نجاد لأوباما: توقيع الأوراق لن يوقف تقدم بلد عظيم.. واحذروا من استيقاظ «الأسد النائم»

رفسنجاني: أميركا لن ترهبنا.. ومتقي إلى أوروبا.. وتوقعات أوروبية باستئناف المفاوضات مع طهران الشهر المقبل

TT

قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس إن أحدث عقوبات فرضت على إيران تبعث على الشفقة، محذرا القوى العالمية من أنها ستندم على تجبرها. وفيما أكد الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، أن الولايات المتحدة لن تتمكن من «ترهيب» الجمهورية الإسلامية بالعقوبات، توقعت مصادر أوروبية استئناف المفاوضات النووية مع طهران الشهر المقبل.

وفي أول خطاب له بعد توقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما قانونا لفرض عقوبات تستهدف واردات الوقود الإيرانية، قال أحمدي نجاد إن هذه الإجراءات لن تضر الاقتصاد أو تثني إيران عن لعب دور أكبر في الشؤون العالمية. وقال الرئيس الإيراني أمام عدد من رجال الصناعة: «يعلمون أن هناك أسدا نائما في إيران يستيقظ وإذا استيقظ فستتغير كل العلاقات في العالم». وأضاف «تصرفاتهم المثيرة للشفقة تظهر أنهم يدركون القوة البشرية الهائلة الكامنة في إيران».

وجاء القانون الأميركي بعد إقرار مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي عقوبات ترمي إلى الضغط على طهران لكبح جماح برنامجها النووي الذي تخشى بعض الدول من أنه يهدف إلى صنع قنبلة وهو ما تنفيه إيران. وقال أحمدي نجاد موجها حديثه لأوباما: «ظنوا أنهم من خلال عقد لقاءات ومحادثات بينهم وتوقيع أوراق يستطيعون وقف تقدم بلد عظيم.. إيران أعظم مما قد يتصورونها في عقولهم الصغيرة». وتابع قائلا: «نعلم أنه إذا استيقظت هذه الحضارة الإيرانية فلن يكون هناك مجال أمام القوى المتعجرفة والفاسدة والمتجبرة».

وقد هون دائما الرئيس الإيراني المتشدد من تأثير العقوبات. ووصف قرار الأمم المتحدة بأنه «منديل مستعمل» وقال إن إيران يمكنها أن تحقق الاكتفاء الذاتي من البنزين في غضون أسبوع واحد إذا لزم ذلك».

وفي الأسبوع الماضي انضمت «توتال» الفرنسية إلى قائمة من شركات النفط التي امتنعت عن بيع البنزين لإيران التي تفتقر إلى طاقة التكرير الكافية وتستورد ما يصل إلى 40 في المائة من استهلاكها من البنزين على الرغم من كونها خامس أكبر منتج للنفط في العالم. وقبل يومين ألغت شركة «جي إس» الكورية الجنوبية للهندسة والإنشاءات عقدا بقيمة 1.2 مليار دولار لمعالجة الغاز المستخرج من حقل بارس الجنوبي. وهذا الحقل أحد أكبر حقول الغاز في العالم، لكن إيران لم تستغله تماما بعد مما يرجع جزئيا إلى أن العقوبات قلصت الاستثمارات والاستعانة بالخبرة الأجنبية. كما أعلنت شركة التأمين العالمية «لويدز» عن تقليص تغطيتها التأمينية على السفن التي تنقل مواد نفطية إلى إيران، في إشارة إلى التزامها بقانون العقوبات الأميركي الجديد على طهران. وقال أحمدي نجاد إنه مستعد للعودة إلى المحادثات مع القوى الكبرى بشأن المسألة النووية لكن بشروط معينة وليس قبل نهاية أغسطس (آب) وهو تأجيل قال إن الهدف منه «معاقبة» الغرب.

من جهته، أكد الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني الذي دعم المعارضة الإصلاحية خلال الشهور الماضية، أن الولايات المتحدة لن تتمكن من «ترهيب» الجمهورية الإسلامية بالعقوبات. وقال رفسنجاني أمام مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه، أمس، إن «الاستكبار العالمي (الولايات المتحدة) يسعى إلى ترهيب دول المنطقة لدفعها إلى المشاركة في سياسة الترهيب الموجهة ضد إيران لكن (هذه السياسة) لن تنجح». كما انتقد قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما فرض عقوبات إضافية على إيران. وأضاف رفسنجاني أنه «عمل ترهيبي فاضح تجاه إيران عندما يعلن الرئيس الأميركي رسميا أنهم (الأميركيون) يستهدفون صميم البرنامج النووي الإيراني». وكان رفسنجاني قد أبدى دعمه لحركة المعارضة التي رفضت إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد منددة بعمليات تزوير واسعة النطاق في انتخابات 12 يونيو (حزيران) 2009.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس إن جولته الجديدة لعدد من الدول الأوروبية تهدف إلى تبادل وجهات النظر وتوضيح مواقف إيران. وقال متقي إن زياراته الأوروبية ستفشل الكثير من المؤامرات والفتن التي يحيكها البعض لضرب العلاقات بين إيران وأوروبا. وأضاف أن «موضوع تبادل وجهات النظر والتشاور مع دول العالم كان مدرجا على جدول أعمالنا دوما». وأوضح وزير الخارجية: «هناك زيارات ولقاءات أجريناها مؤخرا في بلجيكا وأيرلندا ولوكسمبورغ حيث بحثنا مع مسؤولي هذه الدول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية». وأعلن أن هناك زيارات أخرى لعدد من الدول الأوروبية «مدرجة على جدول أعمالنا لاستمرار مسار الحوار والتشاور».

ودعت مجموعة الدول الست الكبرى (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة والصين) والاتحاد الأوروبي، أول من أمس، إيران إلى تقديم رد سريع على الدعوة التي كانت وجهتها إليها للعودة إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي المثير للجدل. وفي ختام اجتماع في بروكسل، أكد المديرون السياسيون لوزارات الخارجية في هذه الدول المكلفة بالملف النووي الإيراني ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في بيان مشترك استعدادهم «لمواصلة الحوار» مع إيران «بهدف الدخول في مفاوضات مهمة»، حول برنامجها النووي في أعقاب صدور عقوبات جديدة في مجلس الأمن الدولي. وتوقع مسؤول أوروبي تحدث إلى وكالة «فرانس برس»، لم تكشف اسمه، أن لديهم مؤشرات إيرانية باستئناف المفاوضات خلال الشهر المقبل، أو بداية سبتمبر (أيلول).