كلينتون تعلن عن سلة مساعدات مدنية لباكستان وتطالب حكومتها ببذل المزيد في مكافحة الإرهاب

وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، خلال حوار أجرته أمس مع عدد من الباكستانيين الذين التقوها في حفل المجلس الباكستاني الوطني للفنون في إسلام آباد (إ.ب.أ)
TT

في سياق زيارتها الراهنة إلى باكستان، كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، من إسلام آباد، عن سلة مساعدات أميركية لباكستان مخصصة لمشاريع مدنية، ودعت الحكومة الباكستانية، في الوقت نفسه، إلى بذل المزيد من الجهد في مكافحة المجموعات الإرهابية الموجودة داخل أراضيها «دون استثناء»، إذ تأمل واشنطن من تعزيز مساعداتها المدنية، إقناع حكومة إسلام آباد والجيش - مرورا بأجهزة الاستخبارات النافذة - بأن تتطابق أولوياتهما الاستراتيجية.

وأشادت كلينتون مع نظيرها الباكستاني شاه محمود قرشي صباح أمس، بالمرحلة الجديدة التي بلغتها العلاقات الصعبة بين البلدين، وقالت في كلمة نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية: «إننا خرجنا من المآزق لبدء حوار في غاية الأهمية».

وأعلنت كلينتون عن مشاريع مساعدات لباكستان تفوق 500 مليون دولار قالت إنها تهدف «إلى إرساء قواعد شراكة على المدى البعيد» مع باكستان حليفتها الاستراتيجية منذ 2001. وتندرج هذه الاستثمارات التي تشمل خصوصا قطاعي المياه والطاقة في إطار برنامج مساعدة باكستان القياسي الذي يبلغ 7.5 مليار دولار على مدى خمس سنوات والذي صادق عليه الكونغرس الأميركي الخريف الماضي.

من جانبه، أعرب شاه محمود قرشي عن الأمل في أن يظهر هذا الإعلان «لشعبنا عن الفوائد الحقيقية لعلاقتنا»، في الوقت الذي تظل فيه مشاعر العداوة ضد الولايات المتحدة قوية في باكستان، تؤججها بالخصوص غارات الطائرات الأميركية من دون طيار على المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان.

ويظل الإرهاب الموضوع الأساسي في العلاقات الثنائية بين واشنطن وإسلام آباد، لا سيما أن حركة طالبان الباكستانية تبنت محاولة اعتداء في ساحة «تايمز سكوير» في نيويورك في مايو (أيار) الماضي التي اتهم بها الباكستاني فيصل شاه زاد.

وما إن وصلت إلى إسلام آباد مساء أول من أمس حتى دعت كلينتون باكستان علنا إلى بذل المزيد من الجهد في مكافحة الإرهاب، وقالت «إننا نطلب مزيدا من الإجراءات الإضافية، ونتوقع أن تتخذها باكستان». وقالت «لا شك في أنه إذا كان مصدر الاعتداء على الولايات المتحدة من باكستان فسيكون لذلك تداعيات كبيرة على علاقاتنا»، داعية باكستان إلى عدم التفريق بين المجموعات الإرهابية التي تنشط على أراضيها.

وتأمل واشنطن أن تبدي إسلام آباد تشددا إزاء مقاتلي طالبان المتحصنين على أراضيها والذين يهاجمون بانتظام القوات الدولية المنتشرة على الطرف الآخر من الحدود الأفغانية وقوامها 140 ألفا والتي تتكبد خسائر تزداد فداحة في الأشهر الأخيرة.

وتنفي إسلام آباد أي علاقة مع طالبان، لكن الكثير من المراقبين يرون أن قسما من أجهزة الاستخبارات ما زال يرى في المتمردين، مثل شبكة حقاني - العدو اللدود للتحالف الدولي في أفغانستان - حصنا مفيدا ضد نفوذ الهند في أفغانستان.