مرشح ميركل الأوفر حظا للفوز برئاسة ألمانيا اليوم

تقدم فولف أمام منافسه الاشتراكي جاوك

TT

بعد الاستقالة المفاجئة لرئيس الجمهورية الألماني هورست كولر، على خلفية تصريحات محرجة له عن علاقة إرسال ألمانيا قواتها إلى أفغانستان بالمصالح الاقتصادية لبلاده، يلتئم شمل «التجمع الاتحادي» الألماني اليوم لانتخاب الرئيس العاشر للجمهورية بعد الحرب العالمية الثانية.

ويقع على 1244 عضوا في التجمع الاتحادي هذا العام، حسم التنافس بين 3 مرشحين على منصب الرئاسة، هم كريستيان فولف، مرشح التحالف الحكومي بين الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، ويواخيم جاوك مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي والخضر، ولوكريسيا يوخمسن مرشحة حزب اليسار. وفي حين يحتدم التنافس بين الأولين، فإن يوخمسن، (74 سنة)، لا تملك أي فرصة للفوز ويعد ترشحها مجرد «إثبات وجود» لا أكثر. ويبدو فولف الأوفر حظا بحكم الغالبية البرلمانية التي يملكها تحالف المحافظين والخضر في البرلمان الألماني. لكن في حال حدوث السيناريو المعاكس، وتقدم جاوك على فولف، فإن المستشارة أنجيلا ميركل قد تجد نفسها مضطرة إلى الاستقالة، حسبما يرى مراقبون سياسيون.

ويعول الاشتراكيون والخضر على ترشيح الناشط في الحقوق المدنية جاوك، (70 سنة)، لكسب بعض الأصوات من معسكر المحافظين والليبراليين بحكم سمعته الطيبة بين الألمان، كما يعولون على تصويت بعض أعضاء كتلة اليسار لصالحه في الجولة الثانية، أي بعد انسحاب مرشحتهم من التنافس.

إلا أن معسكر المستشارة أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها غيدو فسترفيلي يملك 21 صوتا فأكثر في التجمع الاتحادي، وهو بالتالي قادر على فرض المرشح فولف، (50 سنة)، في الجولة الأولى أو الثانية من الانتخاب. ويرأس فولف، من الحزب الديمقراطي المسيحي، رئاسة وزراء ولاية سكسونيا السفلى، ويعود له الفضل في انتزاع هذه الولاية من أيدي الاشتراكيين الذين حكموها، بقيادة المستشار السابق غيرهارد شرودر، لسنوات طويلة بأغلبية مطلقة.

وكان الاشتراكيون فاجأوا الجميع بترشيح جاوك لمنصب رئاسة الجمهورية، بسبب علاقاته الطيبة مع الكثير من نواب الحزب الديمقراطي المسيحي، إلا أنهم خسروا بترشيحه أصوات حزب اليسار الذي يشكل الشيوعيون الشرقيون عموده الفقري. إذ اشتهر جاوك مطلع التسعينات بقيادته لـ«إدارة جاوك» التي كلفت جمع وكشف ملفات وزارة الأمن السابقة في ألمانيا الشرقية (شتازي). كما لقبت الصحافة الألمانية موظفي إدارة جاوك بأبطال العالم في لعبة «اللغز» Puzzle بعد أن عملوا طوال سنوات على إعادة تلصيق أطنان الملفات الممزقة التي تركها «شتازي» في مبنى وزارة الداخلية ببرلين الشرقية بعد سقوط جدار برلين عام 1989. وسبق لمرشحة اليسار يوخمسن أن وصفت جاوك بغير المؤهل «ديمقراطيا» لتقلد منصب رئيس الجمهورية.