الجيش يدرس السماح للإسرائيليين بدخول الضفة لتحسن الأوضاع

اقتصاديون فلسطينيون يرون أن عودة الإسرائيليين إلى التسوق في الضفة سيحرك الأسواق

TT

يدرس الجيش الإسرائيلي إلغاء الأمر الذي يمنع دخول اليهود إلى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية التي تقع ضمن المسؤولية الأمنية للسلطة الفلسطينية، ومن المفترض أن يقرر الجنرال آفي مزراحي، القائد العسكري لما يسمى بـ«منطقة المركز»، ما إذا كان يمكن السماح للإسرائيليين بالدخول إلى كل مدن الضفة الغربية أو بعضها.

وكان حظر دخول المواطنين الإسرائيليين إلى مدن الضفة اتخذ في نهاية عام 2000، بعد اندلاع الانتفاضة الثانية وفي أعقاب عدة حالات اختطف فيها وقتل إسرائيليون علقوا في مدن الضفة بالصدفة أو أغروا للوصول إلى هناك من قبل منظمات فلسطينية، وهذا الحظر على دخول اليهود جاء في أمر عسكري أصدره قائد المنطقة الوسطى آنذاك. وقبل 3 سنوات سمح جزئيا بدخول العرب من مواطني إسرائيل إلى مناطق «أ» واليوم يسمح لهم بالدخول إليها جميعها.

وفي السنوات الأخيرة، مع الانخفاض الكبير في عدد العمليات، يدخل بين الحين والآخر يهود إلى مناطق «أ» التي تحت سيطرة السلطة دون إذن مسبق، ولكن الشرطة الفلسطينية درجت على إخراجهم من هناك وإعادتهم إلى الجيش الإسرائيلي، دون أن يتعرضوا للأذى كما في سنوات سابقة. ويبدو أن هذا شجع الجيش على دراسة السماح للإسرائيليين بدخول الضفة، وللسلطة الفلسطينية مصلحة كبيرة في دخول الإسرائيليين، وذلك لأن هذا يعني استئناف السياحة والتجارة بشكل كبير، سيؤدي إلى تحسن إضافي في الوضع الاقتصادي في الضفة.

ودأب الإسرائيليون قبل الانتفاضة على التسوق من أسواق الضفة، نظرا لانخفاض الأسعار قياسا بإسرائيل، وهذا كان يشمل حتى شراء سيارات واستبدالها وتصليحها وبيعها ومواد بناء وأدوات ثقيلة.

ويرى اقتصاديون أن عودة الإسرائيليين إلى التسوق في الضفة سيحرك الأسواق الفلسطينية من جديد. وهذا الشهر سمح جيش الاحتلال لحافلة سياحية مع مرشدين سياحيين إسرائيليين، للمرة الأولى منذ 10 سنوات، بالدخول إلى مدينة بيت لحم.

وكان مزراحي نفسه الذي سيأخذ القرار قد زار مدينة أريحا، الخميس الماضي، للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الثانية. وقد رافقه يوآف مردخاي رئيس ما يعرف بـ«الإدارة المدنية»، وآخرون. وحل الوفد ضيفا على قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وشاهد الضباط الإسرائيليون عروضا تعكس قدرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وخصوصا في مجال «الحراسة الشخصية». كما عرضت سيناريوهات مصورة حول «السيطرة على مسلحين»، و«حماية قافلة شخصيات مهمة جدا من عمليات إطلاق نار من مركبة». ووجه مزراحي الدعوة لكبار المسؤولين الفلسطينيين في الأجهزة الأمنية لحضور مناورة مماثلة تجريها قيادة المركز في الجيش الإسرائيلي.

وقال مصدر أمني إسرائيلي إن وضع التنسيق الأمني بين الطرفين هو الأفضل منذ التوقيع على اتفاق أوسلو. وأضاف: «للمرة الأولى يعمل الطرفان على قاعدة متساوية، وليس انطلاقا من موقع المسؤول والموظف كما كان في السابق. والسبب في ذلك هو وجود عدو مشترك للطرفين.. فالسلطة الفلسطينية قلقة من حركة حماس بما لا يقل عن إسرائيل، وهي معنية بتعزيز سيطرتها لمنع حركة حماس من تشكيل أي خطر على سلطتها وعلى الهدوء القائم». وتوالت زيارات مسؤولين أمنيين كبار إلى الأراضي الفلسطينية في مؤشر قوي على تحسن الأمن. وكان رئيس «الشاباك» الإسرائيلي يوفال ديسكين قد زار جنين ورام الله هذا الشهر.