اشتباكات متواصلة في مقديشو

الحزب الإسلامي يمنح مهلة جديدة لإطلاق اللحى وقص الشوارب

TT

مدد الحزب الإسلامي الصومالي المعارض، الذي يتزعمه حسن طاهر أويس، المهلة التي حددها للرجال البالغين لإطلاق اللحى وقص الشوارب في المناطق التي يسيطر عليها الحزب، وتنتهي المهلة الأولى اليوم. وفي مؤتمر صحافي عقده معلم حاشي فارح، مسؤول إقليم العاصمة في الحزب الإسلامي، قال «إن مهلة ثلاثين يوما كانت كافية لإطلاق اللحى، لكننا قررنا تمديدها لمدة 21 يوما إضافية نظرا للظروف». وذكر حاشي أن هذه الأوامر جزء من خطة لتطبيق الشريعة الإسلامية على مظاهر الحياة العامة في الصومال، ودعا فارح جميع الرجال إلى الالتزام بهذه الأوامر الشرعية.

وكان الحزب الإسلامي قد أصدر في 20 يونيو ( حزيران) الماضي أوامر تتعلق بإطلاق اللحى والشوارب، وحدد لذلك مهلة 30 يوما. وهدد الحزب باتخاذ إجراءات صارمة ضد من يتجاهل تنفيذ تلك الأوامر بعد انتهاء المهلة الإضافية. وأصدر الحزب الإسلامي، الذي يسيطر على عدة مناطق بجنوب البلاد وأجزاء من العاصمة مقديشو، سلسلة من الأوامر الصارمة، مثل أوامر للنساء تتعلق بارتداء الحجاب الثقيل، وإغلاق دور السينما وحظر مشاهدة مباريات كأس العالم بنسختها الأخيرة التي أقيمت بجنوب أفريقيا بحجة أنها إهدار للوقت، كما حظر الحزب الإسلامي بث الموسيقى والأغاني من المحطات الإذاعية في مقديشو، والتزمت معظم المحطات بتلك الأوامر باستثناء محطتين، هما «راديو شبيلا» التي قالت إن الأوامر المتسلسلة للحزب الإسلامي وصلت إلى حد لا يمكن قبوله وتحدت قرار منع بث الأغاني والموسيقى، ومحطة «راديو مقديشو» التي تملكها الحكومة. وأمر المسلحون الإسلاميون أيضا الرجال بتقصير سراويلهم، وإغلاق المحلات التجارية أثناء تأدية صلاة الجماعة.

وفي مدينة بارطيري بأقليم جيدوا بأقصى غرب الصومال، بدأ المسلحون الإسلاميون من حركة الشباب أمس حملة واسعة لتدمير مزارع التبغ هناك، باعتبار أن الاتجار في التبغ وتعاطيه من المحرمات التي تجب محاربتها. ويوجد في مدينة بارطيري مزارع كبيرة للتبغ تصدر كمية كبيرة من هذا النبات، حيث تتمتع المنطقة بنسبة كبيرة من المياه الجوفية والآبار الضرورية لزراعة التبغ.‏ إلا أنه ومنذ سيطرة المسلحين الإسلاميين على مدن إقليم جيدو بما فيها بارطيري تراجعت زراعة التبغ بسبب المخاوف من الإسلاميين الذين منعوا زراعة التبغ، وخلال الأشهر الأخيرة تم إلقاء القبض على عدد من مزارعي التبغ بسبب تجاهلهم أوامر المسلحين. ودعا الشيخ بشير حسين آدم رئيس سلطات حركة الشباب في بارطيري الفلاحين إلى التحول إلى زراعة محاصيل أخرى غير التبغ.‏ وعادة يرفض المقاتلون الإسلاميون بشدة تعاطي التبغ والقات، باعتبارهما من المخدرات، ومنع الإسلاميون تناول القات في الأماكن العامة، كما رفضوا ممارسة تجارة القات في الأماكن العامة أيضا. وكان المسلحون الإسلاميون من حركة الشباب المجاهدين الذين يسيطرون علي مدينة كيسمايو، التي تبعد 500 كم جنوب العاصمة مقديشو، قد منعوا النساء من ممارسة تجارة القات، وأعطوا النساء اللاتي كن يمارسن تجارة القات مهلة ثلاثين يوما للتوقف عن ممارسة تجارة القات. وبررت السلطات هذا القرار بأن النساء اللاتي يمارسن تجارة القات يعملن دائما في مكان يختلط فيه النسوة مع الرجال، ومنعوا أي عمل يؤدي إلى اختلاط المرأة مع الرجال. وقد أصبحت تجارة القات مهنة نسائية في السنوات الماضية، وتعتمد عليها مئات الآلاف من الأسر كمصدر للدخل اليومي من خلال بيعه في الأسواق.

ميدانيا، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين لليوم الثالث علي التوالي في العاصمة الصومالية مقديشو، وتحركت وحدات من قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام مع آلياتها العسكرية من قواعدها أمس، بهدف صد زحف المسلحين الذين يقتربون من القصر الرئاسي. وتمكنت القوات الحكومية بمساعدة القوات الأفريقية من استعادة بعض المناطق التي خسرت فيها مؤخرا. وكان مقاتلو حركة الشباب قد تمكنوا خلال اليومين الأخيرين من الزحف قليلا نحو القصر الرئاسي، واستولوا على مناطق جديدة قرب القصر.

وفي الوقت الذي تتواصل الاشتباكات، دعا مجلس شيوخ عشائر قبيلة «الهوِيا» الأطراف المتقاتلة إلى وقف القتال فورا والتفاوض في ما بينهم، وقال «أحمد ديرية علي»، المتحدث باسم شيوخ عشائر الهويا «ندعو جميع الأطراف إلى وقف القتال بشكل فوري، وإنقاذ ما تبقى من الشعب الصومالي، وندعو إلى التفاوض من أجل مصلحة الشعب». وصرح ديري في تصريح صحافي بأن شيوخ العشائر في مقديشو يحاولون إحياء جهود المصالحة بين الفرقاء الصوماليين، لكنه دعا إلى وقف القتال أولا، وأضاف «أجرينا اتصالات بين الطرفين (الحكومة والفصائل المسلحة) بغية وقف القتال وبدء الحوار؛ لكنه أقر في الوقت نفسه بصعوبة هذه المهمة، متهما الجماعات الإسلامية المعارضة بأنها هي التي ترفض التفاوض مع الحكومة للتوصل إلى وقف القتال، على حد تعبيره.