بلدة باجيكاس الإسبانية احتفلت بـ«المعركة البحرية»

مناسبة سنوية لكل أفراد الأسرة.. سلاحها الوحيد هو الماء

لقطة من الاحتفالات (إ.ب.أ)
TT

لعل أهم ما يميز بلدة باجيكاس، في ضواحي العاصمة الإسبانية مدريد، احتفالاتها السنوية التي تجري في شهر يوليو (تموز) والتي تختتم بـ«المعركة البحرية». وهذه المعركة - كما ينم اسمها - لها علاقة بالماء، بل إن الماء هو «سلاحها»، مع أن البلدة تبعد عن البحر نحو ثلاثمائة كلم. وهذا الصيف شارك في الاحتفالات التي جرت بنهاية الأسبوع المنصرم نحو 10000 شخص، لكل منهم الحق في رشق أي شخص من المارة بالماء.

يعود تاريخ الاحتفال بهذه الطريقة إلى عام 1982، بمناسبة إحياء احتفالات تدعى شعبيا باسم «لا ديل كارمن»، حيث تحتفل الكثير من المدن بهذه المناسبة، كل مدينة على طريقتها، واختارت بلدة باجيكاس لاحتفالاتها «المعركة البحرية». وتوضح أولغا مارتينيث مسؤولة الاحتفالات لهذا العام أن «قاعدة هذه المعركة هي أن نتبلل بالمياه، وأن نمضي وقتا سعيدا وممتعا بالتراشق به، ومن ثم يطلب كل واحد منا ما يتمناه للعام القادم»، وقد أهديت احتفالات هذا العام إلى «كل الذين يعانون من الأزمة الاقتصادية».

وكالعادة، ترافقت الاحتفالات بإعداد وجبة كبيرة جدا من أكلة الـ«باييا» الإسبانية الشهيرة، في ساحة بييخا، وبمشاركة فرق موسيقية كثيرة. واستمرت حتى الساعة الرابعة والنصف، أي عند وصول الحرارة إلى درجة عالية جدا، وعندها انطلق مركب المعركة البحرية ليجول في شوارع البلدة، كي يعلن بداية المعركة، بمصاحبة السكان. وعندها يبدأ المشاركون بالمطالبة بالسلاح، وهو الماء، فيبدأون بنداء «الماء الماء»، ومن ثم يخرج الأهالي الماء من منازلهم لتزويد المشاركين به، كل حسب رغبته وطريقته، فهناك من يزودهم بخراطيم المياه، أو من يملأ السطل، أو من يستعمل الأكياس أو مسدسات الأطفال البلاستيكية المليئة بالمياه، بل هناك من يرمي بالماء من سطوح المنازل، ولا يسلم أحد من التبلل بالماء، حتى تغرق الشوارع بالمياه.

ويستمر الاحتفال «المائي» هذا لنحو ثلاث ساعات، ويشارك الجميع فيه من مختلف الأعمار. مع الإشارة إلى أن بلدية باجيكاس تتولى التخطيط للاحتفالات وتشجيعها بتوفيرها كل المستلزمات للأهالي، وحسب إحصاء البلدية فإن كمية الماء الملقى في احتفالات هذا العام زادت عن 60000 لتر مكعب.