الباحة تجمع شتات آثارها التاريخية في «متحف وطني» جديد

اتجاه لشراء الآثار المملوكة للمواطنين وضمها للمتحف الوطني

إحدى قاعات العرض في متحف بالباحة («الشرق الأوسط»)
TT

تعتزم هيئة السياحة والآثار افتتاح متحف وطني للآثار في منطقة الباحة، بتكلفة 30 مليون ريال، بالقرب من غابة رغدان الشهيرة، مكون من ثلاثة أدوار، بصالات عرض وخدمات مساندة وخدمات عامة. وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد مله، المدير التنفيذي لمكتب الهيئة العامة للسياحة بالمنطقة، أن إنشاء المتحف سيتم قريبا، دون أن يسمي تاريخا لذلك، مشيرا إلى أن الموقع تم تسليمه بالفعل للمقاول الذي بدأ تسويته.

ووصف المتحف الجديد بقوله «هو مستوحى من الطراز المعماري للمنطقة، ويجمع بين أصالة الماضي ومعاصرة الحاضر»، وحول وضع المتحف الحالي، قال إنه مبنى مستأجر قد لا يفي بالغرض، لأنه مصمم على شكل منزل سكني، وإن الآثار المعروضة لا تمثل كل آثار المنطقة، حيث إن بعضها موجود وغير معروض لضيق المكان. وأشار الدكتور مله إلى أن طريقة العرض في المتحف الجديد، ستتم بطرق جاذبة يستفاد فيها من الخبرات المحلية والدولية، مبينا أن المنطقة تذخر بالكثير من المتاحف الخاصة العائدة لمواطنين.

وقال: «سيتم تخيير أصحاب المتاحف الخاصة بين ضمها للمتحف إما بالشراء المباشر وفق آلية معينة، أو بتمكينهم من عرض آثار متاحفهم بأسمائهم، في المبنى نفسه وسيكون لهم الدعم والتشجيع من الهيئة، باعتبارهم شركاء في نقل وعرض آثار المنطقة، وأنه لا غنى عن كميات الآثار التي جمعوها في عشرات السنين، في وقت لم يكن للآثار أهمية في نظر غير الهواة». وأضاف أنه بإمكان صاحب أي متحف التقدم بطلب قرض من بنك التسليف السعودي من دون فوائد من باب التشجيع لهم، وطالبهم بالاستفادة من هذه الخطوة التي تلقى التشجيع من الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث لم يتقدم أحد حتى تاريخه.

الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، اعتبر أن المتحف في العلم الحديث لم يعد فقط مجرد بيت لحفظ الكنوز التاريخية والتراثية والثقافية، وإنما أصبح مركزا علميا مهما يسهم في نشر وإبراز المعرفة والعلوم والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات.

وتضطلع الهيئة العامة للسياحة والآثار حاليا بإعادة تكوين وتطوير شامل للمتاحف الوطنية التي ستشهد نقلة جديدة، تؤكد رسالة المتحف كوسيلة لربط المواطن بتاريخ وتراث وطنه وأيضا وسيلة اتصال حضارية وتعليمية.

وفي هذا الاتجاه، سيتم إنشاء 7 متاحف رئيسية أخرى إضافة إلى إنشاء متحفين متخصصين: أحدهما متحف للتراث الإسلامي والوطني في جدة، يقام في قصر خزام ودار القرآن الكريم في المدينة المنورة، الذي تقوم عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وإمارة منطقة المدينة المنورة، والذي سيتم إنشاؤه وفقا للمعايير العالمية، كما أن الهيئة رخَّصت لنحو 40 متحفا خاصا بمواصفات عالمية.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أهمية دور المتاحف في التعريف بتاريخ البلاد وما تختزنه من آثار تعكس البعد الحضاري لهذه الأرض المباركة، مشيرا إلى أن الهيئة تقوم الآن بإعادة تكوين وتطوير شامل للمتاحف الوطنية التي ستشهد نقلة جديدة في طريقة استقبال الضيوف وفي التعاون مع المدارس وتنظيم الفعاليات الثقافية وتفعيل دورها الثقافي والسياحي في المجتمع.

وأفاد الأمير سلطان بن سلمان بأن هناك انطلاقة قوية في منظومة المتاحف الجديدة، والمباني التراثية الجديدة التي تتضمن منظومة للمتاحف الخاصة التي يعتني بها المواطنون، وما سيتزامن مع ذلك بناء للثقافة المتحفية التي توليها الهيئة اهتماما كبيرا ببرنامج رفع مستوى الاتصال بين المواطنين والمتاحف، داعيا الشركات المنفذة للمتاحف إلى سرعة الإنجاز والدقة.

