اليمن: 10 قتلى في مواجهات بين الحوثيين ورجال قبائل بمحافظة عمران

الحوثيون يرحبون باتفاق الحزب الحاكم والمعارضة في صنعاء

يمنيون يرحبون ببعض النشطاء الجنوبيين الذين أطلقت السلطات سراحهم في مدينة لحج أمس (إ. ب. أ)
TT

قالت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن مواجهات عنيفة اندلعت، أمس، في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، شمال صنعاء، بين مسلحين حوثيين ورجال قبائل في المنطقة، وإنها أسفرت عن مقتل 10 أشخاص، على الأقل. هذا في الوقت الذي رحب الحوثيون فيه بالاتفاق الذي وقعه الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة في البلاد.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الاشتباكات جرت بين المسلحين الحوثيين ورجال قبائل موالية للحكومة اليمنية، من قبائل آل عمار بمحافظة صعدة وقبائل بن عزيز في حرف سفيان بمحافظة عمران المتجاورتين، وإنها أسفرت عن مقتل 3 حوثيين و4 من قبائل بن عزيز و3 من قبائل آل عمار، في حين لم يعرف العدد الحقيقي أو التقريبي للجرحى، حيث تستخدم في المواجهات التي ظلت مستمرة حتى ليل أمس، أسلحة متوسطة وخفيفة، مثل الـ«آر بي جي» ومدافع الهاون وغيرها من الرشاشات، إضافة إلى الأسلحة الخفيفة.

وذكرت المصادر أن الاشتباكات أدت إلى قطع طريق العاصمة صنعاء - عمران - صعدة، وهو طريق رئيسي وحيوي وجرى قطعه في منطقة العمشية، كما هو الحال في المرات السابقة، وشهدت المناطق ذاتها وعقب وقف إطلاق النار في شمال اليمن في فبراير (شباط) الماضي، مواجهات على خلفية مناصرة بعض القبائل للجيش اليمني ومشاركة مسلحيها في الحرب إلى جانبه ضد الحوثيين، وهو ما خلق ردود فعل لدى المتمردين ذات أبعاد ثأرية، بحكم التركيبة القبلية للمنطقة، غير أن أعنف المواجهات هي التي دارت خلال الشهرين الماضيين، والتي قتل فيها رجال قبائل بارزون وقياديون حوثيون ودمرت خلالها منازل، في المواجهات بين الطرفين.

وأكدت مصادر محلية أن الاشتباكات الأخيرة، اندلعت عقب مقتل 3 من المسلحين الحوثيين، وجرح 5 آخرين، قبل عدة أيام، في إطار مسلسل الفعل ورد الفعل. ويؤكد الحوثيون، في هذا المضمار، أنهم في موقف «الدفاع عن النفس»، ويسوقون الاتهامات للجيش اليمني و«تجار الحروب» بتأجيج الصراعات المسلحة في المنطقة بغية إشعال حرب سابعة بينهم وبين الحكومة اليمنية.

في موضوع آخر، رحب عبد الملك الحوثي، القائد الميداني لجماعة الحوثي، بالاتفاق الجديد الموقع بين حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) وأحزاب تكتل اللقاء المشترك (المعارضة)، وهو الاتفاق الذي ينص على إجراء «حوار شامل لا يستثني أحدا».

وفي بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، قال الحوثي: «نعبر عن ارتياحنا ودعمنا للاتفاق»، وأضاف: «ولأن إنهاء ظروف ومخلفات الحرب في محافظات صعدة، وعمران والجوف، من الركائز الأساسية لتطبيع الوضع السياسي، فإننا ننظر إلى أن يتم الوفاء بالتزامات إطلاق كل المعتقلين، دون تأخير أو استثناء، وذلك لتجنيبهم وذويهم مزيدا من المعاناة غير المبررة».

وأردف الحوثي، في البيان الذي بثه مكتبه الإعلامي: «نذكر الأطراف المعنية أن السبيل الناجع والعادل لإنهاء شبح الحرب وتطبيع الوضع، يكمن في البدء فورا بإعادة الإعمار وتعويض المتضررين وإيقاف الاعتقالات وعودة الموظفين والمنقطعين إلى أعمالهم»، وأكد عبد الملك الحوثي الاستعداد والتعاون في «هذه المهمة، رأفة بالمواطنين وحرصا على التوافق السياسي الذي يخدم الجميع في البلد».

وكان الحوثيون سبق أن وقعوا اتفاق تفاهم مع لجنة الحوار الوطني وأحزاب اللقاء المشترك، أيدوا فيه مشروع وثيقة الإنقاذ الوطني التي تقدمت بها المعارضة ولجنة الحوار الوطني، وأكدوا توافقهم مع المعارضة في معظم النقاط الواردة في ذلك المشروع.

إلى ذلك تواصلت، أمس، المواجهات بين قوات الأمن وأنصار «الحراك الجنوبي»، حيث أصيب 3 جنود وناشطين في الحراك، وذلك في إطلاق نار على موكب شعبي كان في استقبال المعتقلين المفرج عنهم من صنعاء، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن أطلقت النار على جموع المستقبلين، في حين تقول رواية أخرى إن مسلحا من أوساط نشطاء الحراك، أطلق النار على طاقم عسكري، وإن الأمن رد بالمثل، غير أن قوى الحراك تنفي ذلك.

وفي مدينة الحبيلين، مركز مديريات ردفان بمحافظة لحج القريبة من الضالع، نظم حفل شعبي حاشد لاستقبال المعتقلين من قادة الحراك الذين أفرج عنهم، دون أن تقع أي مواجهات. ومثل الحفل مناسبة لإعادة رفع الشعارات المطالبة بـ«فك الارتباط» بين الشمال والجنوب.