لاري كينغ يتنحى ويترك برنامجه الحواري على «سي إن إن» بعد ربع قرن

أجرى خلال مشواره المهني 40 ألف مقابلة تراوحت بين رؤساء دول ومجرمين

لاري كينغ مع المغني الراحل مايكل جاكسون و القس جيسي جاكسون (أ.ب)
TT

لاري كينغ المذيع الأميركي والوجه الشهير على قناة «سي.إن.إن» قرر أن يتنحى ويتخلى عن برنامجه الذي كان يقدمه على الهواء ويحمل اسمه بعد ربع قرن من العمل، وأكثر من 40 ألف مقابلة مع مشاهير العالم من السياسيين والعاملين في الصناعة الترفيهية خلال عمله المهني الذي بدأ في الخمسينات من القرن الماضي.

وقال كينغ، 76 عاما، في بيان أصدره مساء أول من أمس (الثلاثاء) إنه سينهي الخريف المقبل برنامجه الليلي «لاري كينغ على الهواء»، لكنه سيواصل تقديم حلقات خاصة في الأحداث الكبرى.

وأشار إلى أنه لا يزال يخطط لاستضافة بعض الشخصيات المميزة في الحلقات المقبلة. «سأبقى جزءا من عائلة (سي.إن.إن)، وسأواصل مع البرامج الخاصة التي تخص أحداثا عالمية محلية وعالمية كبرى».

وقال في بيانه «مع وضع نهاية لهذا الجانب من حياتي بدأت أنظر إلى المستقبل وأبحث ثانية عن جانب آخر لم تتضح معالمه بعد. أما الآن فقد حان الوقت لأن أعلق حمالات بنطالي»، التي أصبحت جزءا من هندامه المميز.

وقال المذيع المخضرم، الذي قرر مع زوجته السابعة شون سوثويك إلغاء خططهما للطلاق في مايو (أيار)، إنه يريد قضاء مزيد من الوقت مع زوجته وأطفاله الصغار، مضيفا «أريد أن أقضي وقتا أطول مع زوجتي وأن أدخل عالم أطفالي وألعابهم».

واشتهر كينغ بأسلوبه غير الصدامي مع ضيوفه وارتداء حمالات ملونة للسراويل واستضاف في برنامجه الشهير قاعدة عريضة من المشاهير سواء كانوا من نجوم هوليوود أو رجال السياسة أو أبطال الرياضة.

وقال كينغ للمشاهدين في برنامجه الليلة الماضية «مع انتهاء هذا الفصل أتطلع إلى المستقبل وما سيكون عليه الفصل التالي في حياتي، لكن في الوقت الراهن حان الوقت لتعليق حمالاتي الليلية على الرف».

ودخل برنامج «لاري كينغ على الهواء» مؤخرا موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأقدم برنامج تلفزيوني يقدمه نفس المذيع وفي الوقت نفسه.

وأوضح: «الآن ولعقود سابقة كنت أتحدث مع ضيوفي هنا في (سي.إن.إن) وأقول لهم إني أريد أن أنهي حلقات (لاري كينغ لايف)، تلك الحلقات الليلية، في الخريف المقبل وبموافقة كريمة من (سي.إن.إن) سيتحقق ذلك من أجل منحى مزيدا من الوقت لزوجتي ولي لأتفرغ لأولادي للعب معهم ألعاب الكمبيوتر».

بدأ لاري كينغ حياته المهنية في ولاية فلوريدا كمذيع في محطة راديو محلية في الخمسينات من القرن الماضي وأجرى أكثر من 40 ألف مقابلة مع مشاهير المجتمع بما في ذلك مقابلات حصرية مع رؤساء أميركا ابتداء من الرئيس جيرارد فورد، وأخرى مع رؤساء العالم مثل الرئيس الأسبق للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت ثاتشر.

كما أنه أجرى مقابلات مع العديد من الشخصيات السيئة الصيت مثل بعض المجرمين مثل كارلا تاكر المرأة الوحيدة التي أعدمت في ولاية تكساس على أعمالها الإجرامية، وكذلك بطل الملاكمة العالمي مايك تايسون.

وفي مقابلة أجريت معه قبل عام للترويج لمذكراته قال كينغ لصحيفة «نيويورك بوست» حول أسلوبه المستخدم في المقابلات «عملي أن أوجه الأسئلة»، مضيفا أن «السر في المقابلات هو أن تنصت وتستمع. لا أكتب ما أريد أن أسأله. طاقمي يقدمون الخلفية، وأنا أدون بعض الملاحظات، لكنني لا أكتب أي أسئلة. لا يوجد أي سؤال واضح في رأسي قبل المقابلة. أول مقابلة لأحد المشاهير أجريتها كانت مع بوبي دارين، الذي وصل إلى مكان العمل ولم أكن أتوقعه، وكان عليّ أن اأبدأ من هناك بدون أي تحضير. أعجبتني هذه الطريقة، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أجري مقابلتي على هذا النحو».

