مساعد الرئيس السوداني يدعو لتحكيم دولي حول حلايب: لا نريدها «خميرة عكننة» مع مصر

بدء ترتيبات الاستفتاء.. واجتماع للمبعوثين الدوليين والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن غدا في الفاشر

TT

دعا مساعد الرئيس السوداني، موسى محمد أحمد، القيادي البارز في جبهة الشرق (متمردون سابقون)، إلى تحكيم دولي حول منطقة حلايب المتنازع عليها بين مصر والسودان، في حال تعذر إيجاد حل لها بين الجانبين، مشيرا إلى أن «حلايب منطقة سودانية.. ويمكن أن تتحول إلى منطقة تكامل، إذا أمنت القاهرة على أنها أرض سودانية».

وتسيطر القاهرة على الأوضاع في المثلث منذ عام 1993، حيث ربطت المنطقة بالطرق والاتصالات وشبكات المياه والتعليم. وكان الرئيس السوداني قد فجر قنبلة بإثارة الملف، معلنا تبعيتها للسودان، إلا أن القاهرة التزمت الصمت. وقال مساعد الرئيس السوداني في تصريحات لصحيفة سودانية، «لا نريد أن تكون حلايب خميرة عكننة مع مصر، نطمح أن تتحول إلى منطقة تكامل.. لكن بعد تحقيق الموقف من تبعيتها للسودان»، وأشار إلى أنه «في حال تعذر الحل في سياق العلاقات الثنائية لا بأس من نقل الملف إلى التحكيم الدولي.. وعلى الجانب المصري الإتيان بوثائقه كما سنأتي بما يثبت أن حلايب سودانية».

إلى ذلك يبدأ شريكا الحكم في السودان يوم غد الاثنين مفاوضات مهمة في الخرطوم تتعلق بترتيبات ما بعد استفتاء سكان الجنوب على حق تقرير مصيرهم برعاية الاتحاد الأفريقي، في وقت تنطلق فيه بشمال دارفور اجتماعات للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومبعوثين خاصين للسودان، ومندوبين للمنظمات الإقليمية والدولية حول التسوية السلمية لأزمة الإقليم المضطرب.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية دخلا منذ أمس في اجتماعات تحضيرية بمجلس الوزراء بالخرطوم، استعدادا لجولة المفاوضات المهمة التي تتعلق بترتيبات ما بعد استفتاء سكان الجنوب على حق تقرير مصيرهم في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، وشارك في الاجتماعات من جانب الحركة الأمين العام ووزير السلام بحكومة الجنوب باقان أموم، ونائبه ياسر عرمان ووزير مجلس الوزراء لوكا بيونق، فيما شارك من المؤتمر الوطني وزير الدولة برئاسة الجمهورية إدريس عبد القادر، ووزير الدولة بمجلس الوزراء محمد مختار، والقيادي سيد الخطيب.

وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع التحضيري اتفق على منهج الحوار حول القضايا الخلافية، ويرعى المفاوضات الاتحاد الأفريقي ودول «إيقاد» فيما سيقوم بدور الوسيط رئيس لجنة حكماء أفريقيا رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو أمبيكي. وفي ذات السياق لم يستبعد القيادي بالحركة مايكل مكوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، استمرار المفاوضات لمدة 3 أشهر، وقال «الشريكان يبحثان ترتيبات الانفصال، وكذلك ترتيبات الوحدة وفقا للمادة 76 من قانون استفتاء جنوب السودان».

إلى ذلك يعقد المبعوثون الدوليون الخاصون بالسودان والممثلون للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي غدا الاثنين مباحثات مهمة في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، يشارك فيه ممثلون للاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والإقليمية، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لحفظ السلام والوسيط الدولي المشترك جبريل باسولي.

وقال مبعوث الجامعة العربية الدكتور السفير صلاح حليمة، في تصريحات للصحافيين في الخرطوم أمس، إن الاجتماع يهدف إلى تقويم جهود المجتمع الدولي في تسوية العملية السياسية السلمية في دارفور، والوقوف على مجمل الأوضاع الأمنية والإنسانية، وأوضح أن جلسات ستنعقد لتقويم الموقف لدعم العملية السلمية. وأكد حليمة أن الاجتماع سيدفع جهود الدوحة بشأن سلام دارفور، واعتبرها المنبر الوحيد للعملية السياسية التفاوضية بشأن سلام دارفور وأن ما تم تحقيقه من إنجازات يستحق التقدير ويحتاج إلى البناء عليه. ودعا حليمة إلى بذل جهود حثيثة وقوية من أجل كسر حالة الجمود التي وصلت إليها مواقف الحكومة وحركة العدل والمساواة.

وكشف السفير حليمة عن أن وفدا من الجامعة العربية سيزور ولايات دارفور خلال 20 - 24 من الشهر الحالي للوقوف على مجمل الأوضاع في الإقليم وتفقد القرى والمستشفيات والوقوف على سير العمل فيها والنظر فيما يمكن عمله وتنفيذه خلال المرحلة المقبلة وطرح نتائج الزيارة على اجتماع الآلية المشتركة التي سيحدد موعد اجتماعها على ضوء نتائج هذه الزيارة.

ووصف الأوضاع بولايات دارفور بأنها تشهد تطورا وتحسنا ملحوظا، وقال «الجامعة تتحرك على 3 محاور (الأمني والإنساني والسياسي) وإن هناك تركيزا حاليا بشكل خاص على المحور الإنساني، وأعلن عن خطط وبرامج ومشاريع معدة من جانب المنظمة العربية للتنمية الزراعية والمنظمة العربية للتنمية الإدارية للدخول في دارفور، كل في مجال اختصاصه لدعم الأوضاع الإنسانية والتنموية في دارفور». وأبان حليمة أن الجامعة العربية ستقوم خلال الفترة المقبلة بتوفير وسائل إنتاج إلى العائدين إلى القرى ومراكز التنمية الحضرية.