وضمن إطار جهود فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة، يجرى حاليا الإعداد لتوسعة متحف الجمعية، وذلك من خلال الإعلان عن استقبال وجمع كل القطع القديمة من التراث والمخطوطات والوثائق والأدوات والمنحوتات وكل ما يتعلق بالماضي.

أوضح ذلك مدير الفرع، علي البيضاني، الذي أشار إلى أن فرع الجمعية يسعى من خلال مشروع جمع التراث للمحافظة على تراث المنطقة الذي يعبّر عن ثقافتها وتاريخها القديم ومن ثم تقديمه في قالب متميز ومنظم لكل المهتمين والزوار والمصطافين، مؤكدا أن الجمعية سوف تحفظ كل الحقوق لأصحاب القطع التراثية بكل أنواعها، سواء ما يتعلق بالزراعة أو الأواني المنزلية والملبوسات القديمة أو ما يتعلق بالمباني وأدوات البناء أو المنحوتات وغير ذلك، وأبان أنه تم إعداد معرض خاص بفرع الجمعية، داعيا كل أبناء المنطقة إلى المشاركة في تنفيذ مشروع حفظ التراث بالمنطقة.

وفي شأن ذي صلة، قدم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن رقوش، محافظ المندق وشيخ قبيلة بني عامر ببلاد زهران، قصر أسرة ابن رقوش إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار لتوظيفه بالطريقة التي تراها مناسبة، وبما يتماشى مع مكانة القصر التاريخية والأثرية، معتبرا ذلك واجبا وطنيا تحتمه الرغبة في دعم الجهود الكبيرة التي تقوم بها في مجال تأهيل المباني التراثية والمحافظة عليها.

وأشار الدكتور جمعان بن رشيد بن رقوش، مساعد رئيس جامعة الأمير نايف للدراسات الأمنية، إلى أن الملك سعود بن عبد العزيز - يرحمه الله - استقبلته قبيلة زهران في القصر أثناء زيارته لمنطقة الباحة عام 1374هـ ، إضافة إلى أن القصر يعد نموذجا فريدا، تجتمع فيه جميع العناصر التراثية والمعمارية التي تتميز بها منطقة الباحة. ويتكون القصر من خمسة منازل كبيرة بعضها يتكون من ثلاثة أدوار، إضافة إلى مجلس للقبيلة، ومسجد ملحق بالقصر، ومهاجع للخدم، وبئر ماء، ومجموعة من الأفنية الداخلية.

وتحدث الدكتور جمعان عن القصر بقوله إنه يشكل منظومة سكنية متكاملة من البيوت وملحقاتها (مدرسة ومسجد وإسطبلات خيل وآبار للسقي وبساتين). ويقع القصر في الجهة الجنوبية لقرية بني سار الأثرية في منطقة الباحة. وقد تم بناء القصر على مرحلتين: المرحلة الأولى من البناء (1242هـ) عندما أراد الشيخ راشد بن رقوش الأول بناء القصر اختار لبنائه موقعا تتوافر فيه كثير من المميزات التي لا تتوفر في قصره السابق الذي تعرض للحريق وتصدع بناؤه نتيجة لذلك، كما أن بعده عن آبار السقيا يعرض سكانه لشح المياه في حالات الحروب والأزمات، لذلك اتخذ موقعا قريبا من المياه والأراضي الزراعية وبأسلوب معماري مستحدث تتوافر فيه عناصر السلامة في حال تعرضه للطوارئ.

وأقيم القصر على مساحة من الأرض الزراعية بطول 36 مترا وعرض 13 مترا وفق المخطط المبين لبناء المرحلتين.. وشملت المرحلة الأولى من البناء البيت البحري الذي يقع في الجهة الجنوبية للفناء الرئيسي للقصر، وهذا البيت يرتفع لدورين في جزئه الغربي ويرتفع لثلاثة أدوار في جزئه الشرقي وبني بالحجارة المحلية وبطريقة هندسية في البناء لا يحترفها إلا البناءون المهرة، وهي البناء بأسلوب التجزئة، أي فصل البناء عن الأسقف، حيث يمكن إزالة الأسقف كاملة للأدوار الثلاثة دون أن يقع البناء وهذا الأسلوب في البناء يعتمد على تلافي تداعي البناء في حالة الحريق.

