ميتشل يكشف إحباطه من مواقف نتنياهو

عشية وصوله للمنطقة في جولة خامسة.. ولافروف يدعو لإشراك الجامعة العربية في المفاوضات

ابو مازن في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقره في رام الله امس (إ.ب. أ)
TT

وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إسرائيل أمس، وهي في حالة غضب شديد من تصريحات لمسؤولين أميركيين لصحيفة «هآرتس» العبرية قالوا فيها إن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل محبط من مواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في عملية السلام. فتوقع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن يجد ضالته في نظيره الروسي، لكن لافروف راح يدعو إلى الحوار مع حماس بوصفها حركة شعبية وصلت إلى السلطة بالانتخاب ودعا إلى إشراك الجامعة العربية في مفاوضات السلام كشريك فاعل في الرباعية الدولية.

وبدا أن هناك هوة عميقة بين موقفي لافروف وليبرمان. وظهرت هذه الهوة ليس فقط خلال الاجتماع، بل في المؤتمر الصحافي المشترك أيضا. فقال لافروف ردا على سؤال إن كان متفائلا بقيام دولة فلسطينية خلال السنة الحالية: «أنا متفائل، ولكن دولة كهذه لن تقوم في سنة 2010». وأما ليبرمان فقال: «لأنني متفائل أقول إنه لن تقوم دولة فلسطينية لا في سنة 2010 ولا في 2011 ولا في 2012. فنحن ندير مفاوضات غير مباشرة، والفلسطينيون يرفضون المفاوضات المباشرة، ومن غيرها لا مجال للحديث عن دولة فلسطينية مستقلة». واعتبر ليبرمان حماس تنظيما إرهابيا مرفوضا، بينما قال لافروف إن روسيا تدير محادثات مع حماس بوصفها حركة شعبية منتخبة وقال إنه يلمس تغيرا ما في سياستها واستعدادا للانخراط في عملية سلام على أساس مبادرة السلام العربية. وقال إنه يجري التأكيد في كل مرة يتم اللقاء فيها مع قادة حماس، على ضرورة الانتقال إلى الحراك السياسي ونبذ العنف.

وظهر الخلاف أيضا في موضوع الاستيطان، حيث رفضه لافروف واعتبره عقبة كأداء أمام المفاوضات، بينما أكد ليبرمان أن حكومته ستستأنف البناء الاستيطاني حال انتهاء فترة التجميد في سبتمبر (أيلول) القادم. لكن ليبرمان حاول التخفيف من حدة الخلاف بالقول إنه لا يمس بالعلاقات الحميمة بين البلدين وإن الحوار بينهما مستمر.

وكانت صحيفة «هآرتس» قد نقلت تصريحات للمبعوث ميتشل، قبل وصوله إلى المنطقة غدا، في جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، يقول فيها إنه محبط، لأن نتنياهو لم يعط تفاصيل موقفه من التسوية النهائية بينما الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أعطى إجابات تفصيلية. وذكرت الصحيفة نقلا على لسان مسؤول أميركي آخر، إن ميتشل حاول خلال الجولات الأربع السابقة، سماع آراء الطرفين في مختلف القضايا الكبرى ووجد استعدادا لديهما للتجاوب معه. وفي مرحلة معينة، راح يوجه إليهما أسئلة تفصيلية حول قضايا الحدود والأمن. وفي حين قدم عباس الرد الفلسطيني بشكل واضح ومباشر ومفصل، حاول نتنياهو التهرب من خلال البحث في قضايا الاقتصاد والمياه. وعندما وجه إليه ميتشل أسئلة محددة وعينية تمنعه من التهرب، راح يتحدث بضبابية ويضع شروطا مختلفة. فيقول إنه يريد معرفة الموقف الفلسطيني التفصيلي في قضية الأمن حتى يحدد موقفه في مسألة الحدود. ويريد معرفة ماذا سيفعل الفلسطينيون لوقف التحريض العنصري على اليهود وعلى وجود إسرائيل في كتب التعليم. ورد الرئيس عباس بأنه أمر بإزالة كل أشكال التحريض على اليهود والتفريق بين انتقاد السياسة الإسرائيلية وبين الموقف من إسرائيل، وبأن نتنياهو ما زال يلف ويدور في هذه القضايا.

وأضافت الصحيفة أن ميتشل وجه رسالة إلى نتنياهو يقول فيها إن الإدارة الأميركية تريد أن ترى تقدما أكبر في المفاوضات غير المباشرة، لكي تصل إلى المفاوضات المباشرة، ولكن موقفه لا يساعدها حاليا على إقناع أبو مازن بضرورة الانتقال السريع إلى المفاوضات المباشرة. وأكدت أن ميتشل سينهي جولته القصيرة هذا الأسبوع، وسيوضح لنتنياهو أن عليه أن يأتي إلى البيت الأبيض يوم الثلاثاء القادم ومعه مواقف واضحة.

من جهة ثانية، يواصل أقطاب اليمين الإسرائيلي جهودهم لتقييد حرية نتنياهو في موضوع الاستيطان. وكشف النقاب أمس عن مشروع قانون طرحه نواب من حزب الليكود بالتعاون مع نواب حزب الاتحاد القومي المعارض، يقضي بمنع تجميد الاستيطان. وجاء مشروع القانون في أعقاب قرار التجميد جزئيا لمدة عشرة أشهر، وبحسب الاقتراح، لن تستطيع الحكومة إصدار قرار كهذا في المستقبل.

يذكر أن واشنطن تحاول إقناع نتنياهو بتمديد قرار التجميد إلى ما بعد 26 سبتمبر (أيلول) القادم، ولكن، إذا أقر القانون، لن تقدر الحكومة على تمديد الفترة.