أضرار القوميين التاريخية

TT

> تعقيبا على خبر «أصوات في (منتدى أصيلة): الفكر القومي العربي ألحق ضررا فادحا بـ(الليبرالي)»، المنشور بتاريخ 17 يوليو (تموز) الحالي، أقول: إن هذا الضرر الذي ألحقه الفكر القومي بالليبرالي ليس هو الضرر الوحيد، فما يعيشه العراق وشعبه اليوم وما سيواجهه مستقبلا، كان نتيجة طبيعية لانتشار الفكر القومي الذي تبلور في طرح ميشيل عفلق، وشبلي العيسمي، وإلياس فرح، وتشكله بناء عليه حزب البعث الذي اختزل الوجود العربي بالنضال ضد الإمبريالية، وتحرير فلسطين، وتوحيد العرب. لقد وجد هؤلاء القوميون العرب في العراق أرضا خصبة لأفكارهم القومية، لكون العراق دولة غنية ذات وزن تاريخي. كان قادة العراق ثوريين وانفعاليين بطبعهم، ورثوا صفاتهم هذه من أسلافهم (الفاتحين العرب) الذين فتحوا الأمصار ونشروا ثقافتهم فيها. لكن أفكار القوميين العرب كانت فلسفية وغير قابلة للتطبيق، إذ آمن بها العسكريون ذوو الرتب العالية، باعتبارها تلبي جزءا من أسلوب حياتهم العسكرية المهنية، وتحيي لهم المجد العربي الذي أضاعه هولاكو. لم يضع الفكر القومي الاقتصاد العربي ضمن أولوياته، بل أراد صهر الشخصية العربية في بوتقة واحدة.

إياد عبد العزيز سعود – روسيا [email protected]