أليسار عيلبوني تفوز بمسابقات برنامج «أشهر عارضات الأزياء» في ألمانيا

ولدت في دمشق ثم انتقلت مع والديها إلى النمسا

أليسار عيلبوني.. أحدث عارضات الأزياء في ألمانيا
TT

هل هذا زمان الجمال العربي «المتجنس غربي الثقافة»..؟ قبل عام فازت جزائرية بجمال فرنسا وقبل أسابيع تم تتويج اللبنانية ريما فقيه ملكة لجمال الولايات المتحدة الأميركية وهذا الشهر تم اختيار الفلسطينية الأصل نمساوية الجنسية أليسار عيلبوني الأولى على أكثر من 20 ألف فتاة تقدمن للمشاركة في برنامج «جيرماني توب موديل 2010» الذي يقدم فرصة للفتيات الطامحات في العمل كعارضات أزياء.

تقدم البرنامج العارضة الألمانية العالمية هايدي كلوم ويمثل حلم الصبايا في كل الدول الناطقة بالألمانية لما يتيحه لهن من فرص لولوج عالم الأزياء والموضة. وتستعين هايدي بمجموعة من الخبراء كلجنة تحكيم.

وفي الحلقات تميزت أليسار ذات الشعر الكستنائي والبسمة الخجولة وإن طلب منها فيما بعد أن تكون أكثر جرأة وإقداما كأول خطوة لتحويلها من فتاة عادية إلى موديل سوبر.

من العاصمة السورية «دمشق» التي ولدت فيها انتقلت الصغيرة أليسار مع والديها إلى النمسا حيث عاشت في مدينة أمشتيتن بإقليم النمسا السفلى ومن ثم انتقلت الأسرة إلى شورفليغ إم سي بالنمسا العليا وهناك تلقت تعليمها.

في أكثر من مقال صحافي تمت الإشارة لقسوة الحياة التي جابهتها الأسرة المهاجرة وذلك ما أكدته أليسار وإن نفت أنها وأمها كانتا تعيشان على مبلغ لا يتعدى 480 يورو شهريا.

بزغت مواهب أليسار في أكثر من ميدان أهمها لعبة كرة السلة إذ صعدت مع مدرستها لمرحلة متقدمة في المنافسات المحلية ويوم تقدمت وهي النمساوية ذات الأصول الأجنبية للاشتراك في الدورة الخامسة للبرنامج التلفزيوني الناجح كانت أمامها تجربة نجمته السابقة سارة وهي ألمانية من أصل إثيوبي بالإضافة لفوز إيلين وهي فتاة من أصل تركي تم اختيارها في برنامج مماثل يقدمه التلفزيون النمساوي.

وفيما يبدو فإن هناك أقلاما ألمانية وأخرى نمساوية لم تتجاوب مع هذه الاختيارات بحجة أن جمال هؤلاء الفتيات ذوات الأصول الأجنبية وإن كان جمالا قاطعا إلا أنه لا يمت بصلة لمعالم الجمال الحقيقي للنمسا أو ألمانيا.

على كل، ترقت أليسار من حلقة لأخرى متنقلة والفتيات حول العالم حيث تم تسجيل حلقات البرنامج في كبريات مدن الموضة مستفيدات من خبرة وتعاليم ومشورة نجوم وأسماء ذات رنين في عالم الأزياء والتصوير والأناقة والتمثيل والإعلان لتدريبهن على أصول المهنة لا سيما أن علاقة المشاركات بالموضة وعروضها قبل البرنامج لم تزد عن مجرد رغباتهن وأحلامهن للالتحاق بهذا المجال الشاق.

من خلال متابعة حلقات البرنامج أسبوعا بعد أسبوع عاش المشاهدون أول تجارب الصغيرات في كيفية السير سريعا وصحيحا ورشيقا بأحذية ذات كعوب خيالية العلو، وكيفية الحياة والعمل في أجواء تنافسية بكل هدوء وحسن تصرف، بجانب كيفية إتقان التعامل مع الكاميرا والأضواء والجمهور مع التركيز على تفاصيل أخرى كسرعة ارتداء الملابس واستبدالها وتنسيقها مع الشعر والماكياج في دقائق معدودة.

وبالطبع لم يغفل المدربون تلقين المتسابقات أسرار شد قاماتهن واسترخائها في ذات اللحظة بالإضافة لمهارات إخفاء مظاهر التعب والإرهاق أثناء العروض حتى يظهرن وكأنهن فراشات تتطاير.

بعد التصفيات لم تتبق من المشتركات غير ثلاث تنافسن أمام 15 ألف ضيف حضروا تقديم الحلقة على الهواء مباشرة، كانت من بينهن ماجدة والدة أليسار، بينما تابع الحلقة أكثر من 4 ملايين مشاهد.

وما إن تم إعلان فوز أليسار المولودة في مارس (آذار) 1989 التي يصل طول قامتها إلى 178 سنتيمترا وتسجل مقاساتها 86 - 65 - 90 حتى تأكد أن حلم سندريلا قد تحقق وأنها ستكون وجه العام القادم لمحلات سي أند إيه ولإعلانات جيلليت ومنتجات ماي بللين ولوريال الفرنسية لأدوات التجميل كما ستظهر صورتها يوليو (تموز) الحالي على غلاف النسخة الألمانية لمجلة «كوزموبوليتان».

هذا كما تم تسليمها سيارة جديدة بالإضافة لتوقيعها عقدا بمبلغ 400 ألف يورو بجانب عشرات المقابلات الصحافية والرحلات التي في انتظارها من ميلانو إلى باريس وكيب تاون ونيويورك ولندن و.. و.. من المدن العالمية.

في حوار قالت أليسار إنها لا تعلم معنى اسمها، لكنها تعلم أن والدتها قد اختارته لكونه اسم ملكة من الشرق. وحول المكان الذي تحلم أليسار بزيارته كانت الإجابة «دمشق» التي لم ترها منذ أن غادرتها وهي صغيرة بالكاد تخطو خطواتها الأولى.