خادم الحرمين الشريفين للمبتعثين في كندا: أنتم عتاد الغد لمستقبل لا نقبل فيه بغير الصدارة

كرسي يحمل اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز في مجال حوار الحضارات بجامعة تورونتو

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لدى لقائه بالطلاب والطالبات المبتعثين في كندا (واس)
TT

التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل مغادرته تورونتو الطلاب والطالبات المبتعثين للدراسة في كندا، وأكد في كلمة له أمام المبتعثين، أن المسؤولية الملقاة على عاتق كل مبتعث ومبتعثة تحتم عليه أن يسعى بعزم لا يعرف الكلل ولا الملل لتحصيل العلم، مشددا على أنهم «عتاد الغد لمستقبل لا نقبل فيه بغير الصدارة لوطن أعطانا الكثير وينتظر منا جميعا ثمرة ذلك العطاء لرفعة شأنه بين الأمم»، موصيا الجميع بأن يكونوا على قدر المسؤولية «سلوكا وتعاملا»، مشددا على أنهم «سفراء الوطن، تمثلونه بأخلاقكم وقيمكم» وفيما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..

أبنائي وبناتي المبتعثين في كل مكان من هذا العالم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أبنائي وبناتي:

لا شك بأنكم تدركون بأن الأمم لا تعلو إلا بسواعد أبنائها، وتعلمون بأن العلم هو المدخل الواسع والأداة الفاعلة في مسيرة التنمية، لذلك فإن المسؤولية الملقاة على عاتق كل مبتعث ومبتعثة تحتم عليه أن يسعى بعزم لا يعرف الكلل ولا الملل لتحصيل العلم، فأنتم بعد الله - جل جلاله - عتاد الغد لمستقبل لا نقبل فيه بغير الصدارة لوطن أعطانا الكثير وينتظر منا جميعا ثمرة ذلك العطاء لرفعة شأنه بين الأمم.

أبنائي وبناتي الأعزاء: إنكم سفراء الوطن، تمثلونه بأخلاقكم وقيمكم التي نستمدها جميعا من ديننا، لذلك أوصيكم بأن تكونوا على قدر المسؤولية سلوكا وتعاملا، ولا يساورني أدنى شك - إن شاء الله - بأنكم تدركون ذلك، وأنكم خير من يمثل وطنه وأهله، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد والنجاح في مسعاكم النبيل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وقد تمنى خادم الحرمين الشريفين لأبنائه وبناته الطلاب والطالبات التوفيق والنجاح وأن يراهم قريبا في الوطن.

وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل في مقر إقامته بمدينة تورونتو الكندية الملحق الثقافي السعودي لدى كندا الدكتور فيصل بن محمد المهنا يرافقه الطلاب والطالبات المبتعثون، كما استقبل رئيس جامعة تورونتو الفخري ديفيد بيترسون، ومدير الجامعة الدكتور ديفيد نيلر وعددا من المسؤولين في الجامعة بمناسبة صدور الأمر الملكي بالموافقة على إنشاء كرسي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مجال حوار الحضارات بجامعة تورونتو العريقة.

وأوضح الدكتور المهنا في كلمة له أمام خادم الحرمين الشريفين أن صدور الأمر بإنشاء كرسي للدراسات والأبحاث في مجال حوار الحضارات في جامعة تورنتو الأكبر والأعلى مرتبة في كندا والأكثر إنتاجا علميا في مختلف الحقول يأتي تأكيدا على حكمة الملك عبد الله وبعد نظره وحرصه الدائم على بث روح التسامح والإخاء وسعيه الدؤوب إلى تهيئة البيئة المثلى لإثراء النشاط العلمي في حوار الحضارات والثقافة.

في حين ألقى مدير جامعة تورونتو كلمة قال فيها: «إنه لشرف كبير أن أقف أمام مقامكم الكريم في هذه المناسبة التاريخية في أول رحلة لكم إلى كندا، وأتقدم إليكم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان على هديتكم الجزيلة لجامعة تورونتو وللشعب الكندي من خلال منحة إنشاء كرسي علمي يسهم في دعم المعرفة حول الحضارة الإسلامية وفهمها».

