شوارع لبنان.. ساحة لـ«الاشتباكات» الكروية

رغم إعلان وزير الداخلية منع المواكب والمفرقعات النارية وتوقيف مطلقي النار

TT

تسعى السلطات اللبنانية جاهدة لمنع «الارتدادات السلبية» للمونديال على الواقع الأمني في البلاد بعد انتشار حالات الاشتباك بين مناصري الفرق العالمية، التي أوقعت في يوم واحد 16 جريحا جراء الاشتباكات المتنقلة بين مناصري الفرق.

ولم يفلح قرار اتخذه وزير الداخلية اللبناني زياد بارود في ضبط هذه الظاهرة التي تحولت إلى حالة أمنية تقلق القوى العسكرية والأمنية في أعقاب كل مباراة في جنوب أفريقيا، حيث يعمد مناصرو كل فريق إلى استفزاز الطرف الآخر والتعرض للآخرين جسديا في بعض الأحيان ولفظيا دائما، بالإضافة إلى مخاطر إطلاق النار العشوائي في أعقاب المباريات التي أسفرت إحداها عن مصرع شاب برصاص طائش في ضاحية بيروت الجنوبية إثر خسارة البرازيل أمام هولندا.

وفي خطوة احترازية، وإن جاءت متأخرة بعض الشيء، أصدر وزير الداخلية اللبناني زياد بارود قرارا يمنع بموجبه إطلاق الرصاص والألعاب النارية والمواكب السيارة التي تجول المناطق اللبنانية احتفالا بنتائج مباريات كرة القدم في مونديال 2010، وطلب بارود من قوى الأمن الداخلي ملاحقة مطلقي النار وتوقيفهم، ومن الأهالي في الأحياء الاتصال برقم الطوارئ 112 للتبليغ عن أي موكب متنقل بهدف منع وقوع اشتباكات بين جمهور الفرق الكروية العالمية في شوارع لبنان.

وجاء هذا القرار بعد اشتباك وقع مساء السبت الماضي بين أنصار ألمانيا والأرجنتين في شمال لبنان، وأدى إلى إصابة شخصين من مشجعي الفريق الألماني، حالة أحدهما خطرة، وذلك إثر تعرض «الموكب الألماني» لهجوم من مشجعي منتخب الأرجنتين في طرابلس. مع العلم أنه ومنذ اليوم الأول لانطلاق مونديال كرة القدم 2010 يعيش لبنان مهرجانات يومية متنقلة تترافق مع إعلان نتيجة كل مباراة مع ما يرافقها من إطلاق الرصاص والمفرقعات النارية التي تغطي سماء المناطق اللبنانية ابتهاجا حتى ساعات متأخرة من الليل. والأهم من ذلك، تلك المواكب السيارة التي تجول الشوارع مطلقة العنان لأبواقها وللأغنيات.

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار منع المفرقعات النارية ليس جديدا، وقد صدر منذ بدء المونديال بلاغان في هذا السياق، ويأتي هذا القرار الجديد من باب تذكير المواطنين بضرورة التقيد به، والحصول على ترخيص مسبق قبل إطلاق المفرقعات، وذلك بعد تزايد حدتها في المناطق اللبنانية احتفالا بنتائج المونديال أو بنتائج الامتحانات الرسمية التي تصدر تباعا». ويضيف «ومنذ الآن فصاعدا سنعمد أيضا، وبعد إصدار وزير الداخلية قرارا بمنع المواكب السيارة بعد انتهاء مباريات كرة القدم، إلى تطبيق هذا القرار وملاحقة المخالفين». ويؤكد «فيما يتعلق بإطلاق الرصاص والمفرقعات النارية نحاول قدر الإمكان ملاحقة الفاعلين، ولا سيما مطلقي النار، لكن يبقى موضوع الألعاب النارية صعبا بعض الشيء، نظرا إلى تحوله إلى سلوك عام يشبه التراث في لبنان ويصعب ضبطه 100 في المائة، وليس ما حصل في ألمانيا حين علق لبناني علم ألمانيا تشجيعا منه للمنتخب الألماني على أحد المباني وعمد بعض المواطنين الألمان إلى إحراقه، إلا دليلا على هذه العادات اللبنانية».

وبالتالي وأمام هذا الواقع يبدو أن هذه القرارات المتتالية التي تصدرها وزارة الداخلية اللبنانية لا تلقى صداها على الصعيد الشعبي، حيث يبدو أن الولاءات الكروية أشد وقعا من أي قرارات رسمية، إذ لا تزال شوارع لبنان وفي أيام المونديال الأخيرة تشهد ازدحاما وحتى إقفالا للطرقات عند فوز أي فريق أو خسارة فريق خصم، وذلك حين يختار المشجعون أن يوقفوا سياراتهم في وسط الشارع ويطلقوا الألعاب النارية في الأجواء فيتوقف السير بانتظار أن ينهوا احتفالاتهم.