وثبتت فاعلية ذلك عندما قام الجيش التركي بحرق القصر إبان فترة مناهضة الوجود التركي في غرب وجنوب الجزيرة العربية. وما يؤخذ على هذا الأسلوب أنه يحتاج إلى نفقة عالية في البناء، فيجب أن تصل سماكة الحائط إلى نحو المترين في الدور الأول، وتنخفض هذه السماكة كلما ارتفع البناء دورا آخر حتى يتم الوصول إلى السقف النهائي، ويشمل هذا البيت المجلس القديم للقبيلة ولأسرة بن رقوش، ويتكون من المجلس الرئيسي والمختصر الذي تتم فيه المشاورات الخاصة بانعقاد مجلس القبيلة، وثبتت به ساعة حائط كبيرة أهديت للشيخ راشد بن رقوش عام 1358 من قبل شركة أجنبية متخصصة، ويتم تشغيلها بوساطة بطارية سائلة، وملحق بهذا المجلس لإعداد الشاي والقهوة.

ونظرا لعدم وجود إصلاحية قريبة في ذلك الوقت تعنى بتنفيذ مقتضيات الحدود الشرعية على الجناة، فقد تم بناء الإصلاحية في قبو الفناء الرئيسي للقصر من الجهة الغربية ذات المدخل خارج السور، ويتم من خلالها تنفيذ الأحكام الشرعية والاجتماعية على الجناة والمارقين على العدالة. وأسهمت هذه الإصلاحية في إعادة كثير من الجناة إلى جادة الصواب، كما أسهمت في تأديب المناوئين للانضمام تحت لواء الملك عبد العزيز إبان فترة التأسيس وتحتفظ أسرة بن رقوش ببعض المخطوطات النادرة والمراسلات التاريخية بين شيوخ القبيلة من أبناء الأسرة وبعض القيادات السياسية في تلك العصور إلى عهد الملك عبد العزيز وأبنائه وصور بعض الإهداءات التي قدمت للأسرة من عدد من الشخصيات، مثل السيارة التي أهديت من قبل الملك سعود عام 1371هـ، وساعة حائط خشبية، وساعة جيب ذهبية.

من جهته، قال لـ«الشرق الأوسط» عبد الله رافع صاحب أكبر متحف خاص بزهران قرية القرن بالفرعة، إن متحفه بدأ في جمع موجوداته الأثرية منذ أربع عشرة سنة، ويحوي مئات القطع الأثرية في شتى مناحي الحياة في منطقة الباحة ومحافظاتها يعود بعضها لأكثر من ثلاثة قرون وخاصة في ما يخص المرأة وزينتها ومستلزمات زواجها قديما، وقد جمعها من باب الهواية حتى شكلت رصيدا يعتز به لخدمة السياحة في المنطقة.

إلا أنه أبدى معاناته على الرغم من ترخيص متحفه من قبل الهيئة العامة للسياحة من خلال مكتبها التنفيذي بالباحة، حيث منع من وضع لوحة على الشارع العام تدل الزائر على موقع المتحف، كما أن الشارع المؤدي إلى متحفه مهمل وغير منظم ويفتقر إلى الإنارة، ويطالب جهات الاختصاص بالاهتمام بمدخل المتحف. كما يشير إلى أنه يتكبد خسائر مادية في صيف كل عام لاستقبال ضيوف المتحف الذي يصرف عليه من جيبه الخاص.

وأشار إلى أنه خسر في صيف العام الماضي قرابة الـ60 ألف ريال، في نثريات وهدايا لكبار الضيوف الذين زاروا المتحف بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ولم يمانع في ضم متحفه إلى أي موقع وطني يجمع شتات هذه المتاحف ويضعها تحت سقف واحد بطريقة منظمة تسهل الوصول إليه، وبطريقة تضمن حقوقه المادية والمعنوية حيث كلفه قرابة نصف مليون ريال، ولم يضع رسوما على زوار المتحف لاعتباره أن ذلك من صميم كرم المنطقة وأهلها في الوقت الذي يطالب الجهات المعنية بوضع حوافز تشجيعية لأصحاب المتاحف الخاصة، معتبر إياها رافد قويا للسياحة وداعما لتاريخ المنطقة وعاداتها وتقاليدها وتجسيدا لآثارها في مجالات الزراعة والبناء والتجارة وعادات الزواج والمهن التي سادت وبادت بفعل الحضارة والاستغناء عن النشاط الذي كان يشغل المجتمع القروي، وأنه يعرّف الأجيال الحاضرة والمقبلة بتراث آبائهم وأجدادهم الذي مضى عليه قرون ولا يزال بعضه محفوظا في مثل هذه المتاحف الخاصة.

