إيران: «جند الله» يعلن تعيين شقيق أميره السابق ريغي ناطقا رسميا

عبد الرؤوف ريغي: سنهاجم مزيدا من المدن الإيرانية وسنثأر لمن قتلتهم المخابرات الإيرانية

TT

في حين أبلغ الحاج محمد ظاهر بلوش رئيس حركة المقاومة الشعبية الإيرانية (تنظيم جند الله) المسلحة المناوئة للسلطات الإيرانية في مناطق السنة وقومية بلوشستان بجنوب شرقي إيران «الشرق الأوسط» بتعيين عبد الرؤوف ريغي شقيق عبد الملك ريغي الأمير السابق للحركة الذي أعدمته السلطات الإيرانية، كناطق رسمي باسم الحركة، اعتبر عبد الرؤوف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن العملية المزدوجة التي نفذها تنظيم «جند الله» في مدينة زاهدان الإيرانية هي بمثابة انتقام وثأر لمقتل شقيقيه عبد الملك وعبد الحميد بالإضافة إلى المئات من السنة والبلوش على أيدي القوات الإيرانية. وقال الحاج بلوش إنه بما أن «أنشطة الحركة تشهد توسعا وازدهارا في جميع المجالات، فإننا وجدنا من الضروري اتخاذ بعض الخطوات والتغييرات الأزمة في الهياكل السياسية والعسكرية والاستخباراتية للحركة»، وأضاف: «وضمن تقديرنا وامتنانا للجهود والخدمات القيمة والمستمرة للعاملين في الأقسام السياسية الأخرى واستنادا إلى الأصول والنظم المرعية، فقد قررنا تعيين الأخ العزيز والمكرم عبد الرؤوف ريغي الذي يعد من النخب البارزة في ميادين العلم والسياسة، ناطقا رسميا باسم الحركة». وفى أول تصريحات يدلى بها لوسيلة إعلام داخل أو خارج إيران، قال ريغي لـ«الشرق الأوسط» إن العملية التي نفذها عنصران من التنظيم في مدينة زاهدان هي تأكيد على أن تنظيم «جند الله» ما زال قويا ونشطا وفاعلا داخل إيران خلافا لما تزعمه السلطات الإيرانية في هذا الصدد، وأضاف: «هذا ثأر وانتقام لشهداء أهل السنة والبلوش في إيران، خاصة للشهيد الأخ القائد الأمير عبد الملك ريغي». وفند عبد الرؤوف مزاعم السلطات الإيرانية حول وجود تدخلات من أميركا وحلف «الناتو» في تفجيرات زاهدان. وقال إن «حكومة إيران تتهم كل من يقوم ضدها ويطالب بحقوقه، وهى تتهمنا بالعلاقات مع أميركا وجهات خارجية. القصة ليست هكذا». وتابع القول: «هذا هو نهج الحكومة الإيرانية؛ أن تتهم كل من يقوم بمخالفتها ويطالب بحقوقه. ليست هناك أي جهات خارجية خلف هذه العملية. إيران فقط تريد إخفاء عجزها وضعفها عن مواجهة الحركة».

واستطرد قائلا: «العملية أثبتت أن الحكومة الإيرانية عاجزة ومهزومة أمام شباب السنة والبلوش وحركة المقاومة. هم ادعوا في السابق بعد استشهاد الأمير ريغي أن الحركة انتهت، لكن هذه العملية أثبتت أن الحركة دخلت إلى داخل مدينة زاهدان على الرغم من وجود مئات الآلاف من قوات الحرس الثوري والقوات الأمنية التي تحرس المدينة».

وتابع: «لا نريد حروبا أو معارك، إنما نطالب فقط بحقوقنا كمدنيين سنة وبلوش. في المقابل، هم لم يستجيبوا لحقوقنا ولكنهم أعدموه. أقول بكل اطمئنان: هناك آلاف الشباب التحقوا بهذه الحركة بعد رحيله».

وكشف أيضا عن أن منفذي عملية زاهدان انضما فقط إلى التنظيم بعد شهر واحد فقط من رحيل ريغي، مؤكدا أن مقاومة تنظيم «جند الله» والبلوش ستستمر، وأضاف: «هذه العمليات لن تتوقف، وسندخل مدنا أخرى، نريد خروج جميع القوات الإيرانية من بلوشستان». وفي شأن ملابسات وفاة شقيقه ريغي، قال إن «الحكومة الإيرانية لم تقدم إلى الآن أي صور أو لقطات فيديو مصورة لعملية الإعدام، ولم يأت في وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أي شيء، ونعرف أنه لم يعدم وإنما استشهد تحت التعذيب»، وأضاف: «علمنا هذا من مصادر داخل الحكومة الإيرانية. هم أبلغونا أنه كان يتعرض للتعذيب، وكان الإيرانيون يكرهونه على الاعتراف عبر الأعمال الشنيعة، وهناك من قال لنا إنه تم حقن ريغي بالمخدرات». وتابع: «قاموا بتعذيبه كما عذبوا بعض النساء أمامه. وجهاز المخابرات الإيرانية أجبره على أن يقول أشياء معينة، لكننا نعرف أنه استشهد تحت التعذيب».

وردا على اتهامات وجهها علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني لتنظيم «جند الله» أمس بمحاولة إشعال حرب بين السنة والشيعة، قال: «هذه أضحوكة. هم قاموا بهذا العمل بأنفسهم، وهم من بذروا بذور الخلاف والانقسام. هم استخدموا الشيعة ضد السنة. الخلاف لم يكن موجودا قبل الثورة الإيرانية. حكومة الخميني هي من فعلت ذلك»، وتابع: «الحروب الطائفية هم من وراءها، وبدأوا بقتل العلماء والأبرياء».