صحة جازان لـ «الشرق الأوسط»: برنامج الرعاية الصحية المنزلية خفف من ازدحام أسرة المستشفيات

صحة جدة تدعو إلى التعاون مع الأقسام الاجتماعية في المستشفيات الحكومية

فريق الرعاية الصحية المنزلية خلال إشرافه طبيا على مسن في منزله («الشرق الأوسط»)
TT

خصصت مديرية الشؤون الصحية في منطقة جازان فريقا طبيا يعمل في «برنامج الرعاية المنزلية»، لإتاحة الفرصة للمرضى الآخرين المحتاجين إلى تنويم بالمستشفيات، وتخفيف الضغط على الأسرة بالمستشفيات في المنطقة.

وأكد الدكتور محسن الطبيقي مدير صحة جازان لـ«الشرق الأوسط» أن الإدارة الصحية خاضت تجربة برنامج الرعاية الصحية المنزلية، منذ مطلع فبراير (شباط) الماضي، وذلك في عدد من محافظات المنطقة، بهدف المساهمة في إتاحة الفرصة للمرضى الآخرين المحتاجين إلى التنويم والرعاية الصحية الخاصة داخل المستشفيات.

وأوضح الطبيقي أن المريض الذي يحتاج رعاية دائمة وبشكل مستمر خصص له فريق طبي متكامل، بدلا من أن يشغل سريرا في المستشفى، حيث يحتاج هذا المريض إلى رعاية طبية عادية ولا يحتاج إلى رعاية طبية مركزية، موضحا أن بعض المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عادية يشغلون أسره المستشفى لمدة سنتين أو ثلاث أو أربع سنوات.

وأضاف أن الفريق يزور المريض بشكل يومي أو أسبوعي أو حسب ما يحتاجه المريض من زيارات، ويقدم الخدمة والرعاية الصحية بكل تفاصيلها الدقيقة للمريض وهو في بيته وبكل ثقة وأمان، بعد موافقة الفريق الطبي المكون من طبيب وأخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي وممرض وممرضة، مشيرا إلى أن الفريق لا يوافق على الرعاية المنزلية إلا بعدما يطابق الشروط على المريض التي وضعتها وزارة الصحة.

من جانبه أوضح الدكتور أحمد الحازمي، مدير مستشفى صبيا، أن عدد المرضى الذين يرعاهم البرنامج بلغ 21 مريضا من الجنسين انتقل منهم 4 مرضى إلى رحمة الله وتحسنت 3 حالات ويتم حاليا رعاية 14 حالة بشكل دوري في منازلهم، وأكد الحازمي أن قبول الحالات في برنامج الرعاية المنزلية يأتي بعد أن تنطبق كافة الشروط على المريض وكذلك موافقة الأخصائي الاجتماعي وطبيب الفريق على قبول الحالة.

وفي السياق نفسه، قال علي أحمد خميسي، وهو ابن أحد المستفيدين من البرنامج، إن مراجعته بوالده المقعد للمستشفى، كانت ترهق والده، ولكن بعد تردد فريق الرعاية الصحية المنزلية، انتهت هذه المعاناة.

فيما يعاني المريض أحمد العبد الله، وهو من سكان محافظة صبيا، من بتر للأطراف السفلى إضافة إلى مرضين مزمنين «الضغط والسكر». يقول العبد الله: «كان من الصعب الذهاب للمستشفي في الوقت نفسه بسب حالتي الصحية المرهقة، وأنا بحاجة إلى الفحوصات المستمرة بسبب مرضي، لكن برنامج الرعاية المنزلية اختصر الوقت والجهد بالكشف المستمر، والفحوصات اللازمة».

وفي سياق متصل، افتتح الدكتور سامي بن محمد باداود، مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة، صباح أمس السبت، فعاليات المؤتمر الطبي الذي نظمه مستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأورام بجدة، ممثلا في قسم الخدمات الاجتماعية الطبية تحت عنوان «دور الخدمة الاجتماعية الطبية مع مرضى الإقامة الطويلة ورافضي الخروج».

وأوضح عبد الرحمن بن سعد الصحفي، مدير إدارة الإعلام والتوعية الصحية بصحة جدة، أن المؤتمر سيستمر على مدى يومي السبت والأحد بمشاركة عدد من المتحدثين المتخصصين في مجال الخدمات الصحية والاجتماعية بهدف إيجاد الآليات والحلول المناسبة وكذلك كيفية التعامل الصحيح مع هؤلاء المرضى. وأضاف الصحفي أن المؤتمر سيناقش كيفية إكساب كل من له علاقة مباشرة بالمريض أهم المعارف والمهارات اللازمة للتواصل مع المرضى سواء داخل المستشفى أو خارجة وكذلك معرفة العوامل البيئية والذاتية التي أدت إلى وجود ظاهرة الإقامة الطويلة بالمستشفى ورفض خروج المرضى منه.

وكان الدكتور سامي باداود، مدير الشؤون الصحية بجدة، شدد في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح المؤتمر على أهمية دعم إدارات الخدمة الاجتماعية الطبية ودورها المهم في التعامل مع مثل هؤلاء المرضى للحد من هذه الظاهرة السلبية التي أصبحت تؤثر بشكل كبير على أداء الخدمات الطبية والعلاجية بالمستشفيات وتؤخر تقديم هذه الخدمات الضرورية لمرضى هم في أمس الحاجة للرعاية الصحية والعمليات الجراحية التي تقدمها المستشفيات.

ودعا باداود كافة المرضى المنومين بمستشفيات وزارة الصحة بمحافظة جدة وذويهم إلى التعاون مع إدارات الخدمة الاجتماعية الطبية بالمستشفيات من حيث المساعدة في إخراج مرضاهم من المستشفى عندما يقرر لهم الأطباء المعالجين الخروج وذلك من أجل المساهمة في إتاحة الفرصة للمرضى الآخرين والمسجلين على قوائم الانتظار للحصول على الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة والمستحقة لهم.