أسهم أوروبا تسجل أدنى إغلاق في 3 أسابيع

شبح مشكلة تمويل تلوح في الأفق يهوي باليورو ويدعم عملات رئيسية

مستثمر صيني غالبه النعاس في قاعة التداول الإلكترونية في مدينة هيفي في إقليم انهو الصيني بعد انهيار مؤشر الأسهم بنسبة 4.3 في المائة (رويترز)
TT

سجلت الأسهم الأوروبية أدنى مستوى إغلاق في ثلاثة أسابيع أمس لتنخفض عن مستويات هامة للدعم الفني، وحواجز نفسية حيث أججت بيانات ضعيفة لثقة المستهلك الأميركي المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي في حين استمرت حالة القلق بشأن التمويل المصرفي.

وتراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 2.8 في المائة ليغلق بحسب بيانات غير رسمية عند 998.27 نقطة وهو أدنى مستوى إقفال منذ التاسع من يونيو (حزيران) الحالي.

وأظهرت البيانات تراجعا حادا لثقة المستهلك الأميركي في يونيو بعد ارتفاعها لثلاثة أشهر وذلك بسبب المخاوف بشأن سوق العمل إثر تباطؤ نمو الوظائف في الآونة الأخيرة.

وقال تامو جريتفلد محلل الأسهم لدى «أوني كريديت» لرويترز: «بالنظر إلى استمرار مستوى التفاؤل الكبير إزاء النمو فإن مزيدا من خيبة الأمل سيكون في انتظارنا وهو ما سيثقل كاهل أسواق الأسهم مستقبلا».

وتعرضت أسهم الشركات المالية لبعض أعنف الضربات حيث تراجع مؤشر ستكوس أوروبا 600 للقطاع المصرفي 4.2 في المائة. وتراجعت أسهم باركليز وبي إن بي باريبا وسوسيتيه جنرال وكريدي أغريكول ما بين 6.3 و7.9 في المائة.

وفي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر فايننشال تايمز 100 في بورصة لندن 2.8 في المائة لينخفض تحت مستوى خمسة آلاف نقطة في حين فقد مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت 3.1 في المائة. وهبط مؤشر كاك 40 في بورصة باريس 3.8 في المائة.

فيما هوى سعر اليورو إلى أدنى مستوياته على الإطلاق أمام الفرنك السويسري وإلى أدنى مستوى في ثمانية أعوام ونصف العام أمام الين أمس وسط قلق المستثمرين بشأن حلول أجل برنامج إعادة تمويل رئيسي لمنطقة اليورو هذا الأسبوع.

وارتفع سعر الين مع تراجع الأسهم الأوروبية بنسبة اثنين في المائة مما شجع الإقبال على العملة اليابانية وكذلك الدولار والفرنك السويسري كملاذات آمنة بينما تراجع الدولاران الاسترالي والنيوزيلندي وهما من العملات ذات العائد المرتفع.

وارتفع الدولار 0.6 في المائة أمام سلة من العملات الرئيسية.

وتراجع اليورو 1.4 في المائة إلى 108.17 ين بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ أواخر عام 2001 عند 107.80 ين في وقت سابق من الجلسة وانخفض أمام الفرنك السويسري إلى 1.3238 فرنك وفقا لبيانات رويترز وهو أدنى مستوى له منذ إطلاق العملة الأوروبية الموحدة في عام 1999.

وسجل الفرنك السويسري مكاسب كبيرة منذ تراجع البنك المركزي السويسري في وقت سابق من هذا الشهر عن تعهده بمقاومة الارتفاع الزائد في قيمة العملة.

وأمام الإسترليني نزل اليورو إلى 80.89 بنس وهو أدنى مستوياته منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2008. وخسرت العملة الأوروبية الموحدة 0.7 في المائة مقارنة بالجلسة السابقة مسجلة أدنى مستوى في أسبوعين عند 1.2178 دولار وفقا لبيانات رويترز.

ومما يشكل ضغوطا على اليورو المخاوف من أن البنوك سيتعين عليها يوم الخميس المقبل سداد 442 مليار يورو اقترضتها قبل عام بأسعار فائدة منخفضة للغاية في إطار جهود البنك المركزي الأوروبي لدعم السيولة.

في الوقت نفسه أشار استطلاع إلى رغبة 51 في المائة من الألمان العودة إلى استخدام المارك الألماني بعد ثماني سنوات من استخدام اليورو كعملة معتمدة في بلادهم، وفقا لاستطلاع أجراه معهد ايبسوس نشر أمس. وكان الألمان الغربيون (52%) أكثر عددا من الألمان الشرقيين (48%) في المطالبة بعودة عملتهم السابقة رمز القوة الاقتصادية والمالية لألمانيا ما بعد الحرب.

ويأتي نشر نتائج هذا الاستطلاع في الوقت الذي يحتفل فيه الألمان بالذكرى العشرين لتوحيد عملتهم وذلك عندما بدأ الألمان الشرقيون في استخدام المارك كعملة بعد أشهر من إعادة توحيد البلاد.

وشمل استطلاع ايبسوس ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عاما. وقد برز اختلاف واضح بين الفئة التي يتراوح عمرها بين 50 و64 عاما مع 56% يريدون عودة المارك وبين الشباب (16 إلى 29) الذين أبدى 42% منهم فقط هذه الرغبة.