قصر الإجازة وقرب رمضان يدفعان السعوديين للقبول بـ«الزيجات الجماعية»

قرية واحدة في الباحة احتفلت بزواج 50 من شبابها وفتياتها في ليلة واحدة

السعوديون يتجهون إلى الزيجات الجماعية بسبب قصر الإجازة واقتراب رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

دفع قصر الإجازة وقرب شهر رمضان السعوديين إلى التوجه إلى الزيجات الجماعية اختصارا للوقت والجهد، في ظل ارتفاع مهول تشهده قصور الأفراح والذهب والمشتريات نتيجة لهذا الضغط في فترة لا تتجاوز 15 يوما، وهي الأخيرة من شهر شعبان.

ولا يقتصر الأمر على مدينة دون أخرى، إذ شهد الأسبوع قبل الماضي احتفالات زواج جماعية بمباركة أمراء المناطق في كل من جدة والرياض والشرقية.

وتسجل المناطق جنوب السعودية تفاعلا مع الزيجات الجماعية، وفي مقدمتها منطقة الباحة، حيث كانت الأغلبية في سنوات مضت تحرص على إقامة زيجاتهم فرديا، وهو ما تغير هذا العام، إذ وصلت بعض الزيجات إلى نحو 36 عروسا وعروسة في يوم واحد، وسط حفاوة ودعم لهذه الفكرة الاقتصادية من المسؤولين في أغلبية المدن السعودية.

وهنا يعلق أحمد كرات الزهراني، والد أحد العرسان، بقوله: «انتقلنا من مكة والطائف إلى الرياض مقر سكن أهل العروس، نتيجة لارتباطنا بالزواج الجماعي الذي احتفلنا فيه بأربعة عرسان في ليلة واحدة في أحد قصور الرياض للأفراح».واعتبر الزهراني أن الزيجات الجماعية سنة حسنة، بأن يتفق مثل هذا العدد أو أكثر ليحتفلوا مرة واحدة في ليلة واحدة تختصر عليهم الشيء الكثير من تكاليف ليلة الزواج، وخاصة في ظل غلاء قصور أفراح المدن، كما يسهم في الاستفادة من الوقت والتفرغ للاستمتاع بالإجازة في ظل قصرها هذا العام، مؤكدا «أن الزواج الجماعي يخفف نفقات الزواج إلى 50% في ليلة الاحتفال».

ويعترف الدكتور هجاد الغامدي، مستثمر في مجال قصور وقاعات الأفراح في الباحة، بأن خسائر نجمت عن هذا التوجه، ويقول: «تقلصت الفرص الاستثمارية إلى 50% الأعوام الأخيرة فضلا عن توقف نشاطها طوال العام بالنسبة إلى قصور الأفراح والاستراحات التي تنتشر بالعشرات في المنطقة، مما نشط برامج الزواج الجماعي الذي طبق في عدد من القرى تحت مظلة الجمعيات الخيرية والتعاونية والاجتماعية في سبيل تيسير الزواج وتكاليفه».

وأضاف «أن ذلك يعني جمع أكثر من زواج في ليلة واحدة، وبالتالي تنخفض قيمة غلاء الإيجارات إلى خمسين في المائة فتكون الخسارة مؤكدة على صاحب القصر ومربحة للعرسان، إلا أن بعض العادات في القرى تحد من الزواج الجماعي لقلة الوعي لدى البعض».

وفي ظل الزيجات الجماعية وارتفاع أسعار الذهب قل التركيز والاهتمام على المظاهر بشكل كبير، إذ يكون الحرص من قبل الجميع على سير الأمور بشكل صحيح أهم وسط تأكيدات من مستثمرين في أسواق الذهب بتراجع مبيعاتهم هذا العام، وهو ما يؤكده سحمان الغامدي أحد باعة الذهب لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «إن محلات بيع الذهب في المنطقة سجلت تراجعا كبيرا في عمليات البيع والشراء بسبب ارتفاع أسعاره بين 128 - 170 ريال للغرام الواحد المتوقع ارتفاعه لأكثر من مائتي ريال مستقبلا». مضيفا «ارتفعت قيمة بعض أنواع الطقوم من سبعة آلاف ريال إلى أكثر من ثلاثة أضعاف هذا السعر، مما جعل المشترين يحجمون عن الأوزان الثقيلة واكتفائهم بالأوزان الخفيفة وتقليص أعداد الغوايش والرشارش والخواتم وبعض المصنوعات الذهبية الأخرى».

إلى ذلك، يؤكد حسن بن محمد لبزان، رجل أعمال وأحد أبرز الناشطين في مساعدة مشاريع تيسير الزواج ورعاية الاحتفال به هذا العام والتكفل بنفقاته في قرية قرن ظبي إحدى قرى الباحة «لدينا برنامج يتبع الجمعية الخيرية والتنمية الاجتماعية في القرية أسهم في تيسير زواج الشباب والفتيات، حيث شهدت القرية زواجين فقط في عامين قوامهما قرابة مائة شاب وفتاة».

وأضاف: «لدينا اتفاقية تحدد المهر للثيب والبكر وقانون عقد النكاح التزمه أهالي القرية منذ أكثر من عشر سنوات صدق من الجهات الرسمية». منوها بالزيجات الجماعية ومطالبا المجتمع بتطبيقها في القرى والمدن لما فيها من فوائد للعرسان وأهاليهم، حيث توفر مبالغ كبيرة وتكاليف على العرسان».

وبين «أن الزيجات الجماعية أسهمت في تقليص عدد أيام الزواج وتكلفة القصور وتخليص المجتمع والأسر من كثرة الالتزامات والترتيبات الخاصة بالنساء اللاتي يشاركن في الأفراح كل ليلة طوال فترة الصيف من باب المجاملة الاجتماعية، مما يعيق تمتعهم بالإجازة التي من الضروري استثمارها في زيارة الأقارب والأصدقاء والتجول بالأسر والأطفال في الغابات ومناطق الاصطياف والتعرف على المواقع السياحية ومستجداتها».