مسؤولة أميركية لـ«الشرق الأوسط»: نتطلع إلى توثيق العلاقات بين الملك عبد الله وأوباما.. والرأي السعودي يهمنا

نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: الزيارة مهمة لحليف استراتيجي منذ وقت طويل

الملك عبد الله بن عبد العزيز يجيب على أسئلة الصحافيين خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس أوباما (رويترز)
TT

وصفت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جانيت ساندرسون زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز الحالية لواشنطن, بأنها «زيارة مهمة لحليف استراتيجي لنا منذ زمن طويل». ولفتت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الشراكة السعودية - الأميركية تشمل «أهدافا مشتركة نأمل في تحقيقها معا في حين نسعى لتوسيع تلك الشراكة». واعتبرت ساندرسون أن الاجتماع بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأميركي فرصة «للحديث حول القضايا الإقليمية بالإضافة إلى العلاقات الثنائية»، مضيفة: «هناك دعم مشترك لسلام شامل في المنطقة والمضي قدما في محادثات السلام». وشددت ساندرسون، وهي مسؤولة عن قضايا الخليج في وزارة الخارجية الأميركية، على أهمية العلاقات الشخصية بين الملك عبد الله وأوباما، قائلة: «يجب ألا يتم التركيز على أجندة اللقاء، بل التركيز على تطلعنا لتوثيق العلاقات بين القائدين». وأضافت: «هناك أهمية لاجتماع العاهل السعودي بالرئيس الأميركي، في حد ذاته»، معتبرة أن عقد الاجتماع في البيت الأبيض في حد ذاته أمر مهم لتبادل الآراء وتوسيع أطر التعاون بين البلدين. وأضافت: «نحن نرغب في لقاء رئيسنا بقادة في منزلة العاهل السعودي ونعتبر هذه اللقاءات جزءا من عملية تشاور مهمة».

يذكر أن اللقاء الأول بين خادم الحرمين الشريفين وأوباما بعد تولي الأخير منصبه العام الماضي كان على هامش قمة دول العشرين في لندن في أبريل (نيسان) 2009، وبعدها في الرياض التي زارها أوباما في طريقه إلى القاهرة لإلقاء خطابه حول «بداية جديدة للعلاقات» مع العالم الإسلامي في يونيو (حزيران) 2009. وكان هناك ترقب في واشنطن للاستماع إلى الآراء السعودية خلال زيارة الملك عبد الله إلى العاصمة الأميركية وإجراء كبار المسؤولين السعوديين مشاورات مع نظرائهم الأميركيين. وكان الملك عبد الله قد وصل إلى مطار «آندروز» العسكري عصر أمس قادما من كندا حيث حضر اجتماعات قمة دول الـ20 وأجرى لقاءات مع قادة الدول الـ20. وقال الخبير في شؤون الخليج في «معهد كارنيغي للسلام الدولي» كريستوفر بوسيك إن الملك عبد الله وأوباما «اجتمعا مرات عدة في السابق، ولكن هذه زيارة مهمة خاصة»، مشيرا إلى «أهمية العلاقات الشخصية وبناء روابطها». وأضاف بوسيك لـ«الشرق الأوسط»: «أوباما لم يكن معروفا في الخليج قبل توليه منصبه، ومن المهم أن يوضح أهدافه وما ينوي إنجازه للقيادة السعودية». وتابع أن «المسؤولين السعوديين يعجبهم ما يسمعونه من أوباما ولكنهم يريدون أن يروا الأفعال وتطبيق ما يقوله الرئيس الأميركي». وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الاجتماعات توفر فرصة لإعادة التأكيد على علاقتنا القوية والإيجابية مع السعودية ولبحث عدد من القضايا من تحديات الأمن الإقليمي لتوثيق تعاوننا الثنائي في قضايا مثل التعليم والتكنولوجيا».

وقال بوسيك إن هناك «رغبة سعودية في الحصول على التزام أقوى من إدارة أوباما حول عملية السلام بالإضافة إلى الضغط على إسرائيل لتحسين الأوضاع الفلسطينية».

يذكر أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستكون فرصة لأوباما لإظهار التزامه بالسلام وقدرته على الضغط على الحكومة الإسرائيلية للعمل على إحلال السلام في المنطقة، وأضاف بوسيك: «هناك رغبة سعودية في رؤية عمل من طرف أوباما، بأن تترجم الكلمات إلى الأفعال في هذا المجال».

من جهة أخرى، كان هناك ترقب لما ستشمله المحادثات حول أمن الخليج خاصة الملف النووي الإيراني. وقالت ساندرسون: «لدينا هدف مشترك للحفاظ على أمن الخليج»، مضيفة أن الرأي السعودي والخليجي في ما يخص الملف الإيراني يهم الإدارة الأميركية. وفي حين تشدد دول الخليج على أهمية الحل الدبلوماسي والسلمي في إيران، قالت ساندرسون إن موقف الإدارة الأميركية من هذا الموضوع هو «أننا لم نتخل عن أمل نجاح مسار التفاوض».

ويشمل التعاون السعودي - الأميركي الجهود المتواصلة لمكافحة التطرف وما يشكله من تهديد للطرفين. وقالت ساندرسون: «لدينا رؤية مشتركة حول تهديد التطرف، ونحن نعمل على طرق لمواصلة مكافحة التطرف».