بايدن يصل إلى بغداد بالتزامن مع زيارة وفد من الكونغرس

ماكين وليبرمان يؤكدان ضرورة تشكيل حكومة عراقية تعكس إرادة الناخبين

TT

وصل جو بايدن نائب الرئيس الأميركي المكلف الملف العراقي إلى بغداد بعد ظهر أمس في زيارة غير معلنة وسط استمرار الأزمة السياسية بعد أربعة أشهر من الانتخابات التشريعية. وكان السفير الأميركي كريستوفر هيل وقائد القوات الأميركية الجنرال راي أوديرنو ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في استقبال بايدن لدى وصوله إلى مطار بغداد.

وتأتي الزيارة التي يتوقعها الكثير من المسؤولين العراقيين في ظل الانقسامات الحادة في الطبقة السياسية حيال تشكيل الحكومة ومنصب رئيس الوزراء الذي يتمتع بصلاحيات واسعة جدا في بلد متعدد القوميات. يشار إلى أن بايدن يصل إلى العراق عندما تبلغ الأمور مرحلة من التعقيدات كما حدث إبان الفترة السابقة لإقرار قانون للانتخابات التشريعية.

والزيارة هي الثانية لبايدن منذ أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي وتتزامن مع زيارة يقوم بها وفد من الكونغرس الأميركي للعاصمة العراقية. وقال رئيس الوفد السيناتور عن الحزب الجمهوري ماكين خلال مؤتمر صحافي في السفارة الأميركية «نحض على اختيار حكومة ممثلة لنتائج الانتخابات وإرادة الشعب ونأمل أن تؤدي المحادثات بين الأطراف إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أضاف «وصلنا الجمعة الماضي والتقينا عددا من المسؤولين وشجعناهم على تشكيل الحكومة (...) ونأمل أن تؤدي المفاوضات الجارية إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن». وتابع ردا على سؤال «لم نحاول تقديم أي اقتراحات تتعلق بتفاصيل تشكيل الحكومة، لا أعتقد أن هذا مناسب للقيام به لكننا نشجع على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن».

وأكد مصدر في الوفد لقاء رئيسي الجمهورية والوزراء المنتهية ولايتيهما جلال طالباني ونوري المالكي ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. وقال ماكين «نشعر ببعض خيبة الأمل إزاء تأخر تشكيل الحكومة».

ولم تتشكل الحكومة في العراق على الرغم من مرور أربعة أشهر على الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من مارس (آذار) الماضي. ومطلع يونيو (حزيران) صادقت المحكمة الاتحادية، أرفع هيئة قضائية في البلاد، على نتائج الانتخابات التي تؤكد فوز القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي (91 مقعدا)، مقابل 89 مقعدا نالها ائتلاف بزعامة المالكي. ويعتبر علاوي تكليفه تشكيل الحكومة حقا دستوريا لكن الاندماج بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي تحت اسم «التحالف الوطني» (159 مقعدا من أصل 325) سيحرمه من ذلك لأن التحالف أصبح يمثل القوة الرئيسية في البرلمان حاليا. إلا أن الكتلة الشيعية التي يمكنها الاعتماد على دعم الأكراد لنيل غالبية كبيرة في البرلمان، لا تزال تشهد مفاوضات متعثرة للتوصل إلى اتفاق على مرشح واحد لمنصب رئيس الوزراء.

من جهته، قال ليبرمان إن «الأكثر أهمية بالنسبة إلينا بينما نتطلع إلى العراق اليوم هو نقطتان: أن تعكس الحكومة رغبة الناس الذين أدلوا بأصواتهم، وأن تكون وطنية مستقلة (...) فالعراق للعراقيين». وتابع «في الاجتماعات التي عقدناها لم نكن في صدد اختيار مرشحين (...) فالكونغرس أوصى بالإسراع في تشكيل الحكومة». وأضاف ردا على سؤال حول تأثير المفاوضات على جدول انسحاب القوات الأميركية، أن «الجنرال أوديرنو قال (الانسحاب سيستمر والمفاوضات لن تؤثر على جدول الانسحاب بسبب القدرات الكبيرة للجيش العراقي)، وسنسحب 28 ألف عسكري قبل الأول من سبتمبر (أيلول)». وأكد ليبرمان «يسعدنا انسحاب قواتنا من العراق ومن المريح أن يكون الجيش العراقي إحدى المؤسسات القوية في المنطقة» لكنه سارع إلى التأكيد أن «الولايات المتحدة لن تبتعد عن العراق أبدا، فأنتم حلفاؤنا وسنبقى معكم».

بدوره، قال ليندسي غراهام «أناشد المسؤولين العراقيين تشكيل حكومة قوية تحترم التضحيات التي قدمت في العراق». وأضاف «كل أعضاء الكونغرس مقتنعون بضرورة بقاء التزاماتنا حيال العراق ليس بواسطة جيش كبير إنما اقتصادي وثقافي (...) جئت إلى هنا لأبلغ أصدقائي العراقيين أننا سنواصل تقديم المساعدات للشعب العراقي على الرغم من المشكلات التي يشهدها اقتصادنا». ويضم الوفد كذلك السيناتور مارك أودال.