وأكد أن هذا الكرسي سوف يدعم جامعة تورونتو للالتزام بفهم عميق وطويل المدى لثقافة هي واحدة من أكثر ثقافات العالم تأثيرا وروحانية، كما سيقوي العلاقات التاريخية بين شعبي المملكة العربية السعودية وكندا.

من جهتها، ألقت مشاعل الحربي الطبيبة المبتعثة كلمة الأطباء والطبيبات المبتعثين إلى كندا، ورحبت فيها باسم الجميع بخادم الحرمين الشريفين، وثمنت ما «تزخر به المملكة العربية السعودية من ثروة بشرية، وثروة وطن من أبناء وبنات وضعوا الله أمام أعينهم، وزرعوا كلمات قائدهم في دواخلهم، فعالجوا المرضى بالحب، وملأوا المشافي بالعلم والعمل.. أبدعوا دراسة وتحليلا وتجارب».

ونوهت باهتمام ورعاية الملك عبد الله لأبنائه وبناته المبتعثين، ومتابعة احتياجاتهم وحرصه على أن يحققوا أعلى الدرجات ليعودوا إلى بلادهم بمجد طبي وعمل واثق ونهضة علمية واعدة. كما ألقى الطالب المبتعث أحمد بن محمد الأنصاري كلمة نيابة عن الطلاب والطالبات المبتعثين إلى كندا عبر فيها عن سرور الجميع بالمثول أمام خادم الحرمين الشريفين والاستماع إلى توجيهاته الأبوية الحانية، واستعرض ما تحقق في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس الماضية من منجزات تنموية في سائر القطاعات متميزة بالشمولية والتكامل وسابقت الزمن، وفاقت التوقعات، ورفع نيابة عن الطلاب والطالبات المبتعثين الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده وللنائب الثاني على ما يحظى به قطاع التعليم من دعم ورعاية، كذلك ألقى الطالب المبتعث الشاعر عبد الرحمن العمري قصيدة بهذه المناسبة.

يذكر أن كرسي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مجال حوار الحضارات في جامعة تورونتو يعمل على نشر ثقافة الحوار بين أتباع الديانات والثقافات وإثراء النشاط العلمي في مجال الحوار الحضاري ونشر التسامح وقبول الآخر من خلال حفز الإنتاج المعرفي من الكتب والدراسات العلمية والبحوث، واستقطاب علماء بارزين لإعداد دراسات علمية تدعم الحوار الثقافي، وتقديم منح دراسية لطلبة الدراسات العليا لإكمال دراساتهم في مجال التقارب بين الأديان وترجمة الأعمال التي تخدم حوار الثقافات والأديان، وإصدار مجلة علمية لخدمة أهداف الكرسي والتعريف به، وتنظيم مؤتمر دولي سنوي للحوار بين أتباع الأديان برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورصد ميزانية قدرها 20 مليون ريال لمدة خمس سنوات (4 ملايين ريال سنويا) لتمويل ودعم مشاريع البحوث التي يقوم بها الكرسي، بالإضافة إلى تمويل المنح التعليمية والمؤتمرات والندوات.

حضر المقابلات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمراء والوزراء أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين.

وقد غادر خادم الحرمين الشريفين مدينة تورونتو في ختام زيارة لكندا شارك خلالها في اجتماعات قمة مجموعة العشرين الاقتصادية، وكان في وداعه بمطار بيرسون الدولي سفير السعودية لدى كندا أسامة السنوسي وعدد من المسؤولين الكنديين.

وكان في استقباله لدى وصوله إلى واشنطن الأمير خالد بن سعد بن خالد، والأمير بندر بن سعد بن خالد، والأمير عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن سعد بن خالد، والأمير محمد بن فيصل بن سعود آل سعود، والأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز، والأمير ناصر بن سلطان بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير تركي بن سلطان بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير بدر بن سعود بن سعد آل سعود، والأمير عبد العزيز بن مشاري بن محمد آل سعود.

كما كان في استقباله سفير السعودية لدى الولايات المتحدة عادل الجبير، ومندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة خالد النفيسي، وسفراء الدول العربية لدى الولايات المتحدة، وأعضاء القنصليات والملحقيات وأعضاء السفارة والمكاتب السعودية الملحقة بالسفارة.

وقد توجه خادم الحرمين الشريفين يرافقه مستشار الأمن القومي جيمس جونز إلى المقر المعد لإقامته.