قيادي في الائتلاف الوطني: الصدر أجل زيارته لأربيل تفاديا للمالكي

مسؤول كردي لـ «الشرق الأوسط»: نرحب بقدوم زعماء العراق إلى كردستان

TT

كشف قيادي في الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم عن أن مقتدى الصدر عدل عن زيارة أربيل حيث كان مقررا أن يلتقي مجددا زعيم القائمة العراقية إياد علاوي لاستكمال ما بحثاه في لقائهما الاثنين الماضي في دمشق، بعد إعلان نوري المالكي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم «دولة القانون»، المجيء إلى أربيل للمشاركة في النقاشات حول تشكيل الحكومة المقبلة.

وأكد القيادي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، صحة الأخبار التي كانت قد نشرتها «الشرق الأوسط» في عددها الصادر أمس حول لقاءات أربيل برعاية مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، وقال: «كان من المفترض أن يجتمع كل من علاوي والصدر في أربيل في ضيافة بارزاني وبمشاركته، وكان من المفترض أيضا مشاركة الحكيم في هذا الاجتماع الذي كان سيتمخض عن الوصول إلى تصورات واضحة وحاسمة عن تشكيل الحكومة المقبلة وتحديد تسمية الرئاسات الثلاث والمناصب السيادية الأخرى»، مشيرا إلى أن «إعلان المالكي مشاركته في هذا الاجتماع الذي تقرر خلال لقاء علاوي والصدر في دمشق وبمباركة بارزاني والحكيم، دفع بزعيم التيار الصدري إلى تأجيل زيارته إلى أربيل كونه لم يرغب في لقاء المالكي؛ إذ يصر الصدر على معارضته لترشيح رئيس ائتلاف دولة القانون لرئاسة الحكومة، وهذا ما أفصح عنه علانية أمس خلال حديثه لفضائية (الشرقية) العراقية في حوار خاص تم في العاصمة السورية». ويرى المصدر أن «تصريحات الصدر الأخيرة كانت بمثابة القرار الحاسم للتيار الصدري في موقفه الرافض ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة».

في هذه الأثناء انتقد الحكيم «تشبث» المالكي بمنصب رئاسة الوزراء من دون أن يسميه، وتحدث عن «التصلب والتعنت الذي تبديه الأطراف والتشبث بالمواقع»، وقال خلال مجلس الأربعاء الثقافي للمجلس الأعلى: «قلنا أيها القادة وأيها الساسة إن أردتم وأصررتم على مرشحين فلنأخذ المرشحين إلى الساحة الوطنية وكل من يحظى بفرصة أكبر ينسحب الآخرون لصالحه. وإن أردتم، نسحب كل المرشحين ونذهب ونرتب لبدائل أخرى. وإن أردتم، نفكر في مرشح تسوية. وإن شئتم، قدموا بدائل لننظر فيها وندرسها ونتعامل معها بايجابية»، مضيفا، وحسبما نشره موقع المجلس على الإنترنت أمس، أن «التعطيل إنما هو في أننا لم نجر خلف الرجل الواحد، وحينما نجري خلف الرجل الواحد نكون قد ساعدنا في ذلك. وأما أن نتوقف عند ذلك فهو يعني تعطيل في تشكيل الحكومة، ولا يسأل الرجل الواحد لماذا لا يتخلى ولا يعطي الفرصة لغيره حينما نجد كل هذه التحفظات الواسعة على شخصه وأدائه مع احترامنا للجميع».

إلى ذلك، أكد فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان أن «زيارة زعماء الكتل السياسية إلى كردستان أمر مرحب به، ورئاسة الإقليم ستبذل كل جهودها من أجل تقريب الفرقاء العراقيين انطلاقا من حرصها على العملية السياسية في العراق»، مضيفا أن «أبواب الإقليم مفتوحة لاحتضان قادة العراق، ولكن أي موعد لزيارة قادة الكتل السياسية (دولة القانون والعراقية والتيار الصدري) لم يحدد بعد». وقال حسين في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط» قبيل سفره إلى واشنطن إنه حتى عصر أمس «لم نتلق أي إشعار باستعداد سفر القادة العراقيين إلى كردستان، وفي حال رغبتهم في ذلك فهم مرحب بهم»، منوها بأن «رئيس القائمة العراقية إياد علاوي اعتاد على زياراته المتكررة إلى الإقليم للقاء بارزاني والقيادة الكردية بهدف إجراء المزيد من التشاور في كل ما يتعلق بالوضع العراقي، وإذا كانت هناك رغبة لاستكمال محادثاته مع زعيم (دولة القانون) نوري المالكي أو أي زعيم عراقي آخر في كردستان، فإن السيد رئيس الإقليم على استعداد لرعاية المحادثات والقيام بالدور المطلوب من قيادة الإقليم، الذي سبق أن أكدنا عليه مرارا، وهو أننا سنكون جزءا من الحلول وليس من المشكلة».