واستبشر رافع خيرا بالمتحف المزمع إنشاؤه، ولكنه طالب بتنظيمه ليكون معلما لتاريخ المنطقة وتراثها العريق، وترخصيه من قبل الهيئة العامة للسياحة. وعدد القطع الموجودة في المتحف أكثر من 4 آلاف قطعة، ويضم هذا المتحف في جنباته معظم ما كان يملكه أهالي منطقة الباحة من قبائل غامد وزهران من أدوات وكل ما يلزمهم في حياتهم اليومية وذلك خلال السنوات الماضية ومن أكثر من 80 سنة مضت، علما أنه يوجد ما وصل عمره لأكثر من 255 سنة كما هو موجود تاريخيا بالمتحف.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال بن مصبح: «بدأت بإنشاء المتحف في عام 1401هـ وكنت حينها موجودا في مدينة جدة وقمت بعمل متحف صغير جدا لا يزيد على غرفة واحدة ثم اتسع إلى غرفة أكبر وحتى عام 1419هـ، عندها عدت إلى محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة وقمت بنقل المتحف معي كما هو عليه حينها وبدأت بتجميع الأدوات وكل ما كان يستخدم في المنطقة حتى عام 1424هـ، ثم قمت بإنشاء المتحف من غرفة واحدة إلى ثلاث غرف صغيرة».

وقال: «نظرا لزيادة المعروضات وكثرة الزوار قمت بالتوسعة حتى عام 1425هـ، حيث قام الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة الباحة، بافتتاح المتحف في محرم، وكان ذلك بمناسبة مرور خمسين سنة على زيارة الملك سعود - رحمه الله - لمنطقة الباحة وبلجرشي، حيث زار المنطقة عام 1374هـ، قمت بعدها بتزويد المتحف بجميع ما يخص منطقة الباحة (غامد وزهران) من الآثار القديمة في الزمن القديم، حيث عشت معظم حياتي مع ما يوجد من أدوات وما يلزم الحياة في العهد القديم، إذ كانت لدي فكرة وهواية جمع التراث القديم وما عاش عليه الآباء والأجداد في حياتهم السابقة».

ومن بعض ما يضمه المتحف من معروضات مجموعة أدوات الحرث والزراعة والحصاد والتخزين والكيل، ومجموعة أدوات سحب المياه من الآبار (الري) وسقيا المنازل، ومجموعة أدوات سحب ونقل الصخور والحجارة لبناء المنازل، ومجموعة أدوات تكسير الصخور، ومجموعة أدوات صناعة الأصواف، ومنها الجباب التي كانت المنطقة تشتهر بصناعتها للرجال والنساء، كذلك صناعة الحبال وعباءات الزواج وأنواع أخرى للأطفال وجميع لوازمها.

إلى جانب مجموعة أدوات المكاييل والمقاييس والموازين، ومنها: (الأقة والكيلوغرام قديما وحديثا وموازين التمر والعسل والسمن والذهب وبعض المبيعات الدقيقة، ومجموعة أدوات الطبخ وجميع مستلزماتها من فخاريات ونحاس وحديد وأحجار، ومجموعة أدوات مشروب القهوة العربية ومستلزماتها، ومجموعة الملبوسات الرجالية والنسائية، ومجموعة الحلي للمرأة، ومجموعة ما يوجد بغرف النساء من ملابس وحلي واحتياجاتها، ومجموعة الأسلحة والعتاد: بنادق، جنابي، سيوف، ومجموعة الانتشال من الآبار والمستنقعات أثناء الغرق للكائنات الحية، ومجموعة أدوات الصناعات الجلدية).

كما يضم مجموعة كاملة من أجهزة الراديو والتليفونات والأجهزة القديمة كما يحتوي المتحف على مجموعة من الصور والأسلحة بجميع أنواعها القديمة، والعملات السعودية القديمة والحديثة، وأنواع الحبوب في المنطقة، والأواني الخشبية والأواني الفخارية، وأدوات صناعية، والحلي النسائية بجميع أنواعها، والخرز، وأدوات الإضاءة قبل الكهرباء، ومجموعة من الأدوات التي للاستعمال الخاص في جميع متطلبات الحياة في الزمن القديم.

