وزير الدفاع البريطاني: لا نملك الموارد الكافية للتحرك ضد كل خطر محتمل

لمح إلى خفض في القوات والمعدات لكن «بعد انتهاء المهمة في أفغانستان»

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، يعقد أول لقاء لأعضاء حكومته في المقر الصيفي لرئاسة الحكومة، في تشيكرز بإنجلترا أمس (أ.ب)
TT

اعتبر وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أن بلاده لا تملك الموارد المالية الكافية للتحرك ضد أي خطر محتمل، ولمح إلى خفض في القوات والمعدات «لكن بعد انتهاء المهمة في أفغانستان». وقال فوكس في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف»، نشرتها أمس، إن الأوضاع الصعبة للموارد المالية العامة تعني أن القوات المسلحة يمكن أن تكون غير مجهزة لمواجهة كل خطر يمكن تصوره.

ومنذ الحرب العالمية الثانية، حافظت بريطانيا على قوة تستطيع إطلاق حملات عسكرية شاملة، مثل مشاركتها القوية في أفغانستان ضمن الحرب على الإرهاب، أو حملات متوسطة الحجم، مثل جزر فوكلاند أو سيراليون. لكن فوكس شدد على ضرورة مراجعة الوضع فقال «ليست لدينا الأموال كدولة لحماية أنفسنا ضد أي تهديد محتمل في المستقبل». وأضاف أنه يجب تعديل الجيش لمواجهة «التهديدات الواقعية المحتملة في المستقبل»، ملمحا إلى خفض كبير في القوات التقليدية مثل الدبابات والطائرات المقاتلة. وتابع قائلا «يتعين علينا النظر إلى الأماكن التي نعتقد أن المخاطر الحقيقية ستأتي منها، والأماكن التي ستأتي منها التهديدات الواقعية، وبناء عليه نحتاج إلى التعامل مع ذلك. لن يغير الروس على الأراضي الأوروبية في المستقبل القريب».

ويلقي هذا التصريح بشكوك حول مستقبل القوات البريطانية المتمركزة حاليا في ألمانيا، والتي يبلغ عددها 25 ألف جندي. وكان الوزير فوكس قد قال في السابق إنه يأمل في سحب هذه القوات في وقت معين، مما ينهي الحضور البريطاني في هذه الدولة للمرة الأولى منذ عام 1945. وقال أيضا «ما الذي يعنيه وجود دبابات تشالنجر في ألمانيا، وكذلك التكاليف اللازمة للحفاظ على ذلك، والأفراد المطلوبون للتدريب عليها، بالنسبة لما يحدث في أفغانستان؟». وتواجه وزارة الدفاع البريطانية أزمة ضخمة فيما يتعلق بالموارد، ويحتمل أن تضحي بنحو 30 ألف جندي من أجل الوفاء بالمراجعة الصارمة للحكومة لميزانيات الوزارات. وكان فوكس قد أشار في خطاب خلال عرض جوي الأسبوع الحالي إلى أنه سيتم خفض أسطول السفن والمقاتلات والسيارات المصفحة لدى بريطانيا، نظرا لأن برنامج المعدات بوزارة الدفاع «لا يمكنه تغطية التكلفة بالكامل».

وكذلك كشف تقرير لمكتب المراجعة البريطاني، يوم الثلاثاء الماضي، عن أن وزارة الدفاع تجاوزت بالفعل الميزانية المخصصة لها بنحو 500 مليون جنيه إسترليني (770 مليون دولار) خلال السنة المالية الحالية، في ظل «عدم وجود أموال كافية للوفاء بالإنفاق المخطط».

وكانت هناك تكهنات أيضا بإمكانية خفض عدد الجنود في الجيش البريطاني بمقدار الربع، ليصل إلى 75 ألفا. بيد أن فوكس أصر على أنه لن يتم الاستغناء عن أي قوات حتى ينتهي القتال الدائر في أفغانستان.

وعلى الرغم من احتمال خفض الميزانية السنوية لوزارة الدفاع، بنحو 20%، فإن فوكس أصر على أن بريطانيا لا تزال في الطليعة إلى جانب الولايات المتحدة. وقال «علينا المحافظة على عدد كاف من القوات البرية، وعلينا الحفاظ على قوة بحرية كافية، وعلينا الحفاظ على قوة جوية من أجل الحفاظ على التفوق الجوي». وقال «إذا كان لدي أي انتقاد للبحرية، فالسبب في ذلك هو أنها تركز بصورة كبيرة على المواصفات العالية، وليس لديها عدد كاف من السفن». وشكك في عدد طائرات النقل المختلفة التي يحتاجها سلاح الجو الملكي البريطاني. ويملك سلاح الجو الملكي 36 طائرة من طراز هيركليز، و7 طائرات من طراز «سي 17 غلوب ماستر»، ونحو 22 طائرة نقل من طراز «إيه 400 إم» لم تسلم بعد. وتساءل فوكس «هل يتعين علينا امتلاك جميع هذه الأساطيل.. أم من الممكن خفضها؟».