بكثير من السنوات الماضية نتيجة لارتفاع أسعار الذهب.

كما يرتفع الطلب على الوحدات السكنية، وتعاني محافظة الأحساء شحا في عدد الشقق الكافية لإيواء المتزوجين الجدد، وتحتاج في المتوسط إلى أكثر من 1500 وحدة سكنية للعرسان الجدد هذا العام.

ويرتفع الإقبال على الأثاث المنزلي الذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث الحصة السوقية، تليه الأجهزة الكهربائية، كما تواجه صالات الأفراح ارتفاعا متزايدا في حجم الطلبات، وما زالت قطاع المأكولات والطعام يستأثر بنصيب الأسد في موسم الصيف وارتفاع حالات الزواج الجماعي والفردي.

سلمان الحجي، الخبير الاقتصادي وعضو المجلس البلدي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن إدارة المهرجانات الجماعية تبذل جهودا كبيرة للتخفيف من أعباء الزواج على الشباب، حيث تجتاح موجة الغلاء وتضخم الأسعار الأسواق في السعودية. ونبه الحجي إلى أن المشاركة في الزواج الجماعي تساهم في خفض هذه التكاليف، كما أشار إلى أن العرسان الجدد يتلقون دورات تدريبية لإرشادهم إلى التخطيط المالي السليم وتدريبهم على الاستغلال الأمثل للموارد، وتعلمهم أفضل طريقة للشراء على مستوى التوقيت والمواقع التي تعرض أفضل الأسعار مقارنة بالبدائل الأخرى.

ويقول صالح الخليفة، مدير أحد مهرجانات الزواج الجماعي، إن اللجان العاملة في المهرجان قامت بتنفيذ دورات للمقبلين على الزواج لتثقيفهم وتوعيتهم للحياة الجديدة التي يقبلون عليها. وتنوعت هذه الدورات في موضوعاتها، بين السعادة الزوجية والاقتصاد الأسري، في حين أشار إلى أن هذه الدورات ساهمت في الأعوام السابقة في انخفاض معدل الطلاق للمتقدمين عن طريق الزواج الجماعي إلى واحد في الألف.

ويؤكد عبد الله المشعل رئيس اللجنة السداسية للزواج الجماعي بمحافظة الأحساء، أن مهرجانات الزواج الجماعي شكلت قوة اقتصادية واجتماعية للأحساء، ففي الجانب الاقتصادي ضخت المهرجانات مبالغ كبيرة تقدر بالملايين في الأسواق التجارية بالمحافظة والمدن المجاورة لها، مما أنعش الحركة التجارية بشكل عام، وفي الجانب الاجتماعي تبنت هذه المهرجانات تهيئة الشباب والشابات المقبلين على الزواج، حيث قدمت لهم الكثير من البرامج التدريبية والتثقيفية للحياة الزوجية والأسرية مما ساهم إلى حد كبير في نجاح حياتهم الزوجية، كما هيأت الكثير من الكوادر من أبناء الأحساء للعمل التطوعي وأهميته، حيث بلغ عدد المتطوعين العاملين في المهرجانات لهذا العام من رؤساء لجان وأعضاء وكوادر أكثر من 6000 شخص.