محاولة اغتيال زعماء بدو مطلوبين بالسم تعيد التوتر إلى سيناء

اتهموا شيخا حكوميا بالتدبير لها.. ومصادر أمنية تنفي علاقتها بالأمر

TT

عاد التوتر الأمني من جديد إلى مناطق وسط سيناء بعد فشل محاولة اغتيال تعرض لها موسى الدلح وسالم لافي ومجموعة من البدو ممن تصفهم الشرطة بالمطلوبين.

واتهم البدو جهازا أمنيا باستخدام أحد المشايخ، الذين اعتمدهم الأمن وسطاء للوصول إلى اتفاق مع البدو، بتنفيذ محاولة الاغتيال، واعتبروا ذلك سوء نية من جانب الحكومة لإنهاء التوتر الأمني في سيناء، وهو ما نفته مصادر أمنية مؤكدة أنها لم تتورط في هذه المحاولة من أساسها.

وقال موسى الدلح، المتحدث باسم الجماعة التي تطلق على نفسها اسم «مجموعة وسط سيناء»، إنه سيتم ملاحقة الشيخ المتورط في المحاولة عرفيا، وإذا لم يرضخ للقضاء العرفي فقد يتم تشميسه (طرده من تحت مظلة حماية القبائل) من جانب قبيلة الترابين التي ينتمي إليها.

وأضاف: «على الشيخ أن يواجه السائق الذي حاول تنفيذ محاولة الاغتيال، وأن يرد بالحجج والوقائع على الاتهامات الموجهة إليه في جلسة عرفية علنية»، مشيرا إلى أن هناك بعض مشايخ القبائل تدخلوا لإنهاء الأزمة الحالية، مؤكدا أن نجاح المحاولة كان سيؤدي إلى حدوث فتنة كبيرة بين عشائر قبيلة الترابين.

وأضاف أنه بعد الانتهاء من الجلسات العرفية والاستماع إلى اعترافات السائق المتورط في المحاولة، سيتم تسليمه إلى جهات سيادية لاستكمال التحقيقات معه التي قد تكشف عن معلومات جديدة. وأكد أن مثل هذه الأمور قد تعيد التوتر من جديد إلى سيناء وتساعد في تأزم الوضع الأمني مرة أخرى، وأن المجموعة التي تتم ملاحقتها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات القتل التي تتعرض لها.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالشيخ المتورط في تنفيذ المحاولة، إلا أنه لم يجب عن الاتصالات الهاتفية المتكررة طوال يوم أمس.

من جانبها، نفت مصادر أمنية أن تكون قد تورطت في هذه المحاولة من أساسها، وقالت إنه يتم تطبيق القانون في سيناء مثلما يتم تطبيقه في أي محافظة أخرى بمصر. وأضافت: «اعتقال المطلوبين سيتم بالطرق الأمنية المعروفة، والأمن ليس في حاجة إلى مثل هذه الأساليب، وإنه يعطي فرصة للمطلوبين لتسليم أنفسهم ومحاكمتهم أمام القضاء بدلا من الدخول في مواجهات مسلحة مباشرة تسقط ضحايا من الجانبين».

وكانت مجموعة من البدو ممن تصفهم الشرطة بالمطلوبين قد اكتشفوا محاولة لاغتيالهم بدس سم في الطعام عن طريق أحد المشايخ الحكوميين في منطقة وسط سيناء الذي أرسل شابا بدويا إليهم لتنفيذ المحاولة بعد وعد بمنحه 30 ألف جنيه (نحو 5300 دولار)، والإفراج عن والده المعتقل الذي يقضي عقوبة المؤبد.

وقال البدو إنهم يتحفظون الآن على الشاب بعد أن سجلوا اعترافاته بتفاصيل المحاولة، وإنهم عثروا على نحو 15 غراما من السم معه، التي كان ينوي دسها في الطعام لزعماء المطلوبين.

وأطلقت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي سراح نحو 100 معتقل بدوي حتى الآن، من بينهم الناشطان مسعد أبو فجر ويحيى أبو نصيرة في إطار جهودها لتهدئة التوتر الأمني في سيناء بعد سلسلة من الاشتباكات المسلحة.

وكانت السلطات قد اعتقلت المئات من البدو بعد التفجيرات التي شهدتها سيناء منذ عام 2004، ووعد وزير الداخلية بالإفراج عن المعتقلين شريطة ألا تكون لهم سجلات أمنية أو جنائية. وفي الشهور الماضية تأزمت العلاقات بين البدو والشرطة بعد اشتباكات متقطعة بين الجانبين تسببت فيها، فيما يبدو، حملات أمنية لإلقاء القبض على مطلوبين.