«الحركة الشعبية» تطالب بضمان حياة عادية للشماليين في جوبا والجنوبيين في الخرطوم بعد الانفصال

الشريكان استعرضا تجارب الاتحاد السوفياتي والهند وباكستان في «تفكيك الدول»

TT

قرر شريكا الحكم في السودان نقل مفاوضات ترتيبات ما بعد الاستفتاء إلى الخرطوم، مواصلة لمفاوضات جوبا التي ركزت على الجنسية والموارد والديون الخارجية والاتفاقات الدولية والقضايا الأمنية، في وقت استعرض خبراء دوليون تجارب تفكك دول مثل الاتحاد السوفياتي والهند وباكستان.

في غضون ذلك دعت الحركة الشعبية إلى ضمان إقامة الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب دون قيود، بينما تعهدت الأمم المتحدة ودول غربية بمساعدة مفوضية استفتاء جنوب السودان في مهامها لوجيستيا وفنيا وماليا.

وعقد مفاوضون من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية مفاوضات في مدينة جوبا الجنوبية تركزت حول ترتيبات ما بعد استفتاء سكان جنوب السودان، الذي يُنتظر إجراؤه في يناير (كانون الثاني) العام المقبل، ونقل شريكا «نيفاشا» المفاوضات بهدف الوصول إلى توجهات ومبادئ عامة للجان الأربع المشتركة التي ستباشر في الخرطوم نقاشا تفصيليا حول قضايا الأمن والجنسية والموارد الطبيعية والديون الخارجية، بجانب المعاهدات الدولية التي طرفها السودان.

ووصف الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم لـ«الشرق الأوسط» الروح التي سادت الاجتماعات بالبناءة والجيدة، وبدا واثقا بشأن إمكانية الوصول إلى تفاهمات كاملة حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء، وشدد على أهمية عدم تأثر علاقات الشمال والجنوب بنتيجة الانفصال، أيا كانت، وضمان حياة عادية للمواطنين الجنوبيين في الشمال وبالمثل لنظرائهم الشماليين المقيمين في الجنوب والمواطنين المتنقلين موسميا، في إشارة إلى الرعاة الرحّل.

وأشار باقان إلى أنهم استمعوا خلال جلسة أمس إلى أفكار جديدة مسايرة للقانون الدولي دفع بها خبراء في مجالات الجنسية والمواطنة باستعراض نماذج مشابهة شملت باكستان والهند والاتحاد السوفياتي الذي تفكك إلى عدة دول، وكيفية معالجة موضوع الجنسية في تلك البلدان، بينما قال القيادي في المؤتمر الوطني وعضو وفده المفاوض، مطرف صديق: «إن اجتماعات جوبا تهدف إلى وضع أسس علمية وتوجهات للجان الأربع المتفق عليها»، واعتبر أن «نهاية اجتماعات جوبا تمثل بداية فعلية وإشهارا رسميا لبدء التفاوض بين الشريكين حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء»، وذكرت مصادر أن المفاوضات ستنتقل إلى الخرطوم للدخول في تفاصيل القضايا مباشرة ومناقشة رؤية كل طرف حول المسائل التي تحدد شكل العلاقة بين الشمال والجنوب حال انفصال الجنوب. وشكل المبعوث الأميركي للسودان سكوت غريشن حضورا مع رئيس لجنة حكماء أفريقيا تامبو أمبيكي، وتعد المفاوضات امتدادا لمفاوضات بدأت بإثيوبيا حول القضايا الخلافية، وتم التوقيع خلال مفاوضات إثيوبيا على مذكرة تفاهم، وفي ذات السياق أبدت الأمم المتحدة استعدادها التام لمساعدة مفوضية استفتاء جنوب السودان للقيام بكامل مهامها الموكلة إليها خلال الفترة المقبلة، في وقت تعهدت فيه الولايات المتحدة الأميركية بتذليل كل العقبات الفنية واللوجيستية لأداء مفوضية الاستفتاء لأعمالها خلال ما تبقى لها من وقت.

وكشف مقرر مفوضية الاستفتاء الفريق طارق عثمان الطاهر عن اجتماعات مهمة عقدتها المفوضية مع كل من المبعوث الأميركي للسودان الجنرال سكوت غريشن بفندق «السلام روتانا» أمس، بالإضافة إلى لقاء مماثل مع رئيس بعثة الأمم المتحدة بالخرطوم هايلي منقريوس، حيث ناقش اللقاء أوجه التعاون والتنسيق بين الأمم المتحدة والمفوضية لإنجاح مهام الأخيرة خلال الفترة القادمة، مبينا أن رئيس المفوضية إبراهيم خليل أكد لرئيس مكتب الأمم المتحدة بالخرطوم عزم المفوضية على إجراء استفتاء عادل ونزيه باعتبارها أمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.

وقال الفريق طارق إن المبعوث الأميركي غريشن أكد لوفد المفوضية استعداد الولايات المتحدة لتذليل كل العقبات عبر توفير الدعم اللوجيستي المطلوب لإنجاز مهام مفوضية استفتاء جنوب السودان في ما تبقى من زمن. وأشار غريشن بحسب مقرر المفوضية إلى اهتمام المجتمع الدولي ممثلا في الشركاء الدوليين للسلام في السودان عبر أصدقاء الإيقاد والمجتمع الدولي والإقليمي، مبينا أن كل تلك الجهات تؤكد حرصها ودعمها لعمل الاستفتاء باعتباره أحد استحقاقات اتفاقية السلام الشامل.