مخططان إسرائيليان لبناء فندقين في القدس وإقامة حديقة توراتية جنوب الأقصى

غضب فلسطيني.. فتح تحذر من نفاد الصبر.. وعضو لجنة تنفيذية يطلب عدم إضاعة الوقت

تيسير خالد
TT

أكدت مصادر إسرائيلية أن «اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء» الإسرائيلية صادقت على بناء فندقين جديدين، يشملان 1400 غرفة، في منطقة حديقة «أرمون هنتسيف» قرب حي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة.

وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن البناء سيتم في منطقة تقع بين حي تلبيوت شرق وجبل المكبر، وهي منطقة احتلت عام 1967.

وتزامن الكشف عن المخطط الجديد مع وصول مبعوث عملية السلام جورج ميتشل إلى إسرائيل، وقبل أسبوع من لقاء مرتقب في البيت الأبيض بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما. وتوقعت جهات سياسية مسؤولة في إسرائيل ألا تقل هذه القضية إشكالا عن قضية البناء في مستوطنة رامات شلومو شمال شرقي القدس، التي كانت فجرت خلافا سابقا بين إسرائيل وواشنطن.

وبحسب القناة العاشرة فإن الدوائر المحيطة برئيس الوزراء ووزير داخليته إيلي يشاي لم تكن على علم بالمصادقة على مشروع البناء المذكور.

والمشروع مطروح منذ 2003، لكنه تعطل بسبب سلسلة اعتراضات لها علاقة بمسائل بيئية، وقبل أسبوع عقدت جلسة مشتركة لأصحاب المشروع وجمعية حماية الطبيعة ولجنة الاعتراضات التابعة للجنة اللوائية، وتمت المصادقة عليه. وبناء عليه فإنه سيتم استدراج عطاءات للشروع في البناء.

وفي سياق متصل، قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن إسرائيل تخطط لتحويل منطقة القصور الأموية، جنوب المسجد الأقصى، إلى متنزه توراتي سياحي ببرامج مكثفة في ساعات الليل.

وقالت المؤسسة في تقرير تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن إسرائيل بدأت توسع من دائرة الحفريات في نحو 9 مواقع موزعة في المنطقة، بالإضافة إلى إجراء عمليات بناء وتغيير للمعالم الأثرية التاريخية الإسلامية.

وأكدت مؤسسة الأقصى أن أعمال البناء تتم بسرية، بحيث تغطى مساحات من الحفريات بغطاء بلاستيكي أسود،، في حين تجرى حفريات أخرى في طبقات تحت الأرض، في ممرات ومناطق مقوسة.

ووصفت مؤسسة الأقصى كيف تصب قوالب مستطيلة الحجم من الإسمنت المسلح لتحمل أعمدة الإضاءة الكهربائية العملاقة، وكيف تسيير قوافل مكثفة من السياح الأجانب من جهة والجماعات اليهودية من جهة أخرى في ساعات النهار، وأخرى في ساعات الليل، وإجراء حلقات دراسية واحتفالات وإقامة شعائر دينية يهودية تلمودية، في المكان.

ومضت المؤسسة تقول إنه «يتأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى إلى متنزه توراتي سياحي خاصة في ساعات الليل، وما مشروعات الإنارة والمهرجانات الليلية إلا مقدمة وجزء من هذا المخطط».

ولم تعلق أي جهة إسرائيلية رسمية على المخططين، وأثارت هذه المخططات غضب الفلسطينيين، وقالت حركة فتح إن صبرها بدأ ينفد، وإن الأوضاع مهددة بالانفجار. وأدانت الحركة خطة بناء الفنادق، وقال المتحدث باسم فتح أسامة القواسمي «إن الأوضاع في الأراضي المحتلة مهددة بالانفجار نتيجة للسياسات الإسرائيلية الاستيطانية المتصاعدة»، مؤكدا أن حركته لن تصبر طويلا إزاء هذه الإجراءات الاستفزازية.

وأضاف أن «هذا القرار وتصريحات العنصري (وزير الخارجية أفيغدور) ليبرمان تؤكد أن هذه الحكومة ماضية قدما في سياسة فرض الأمر الواقع، متجاهلة القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ونداءات المجتمع الدولي والاتفاقيات الموقعة».

وتابع أن «فتح لن تقف عاجزة عن الدفاع عن أرضها وشعبها أمام تلك الاستفزازات والتهديدات الإسرائيلية»، محذرا من أن الأوضاع لم تعد تحتمل نتيجة السياسات الإسرائيلية التي تستهدف الأرض والإنسان والمقدسات الإسلامية والمسيحية، داعيا المجتمع الدولي إلى وضع حد لسياسات الحكومة الإسرائيلية.

واعتبرت كاثرين أشتون، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن النشاطات الاستيطانية وعمليات هدم البيوت غير قانونية وفقا للقانون الدولي.

واعتبر نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة، موقف الاتحاد الأوروبي مشجعا، ويجب أن يكون رسالة واضحة لإسرائيل بأن هذه الإجراءات تهدد حل الدولتين، وتعرقل المفاوضات غير المباشرة.

وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية باتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة لوقف هذه الخروقات لخطورتها على مستقبل عملية السلام، وعلى المفاوضات غير المباشرة الجارية الآن.

أما تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فدعا ميتشل إلى عدم إضاعة الوقت في البحث عن تسوية سياسية مع حكومة نتنياهو في مفاوضات التقريب. وطالب بعقد اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للتحضير لدورة المجلس المركزي، من أجل تقييم الوضع وإعادة النظر في قرار الموافقة على محادثات التقريب.