لكن طريقة عمله هذه في المقابلات لا تؤتي ثمارها دائما إذا كانت إجابات الشخصية التي تجلس أمامه مقتضبة جدا.

ويورد كينغ مثالا على ذلك قائلا إن أسوأ مقابلاته كانت مع الممثل الراحل الشهير روبرت ميتشيم. وقال كينغ إن ميتشيم كان يجيب بـ«نعم» أو «لا» أو «ربما»، لا أكثر ولا أقل.

وعندما سأله كينغ «هل أنهيت تصوير هذا الفيلم؟، أجاب بكلمة «نعم». وسأله «كيف كان العمل مع المخرج جون هاستون؟ فقال «جيد». ما رأيك بآل باتشينو؟ لا أعرفه. وفي النهاية جاء دور ميتشيم الذي سأل كينغ عن كيفية أدائه خلال المقابلة، فأجاب كينغ بكلمة واحدة أيضا «عظيم». ثم أضاف ميتشيم: هل ستستضيفني ثانية في برنامجك؟

برنامج كينغ كان أحد أشهر البرامج مشاهدة على التلفزيون الأميركي. إلا أن شعبيته بدأت بالانحدار أمام برامج أخرى مثل برنامج «ريتشيل مادو» على محطة «إم إس إم بي سي»، وكذلك برنامج شون هنتي على محطة «فوكس نيوز».

وجاء قرار كينغ بعد أسبوع من كتابة الناقد ديفيد كار في صحيفة «نيويورك تايمز» مطالبا «سي.إن.إن» بأن تجد بديلا جيدا للاري كينغ. وقال في مقاله «لقد أصبح كينغ في مهب ريح الصحف الشعبية بعد أن تدهورت شعبية برنامجه أمام البرامج الأخرى، إضافة إلى صراعه من أجل إيجاد مادة كافية لخمسة أيام متتالية». مضيفا «القدرات الأسطورية تجلب معها سلبياتها في إيجاد نهاية لمرحلة».

بعض الصحف بدأت في التنبؤات في بداية الشهر الماضي، وبعضها اقترح بأن بيرس مورغان رئيس تحرير صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية الشعبية وأحد حكام «مواهب بريطانية» قد يكون أحد الوجوه المرشحة ليأخذ مكان كينغ.

* كمقدم برنامج حواري خفيف (شات شو) أصبح لاري كينغ أيقونة في هذا المجال. ليس فقط في طريقة إجرائه المقابلات والتي تظهره أحيانا وكأنه لا علم له بالشخصية التي على وشك مقابلتها، وإنما أيضا بهندامه ومظهره العام. نظراته وحمالات بنطاله أصبحت بمجملها جزءا من هذه الأيقونة.

لحظات بارزة في مشواره الفني:

1993 حوار آل غور/روس بيرون حول معاهدة نافتا (اتفاقية التجارة بين دول شمال أميركا). لقد ساعدت في تقوية موقف آل غور كنائب رئيس الولايات المتحدة، وفي المقابل فتحت الباب على مصراعيه للهجوم على روس بيرون مرشح الرئاسة. يمكن الحصول على الفيديو لمشاهدة المقابلة التي يعتبرها كينغ أفضل مقابلاته.

2005 انهيار المغنية سيلين ديون.

بعد سبع دقائق من المقابلة سيلين ديون تجهش بالبكاء وبعدها تنفتح قريحتها وتبدأ بالغناء. وحسب النقاد كانت لحظات رائعة ومميزة.

2007 مايكل مور مخرج فيلم «سيكو وسانجاي غوبتا» المراسل الطبي لـ«سي.إن.إن».

الاتهامات المتبادلة بين مور وسنجاي حول الفيلم الذي يتناول العناية الصحية في الولايات المتحدة ساعد في وضع الموضوع على قمة الأولويات السياسية في أميركا.

2009 ملكة الجمال كاري بريجين ظهرت خلال المقابلة وكأنها سارة بيلين وأصبحت أيقونة بالنسبة للسياسة اليمينية في الولايات المتحدة لآرائها المتطرفة حول بعض القضايا الاجتماعية.

2007 دوغ ذي باونتي هنتر، أحد نجوم تلفزيون الواقع الذي صور سرا وهو يستخدم التعابير العنصرية. يعتذر خلال المقابلة مع لاري كينغ ويطلب السماح بعد أن واجهه كينغ بالحقائق.

2007 خلال مقابلته مع الكوميدي جيري ، قال كينغ إنه لا يتذكر كيف انتهى المسلسل الكوميدي الذي اشتهر في التسعينات من القرن الماضي، وهذا ما أغضب ساينفيلد وأفقده أعصابه لاري كينغ خارج البيت الأبيض عام 2008 (أ.ف.ب)