في ثاني لقاء يجمعهما منذ الانتخابات التي جرت في 7 مارس (آذار) الماضي أكد كل من نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء المنتهية ولايته، والدكتور إياد علاوي زعيم القائمة العراقية ورئيس الوزراء الأسبق، أمس، على ضرورة الإسراع بتشكيل الرئاسات الثلاث (مجلس النواب والجمهورية والوزراء).
وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» مع محمد علاوي، القيادي في القائمة العراقية، وصف اللقاء بأنه كان «إيجابيا جدا ووديا للغاية». وأضاف أن اللقاء استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة، وتم خلاله التأكيد على التعجيل بتشكيل الحكومة خلال المهلة الدستورية البالغة شهرا من أول اجتماع لمجلس النواب. وأضاف أنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات للجنتين التفاوضيتين للقائمتين وأن زعيمي القائمتين قررا ترك حسم كل التفاصيل لهاتين اللجنتين. وقال القيادي أيضا إنه كان هناك شبه اتفاق قبل اللقاء حول عدم إثارة أي موضوع خلافي خلاله. وأشار إلى أنه أكد زعيما القائمتين نبذ المحاصصة الطائفية وعدم تهميش أي طرف وإشراك الجميع في الحكومة المقبلة كل حسب استحقاقه الانتخابي. كما تناول اللقاء العقود النفطية الأخيرة، وأكد الطرفان على ضرورة تحسين إمدادات الكهرباء، علما بأن التيار الكهربائي انقطع عن منزل علاوي خلال اللقاء.
وعن أجواء اللقاء قال مصدر آخر كان حاضرا إن علاوي والمالكي تبادلا النكات وشربا شايا وتناولا الفاكهة.
من جهته، قال رحيم الشمري، عضو القائمة العراقية، إن لقاء أمس كان أكثر جدية من اللقاء الأول الذي وصف بأنه لقاء تعارف، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن زعيمي القائمتين اتفقا على الإسراع بتشكيل الحكومة وفق مبدأ الشراكة الوطنية والإسراع بتشكيل الرئاسات الثلاث على أن يتم عقد لقاءات متواصلة بين الطرفين من أجل تحقيق هذا الغرض.
وحضر اللقاء من ائتلاف دولة القانون كل من حسن السنيد، وعلي الدباغ، وحسين الشهرستاني، وخضير الخزاعي، بينما حضر عن العراقية كل من رافع العيساوي ومحمد علاوي وأسامة النجيفي.
إلى ذلك، طمأن علاوي جميع القوى السياسية إلى أن اللقاء مع رئيس ائتلاف دولة القانون لا يهدف إلى تشكيل محاور مناوئة لجهة ما، وأن العراقية تتعامل بمرونة وانفتاح مع جميع القوى السياسية في سعيها لتشكيل حكومة شراكة وطنية تضم الجميع. جاء ذلك بعد لقاء جمع إياد علاوي وطارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والقيادي في القائمة العراقية. وجرى خلال اللقاء الذي عقد قبيل ساعتين من لقاء علاوي والمالكي استعراض التطورات السياسية الأخيرة، حيث شدد الطرفان على ضرورة بناء رؤية تحالفية تحفظ استحقاق «العراقية» الانتخابي والدستوري وتسعى إلى تحقيق التميز الذي وعدت به العراقية. بدوره أكد الهاشمي انفتاح «العراقية» للتحاور مع جميع الكتل السياسية بهدف تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم الجميع وتكون قادرة على النهوض بواقع المواطن العراقي والبحث عن سبل الخروج من الأزمة الراهنة.