مفوض الاتحاد الأوروبي الأسبق يدعو أوروبا إلى إنهاء «المقاطعة السخيفة» لحماس

كريس باتن قال في غزة: عندما دخلت القطاع شعرت بأنني داخل سجن بريطاني شديد الحراسة

TT

دعا المفوض الأوروبي الأسبق للعلاقات الخارجية كريس باتن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى رفع ما وصفه بـ«المقاطعة السخيفة» عن حركة حماس.

وطالب باتن الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقده بمستشفى «العودة» شمال قطاع غزة بفتح قنوات الحوار مع حماس، محذرا من أن حصار غزة يسهم في دفع الفلسطينيين نحو التطرف وأنه «لا ينتج اعتدالا في المواقف، بل ينتج مزيدا من التوتر». واعتبر باتن أن وزراء الخارجية الأوروبيين الذين سيزورون قطاع غزة في سبتمبر (أيلول) المقبل مطالبون بإعادة تقييم الموقف من مقاطعة حركة حماس. وشدد باتن على أنه في إمكان الاتحاد الأوروبي القيام بدور أكبر في الشرق الأوسط، باعتباره أكبر داعم للشعب الفلسطيني وأكبر شريك اقتصادي مع الكيان الإسرائيلي.

وقال المفوض الأوروبي رئيس حزب المحافظين البريطاني سابقا: «عندما دخلت غزة شعرت وكأنني أدخل إلى سجن بريطاني ذي حراسة مشددة». وطالب بإنهاء المقاطعة السياسية لحركة حماس فورا، قائلا: «إذا كان العالم يرغب فعلا في تحقيق السلام في المنطقة، فعليه إنهاء مقاطعة حماس». وأضاف: «أصبح من السخف الاستمرار في مقاطعة حماس»، مشيرا إلى أنه على الرغم من عناية (الأونروا) بقطاع غزة، فإنه والسيدة آشتون يدركون دور حماس هنا على الرغم من المقاطعة. وقال باتن، الذي عمل حاكما لهونغ كونغ في فترة سابقة، إن حصار غزة يجب أن يرفع بصورة نهائية لأنه مدمر لكل حياة الناس الصحية والنفسية، موضحا أن التاريخ أثبت أن الحصار والمقاطعة لم ينتجا أناسا معتدلين، بل تطرفا وعنفا، على حد قوله. وأضاف: «نقدم مشروعات كثيرة في قطاع غزة، ولدينا كثير من المشاريع مع مستشفى (الشفاء) وفي رفح ومستشفى (العودة)، وتقريبا نصف ميزانية المؤسسة تذهب إلى قطاع غزة».

وقال باتن: «زرت غزة ثلاث مرات قبل ذلك ووقعت اتفاقية مطار غزة الدولي نيابة عن الاتحاد الأوروبي الذي سحقته إسرائيل تماما، ومرة أخرى مع وزيرة الخارجية السويدية التي اغتيلت بعد وقت قصير». وتابع: «آمل في المرة القادمة أن أرى غزة وقد تحررت من سجنها وعادت المصانع لتعمل مرة أخرى»، منوها بأنه سيعمل ويضغط على دول الاتحاد الأوروبي من أجل ممارسة ضغوط على إسرائيل لفتح المعابر وإنهاء الحصار وعدم مقاطعة حماس. وانتقد باتن الدور الأميركي والدور الأوروبي التابع له قائلا: «هناك من يقول إن علينا الانتظار حتى نرى ماذا سيفعل الأميركيون ثم نتحرك. ولكن السيدة آشتون ترفض هذه النظرة، لذلك جاءت إلى غزة بعيدا عن الدور الأميركي وأنا أشاركها هذا الرأي». وطالب باتن برفع الحصار المفروض على القطاع، منوها بأنه على الرغم من أن هناك تحسنا ملحوظا في مجال الصحة الأولية «فإن الحل الأفضل هو رفع الحصار وتحقيق الوحدة الفلسطينية». وأوضح أن المشكلات الصحية التي يواجهها الفلسطينيون في القطاع سببها منع إدخال المواد الطبية، ومنع الحالات المرضية من التنقل لتلقي العلاج. وتفقد باتن برفقة مدير عمليات «الأونروا» في غزة جون جينج ووفد طبي عدة مشاريع في مستشفيات القطاع واطلع على الأوضاع الصحية فيها. يذكر أن باتن زار غزة أكثر من مرة قبل ذلك، حيث كانت زيارته الأولى عام 2005، ووقع حينها اتفاقية مطار غزة الدولي. وشدد باتن على ضرورة إنهاء الاستيطان في الضفة الغربية والضغط بقوة من أجل إنهاء حصار القطاع، وتطبيق القرار الأممي «1860».

إلى ذلك، طالب ناعوم شاليط والد الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس، آشتون بالاهتمام بقضية الجندي خلال محادثاتها مع الأطراف الفلسطينية المعنية. وطالب شاليط المسؤولة الأوروبية خلال اجتماع لها مع عائلة الجندي ظهر أمس الاثنين بأن يكون الاتحاد الأوروبي أكثر جدية في ما يتعلق بقضية الجندي، وتشكيل ضغط كبير على حركة حماس تماما مثل الضغط الذي مورس على إسرائيل لتخفيف الحصار عن غزة. وأكدت آشتون تأييدها للإفراج عن الجندي وأنها تطالب بذلك بشكل مستمر، مشيرة إلى أنها تعرض الموضوع في جميع لقاءاتها.