وبلغ عدد زوار المتحف في الفترة من 19/1/1425هـ وحتى الآن 25/7/1431هـ تقريبا أكثر من خمسة وأربعين ألف زائر من الرجال والنساء وطلاب الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس والأطفال من داخل المملكة وزوار يمثلون وفودا من بعض الدول العربية، ومنها قطر والبحرين والإمارات وعمان والكويت والأردن واليمن وسورية ومصر وموريتانيا ولبنان، ووفود من بعض الدول الأجنبية من بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وجنوب أفريقيا وإيطاليا وفرنسا، وبعض الأندية الرياضية، كنادي الاتحاد السعودي ونادي الهلال السعودي والنادي الأهلي السعودي ونادي الشباب السعودي ونادي العميد بزهران ونادي الباحة الأدبي وضيوفه أثناء الملتقيات الثقافية، ووفد من نادي جيزان الأدبي، ووفود من قنوات تلفزيونية خليجية وعربية، ووفد من المجلس التعاوني الخليجي، ووفد من قافلة الإعلام السياحي بالخليج العربي، ووفود من الجامعات والكليات، ووفود إعلامية وفد من الصحف: صحيفة «عمان اليوم» العمانية، صحيفة «الوطن» الكويتية، صحيفتي «الشرق» و«الوطن» القطريتين، صحيفة «البيان» الإماراتية. وصحف محلية مثل «الشرق الأوسط» و«المدينة» و«عكاظ» و«الرياض» السعودية، ووفود من المراكز الصيفية من أنحاء المملكة.

وفي وسط الباحة، يقع المتحف في مبنى سكني، وهو عبارة عن ثلاث شقق في ثلاثة أدوار خصص منها دوران لمحتويات المتحف. وعلى واجهة المبنى آيات قرآنية توضح علاقة الدين بالدراسات الآثارية، ولوحة عن آثار المملكة، وصور لقادة المملكة، ولوحة لأهم المعالم الأثرية والتاريخية بالمملكة، وعرض تاريخي لعصور ما قبل التاريخ تبدأ من العصور الحجرية حتى العصر الجاهلي، حيث تم عرض مجموعة من القطع الحجرية والفخارية ولوحات من النقوش والكتابات الحجرية، بالإضافة إلى صور تحكي عن كل فترة من فترات ما قبل الإسلام، وجزء الباحة عبر تاريخ الإسلام، وهي بداية من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وعهد الخلفاء الراشدين والفترات الإسلامية المتتالية، إضافة إلى عرض لوحات تتضمن نصوصا وصورا ومخططات تعود إلى تلك الفترة. وجزء لتراث الباحة عبارة عن مجموعة رمزية من الصناعات الخشبية وبعض الملابس والحلي، ومجموعة من أواني الطهي وأدوات الزراعة، وموقع عن الباحة في العهد السعودي وتتحدث عن انضمام الباحة إلى الحكم السعودي وعن مشاركة أبناء المنطقة في توحيد أجزاء المملكة والأمراء الذين تعاقبوا على إمارة غامد وزهران، وقاعة التعليم في منطقة الباحة، حيث تترجم بداية التعليم النظامي في المنطقة وعن افتتاح أوائل المدارس في المنطقة، إضافة إلى عرض مجموعة من الكتب والأقلام ومجموعة من الرسائل القديمة.

«الشرق الأوسط» التقت عددا من السياح السعوديين، وهم يتساءلون لماذا لم يتم تطوير هذا المتحف، حيث بقي على وضعه منذ كان تابعا لوزارة التربية والتعليم قبل سبعة أعوام ولم يؤثر فيه انضمامه إلى الهيئة العامة للسياحة؟

وكانت إجابة المسؤولين عن المتحف أنه غير قابل للتطوير بوضعه الحالي ولا حتى استقبال أي معروضات آثارية جديدة، مستشهدين بالهيكل البحري الذي عثر عليه أحد مواطني محافظة قلوة بتهامة بطول سبعة أمتار على أثر سيول جارفة، حيث وجه أمير المنطقة الأمير محمد بن سعود حينها بإيداعه المتحف بالباحة، الذي يقبع في الدور الثالث بالمتحف منذ تسلمه مع مجموعة من الآثار التي ضلت طريقها لتبقى حبيسة الجدران في مستودع المتحف حتى تاريخه، ويخشون عليه من التآكل ويحتاج لتدخل من المختصين لوضع مواد حافظة تبقيه على صورته التي وجد بها.

ويضيف المسؤول بقوله إن المتحف يفتقد أبسط مقومات الراحة للعاملين والزوار، إذ لا يوجد به تكييف ولا نوافذ مفتوحة ولا دورات مياه، ومواقع العرض فيه ضيقة جدا، ويقع في شارع تجاري لا يوجد للسيارات به مواقف، كما أن فيه أجهزة وشاشات عرض معطلة بصناديقها منذ سلمت لهم، ويناشد المسؤولين سرعة التدخل، مؤملا إنجاز المشروع المزمع إنشاؤه قبل خمس سنوات، ويتساءل هل سيبقى الحال على ما هو عليه الآن؟!