التطوير ومن ثم التكليف!

هيا الغامدي

TT

نسمع كثيرا عن مطالبات بضرورة تمكين اللاعب السابق ليتبوأ منصبا داخل النادي أو حتى المنتخب، حتى ليخيل إلي أحيانا أننا نقرر قبل أن نفكر، لكن هل تعتقدون أن المواقع الشاغرة رياضيا يفترض أن تشغل بالتزكية والارتياح أم بالخبرة والتجربة أم بالجدارة والاستحقاق الناتجين عن مشروع علمي تطويري متخصص ومتلاحق، أكثر احترافا؟!

المشكلة أننا فقراء أحيانا في التعاطي مع المستجدات في عصر لم يعد فيه مكان لما كان، بل لما هو آت، أتوافقونني الرأي في أن التدريب لم يعد ساحة خصبة للتجارب؟! كم منا مؤمن إلى حد القناعة بمشروع حيوي كالتطوير المسبق، ومن ثم التفعيل، وصولا للتكليف بالمناصب؟! فالتدريب لم يعد ساحة خصبة للفزعات التي نشحذ من خلالها البقية الباقية من ذهن رياضي سابق! المسألة تتعلق بالوصول للتدريب من خلال الصقل والمتابعة لكل ما هو جديد وذو علاقة، ذهني بدني نفسي فني غذائي إداري.. لكي يتم التعاطي مع باقي المنظومة بشيء من الفهم المتواصل. رأينا من قبل كأكبر الشواهد الحضارية، كيف فشلت منتخبات عالمية في وضع نجومها السابقين في حيز «المدرب المنقذ». ومع ذلك فلا نزال نعاني من فقدان النظرة الداعية للتطوير من أجل المناصب، وبالتالي التكليف، فالتطوير يبني قاعدة صلبة من البذور الأولية للتجارب الناجحة مستقبلا، لكن مشكلتنا الأزلية لا تزال تصب في وضع النظرة الكلية، دون انتباه للنقاط الجزئية، وبالتالي تفتقد الحلقة الاحترافية الدائرية محيطها المتعاقب، لست ضد تبوء الأسماء المحلية مهام التدريب، متى ما انطلق المطالبون برؤاهم هذه من مغزى احترافي علمي منهجي مدروس، يبتعد عن العشوائية والحجج الضيقة عن حلول الخيارات المتاحة، وأتساءل، ترى ما الذي ينقصنا ككرة سعودية لنصل لذلك؟!

أنا على قناعة بأن النجم متى ما قلت فرص تطويره علميا (دراسيا)، يمكن أن يفيد أكثر في وضعية العنصر المساعد (المناوب)، ففرص نجاحه حينها ستكون برأيي أكبر، بدليل قناعات الإنجليز وعلى رأسهم كابيللو بضرورة اصطحاب الدولي المخضرم بيكهام مع المنتخب على الرغم من إصابته، ومطالبة الطليان بتواجد مالديني الابن ضمن الطاقم التدريبي كحلقة اتصال «جزء من كل» لتقريب وجهات النظر بين المدرب وعناصر اللعب، ومع ذلك سيبقى تفكيرنا المنقطع عن الواقع هو ما يهوي بوجهات النظر المنطقية في هوة بعيدا عن الوضع المتوازي بالتفكير، فقبل أن نطالب بالنجاحات والنتائج يجب أن نعمل لها بشكل سليم وتتابعي لكي نصل لمبتغانا حتى لا نفاجأ بالانتقال من ضيق حلول المدرب الأجنبي لتدني مخرجات الآخر الوطني، وبالتالي سيبقى «أبو الفزعات» أي المدرب الوطني، هو من سيدفع قيمة تكليف لم يمتلك متطلباته الأساسية، التي تصب بخانة التطوير ابتداء، ومن ثم التكليف، فالنجومية وحدها ليست شرطا لعالم التدريب، وإن أردتم، فاسألوا البقية الباقية من ذكريات مارادونا.. ودونغا..؟!