سيف الإسلام القذافي ينفي تفاوضه على صفقة أسلحة جديدة في موسكو

قال إنه فخور بسجل حقوق الإنسان في ليبيا.. ونفى وجود سجناء سياسيين فيها

سيف الاسلام القذافي وشخصيات سياسية ودينية روسية يتفقدون معرض « الصحراء ليست صامتة « الذي يضم لوحات من اعماله واعمال فنانين ليبييين («الشرق الاوسط»)
TT

نفى سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أن تكون زيارته الحالية لموسكو تتعلق بالتوصل إلى صفقة جديدة لشراء الأسلحة الروسية، معتبرا أن علاقات بلاده مع روسيا لا تقتصر على الأسلحة والنفط والغاز.

وقال نجل القذافي، الذي يترأس مؤسسة القذافي للتنمية، في تصريحات أدلى بها في العاصمة الروسية: «جئنا هذه المرة بشيء مختلف، نقدم رسالة الفن واللون والثقافة بعيدا عن السلاح»، في إشارة إلى معرض الفن الليبي، الذي افتتح مساء أول من أمس بحضور وزيري الثقافة والطاقة الروسيين، وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في أنطاكيا، وعمدة موسكو، ونائب مدير مؤسسة السكك الحديدية وأعضاء من مجلس الدوما، إلى جانب العشرات من طلبة الفنون والجماليات، وهو المعرض الذي يضم رسومه (سيف الإسلام) ورسوم فنانين ليبيين آخرين.

وعلى الرغم من تأكيده أن معرضه هذا لا علاقة له بالسياسة، فإنه دعا في المقابل إلى «خلق فرص التعاون التجاري بين بلاده ودول العالم والبحث عن كيفية الحصول على الأموال ومساعدة بعضنا بعضا»، وأضاف «يجب أن لا نخلق المشكلات لبعضنا وهذه رسالة لليبيين والأوروبيين».

وخاطب سيف الإسلام الإعلاميين قبل اصطحابهم في جولة بالمعرض، قائلا: «دعونا نستمع إلى ألوان من صحراء ليبيا، التي هي بالتأكيد ليست صامتة»، قبل أن يندد بالتقرير الأخير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا.

وبحسب تصريحات سيف الإسلام، التي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها عبر مكتبه الإعلامي، أكد نجل القذافي وجود مغالطات كثيرة جدا في هذا التقرير، مشيرا إلى أن هناك سوء فهم في التقرير الذي يتحدث عن عقوبات موجودة في الشريعة الإسلامية من الصعب إلغاؤها في مجتمع ليبي يدين جميعه بالإسلام.

واعتبر أن المنظمة الدولية التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقرا لها، تتحدث بمنظور خاص بها، بينما الليبيون يتحدثون بمنظور يتسق مع شريعتهم، وهذه نقطة الخلاف الكبير بين الطرفين، نافيا وجود سجناء سياسيين في ليبيا، وقال «سجل حقوق الإنسان في وطنه أفضل بكثير من الدول الشرق أوسطية، ويستحق أن نفتخر به». وشدد على القول بأن الديمقراطية وسيلة وليست غاية، فهي تأتي بالشخص المناسب في المكان المناسب، وتفسح المجال أمام تنافس شريف على المناصب الحكومية والرسمية، مؤكدا أن الديمقراطية ضد التوريث. وأضاف «نحن ننظر للديمقراطية على أنها أفضل نظام للحكم في العالم».

يشار إلى أن معرض «الصحراء ليست صامتة» المقام في متحف «الهيرميتاج» بسان بيترسبورغ، يضم 56 لوحة لنجل القذافي إضافة إلى عدد من لوحات فنانين ليبيين، كما يتيح المعرض فرصة التعرف على أثريات متاحف ليبيا من خلال عرض عدد من القطع الأثرية.

وكان سيف الإسلام قد التقى قبل افتتاح المعرض عمدة موسكو الذي استقبله في القاعة البيضاء بمبنى البلدية.

ويتميز متحف «الهيرميتاج» بكثرة محتوياته الأثرية وتراثه العريق الذي يعود لأكثر من 300 سنة، إذ يضم أكثر من نصف مليون قطعة فنية وتراثية كاللوحات والرسومات والمنحوتات من جميع أنحاء العالم، وأكثر من مليون قطعة من العملات المعدنية والميداليات تمثل حضارات شعوب بلاد الشرق والغرب منذ العصور الأولى وحتى اليوم.

جدير بالذكر أن سيف الإسلام كان قد افتتح نفس المعرض في شهر مارس (آذار) الماضي بالمتحف البرازيلي - الأفريقي بمدينة ساو باولو خلال زيارته للبرازيل، وقد بدأت أولى رحلاته مع هذا المعرض عام 2002 الذي تنقل خلاله بين عدد من العواصم والمدن منها باريس وروما وميلانو وفيينا ومدريد ولندن وبرلين وطوكيو ومونتريال.