إنهم حسنو النية.. أما نحن..!!

أحمد صادق دياب

TT

باستثناء الهلال يبدو أن معظم أنديتنا في دوري زين السعودي تبدأ خطواتها الجديدة مع مدربين يحلون لأول مرة في المملكة العربية السعودية، ويعيشون لحظات مع كرة قدم غريبة نسبيا عليهم، ولا يعرفون الكثير عنها. لا أريد أن أدخل في تفاصيل أن كل من أتى إلينا للتدريب أو للعب كمحترف هو في حقيقة الأمر فقد فرصته في التدريب أو اللعب في أوروبا، أو أنه آت إلينا كخطوة استثمارية مهمة في عملية تحسين الدخل الشخصي، لكن علينا أن نحسن الظن ونقول إنهم أتوا إلينا من أجل تطوير قدراتنا الكروية، وإنهم بالفعل يريدون أن يخدموا اللعبة من خلالنا، وإنهم يريدون أن يبنوا ويحققوا أهدافا تخدم مستقبلهم الكروي. ما يغيظني هو أننا على الرغم من حسن النية التي نتمتع بها تجاه كل ما هو غربي ومشهور، فإننا نعتقد أنه مهني وأنه رجل يعرف كيف يعمل وكيف ينجح؟ إلا أنهم يزيدون ويتمادون في محاولاتهم الطيبة، على الرغم من أن هذا يثير الشبهات حول علاقتهم بالعمولات، ومدى اهتمامهم بالاستثمار الرياضي وتحسين المداخيل الخاصة.

المشكلة أن هؤلاء المدربين وبحسن نية أكيدة أصروا على أن تكون معسكرات فرقهم خارج المملكة، ومن باب المساعدة أصروا على أن تكون كافة الإعدادات والتجهيزات من خلالهم حتى طرق الدفع، تبرع بعضهم بالسداد من خلال بطاقات الاعتماد الخاصة به، ألم أقل لكم أنهم حسنوا النية وأتوا من أجل سواد عيوننا وبياض ثيابنا.. انظروا إلى الاتحاد في البرتغال، والأهلي في النمسا، والرائد في البرازيل، والشباب في ألمانيا، ونجران في التشيك، والقادسية في ألمانيا، والهلال في النمسا، والنصر في إيطاليا، ما شاء الله، كل هذه المعسكرات تحت إشراف المدير الفني للفريق، ومعظمهم اختار بلده الأصلي أو بلد الجوار لإقامة المعسكر الخاص بالفريق، على الرغم من أن هذا يثير الشكوك حول أمانتهم ونزاهتهم، لكنهم وحبا فينا لم يبالوا ولم يهتموا، لأن مصلحتنا فوق سمعتهم، وهم لا يبحثون عن شيء، بالقدر الذي يبحثون عن نجاحنا وتحقيق البطولات لنا.

حتى لا يشطح الخيال بكم بعيدا، أعتقد أنه من المهم جدا أن نبدأ في تدريب أنفسنا على حسن النية وعدم التدقيق على الفواتير والمصاريف الخاصة بالمعسكر، خصوصا أنها يمكن أن تعتمد من مدير الكرة المرافق والصديق للمدرب، وهذا يكفي، فما الذي نريده أكثر من هذا؟! لا يمكن تطبيق أنظمة مصروفات وزارة المالية على هذه المعسكرات، لأن هذه الأنظمة حازمة ودقيقة وغير مرنة وقديمة، وعلينا بالفعل أن نتطور مع الزمن وأن ندع المصروفات على المعسكرات الخارجية مفتوحة بين أيديهم وألا نسأل حتى عن الباقي، فهذا نوع من «البخشيش» عشان نقدر نعيش.