محكمة فرنسية تكشف زيف صوت المغني بلاستيك برتران

شريكه اشتكى أنه المغني الحقيقي في الأسطوانة التي حصدت الملايين

TT

يبدو أن شخصية الكاتب الفرنسي سيرانو دي بيرجيراك، التي ألهمت المؤلف إدمون روستان في مسرحية شهيرة تحمل الاسم نفسه، تعيد نفسها مجددا، بعد قرون على رحيلها، فقد كان سيرانو يخجل من مواجهة حبيبته بسبب أنفه الكبير، فعمد إلى إرسال أشعار الغرام إليها بواسطة صديق له زعم أنه كاتبها. وقد قضت محكمة فرنسية، أمس، بأن المغني الحقيقي لأسطوانات المغني بلاستيك برتران هو شريكه المنتج الموسيقي لو دبريك، وكان بلاستيك يظهر على المسارح لكي يؤدي بطريقة «البلاي باك» النصوص المسجلة بصوت دبريك.

بلاستيك برتران، واسمه الحقيقي روجيه جوريه، المولود في بروكسل، عاصمة بلجيكا، لأب فرنسي وأُم من أوكرانيا، كان قد حظي بشهرة واسعة أواخر سبعينات القرن الماضي بعدما أصدر أسطوانة بعنوان «أنا بخير»، بيع منها أكثر من 8 ملايين نسخة.

ولكن بعد ذلك النجاح غير المتوقع، رفع دبريك، شريكه ومنتجه والرجل الذي اختار له اسمه الفني، دعوى أمام القضاء يطالب فيها بحقه كمغنٍّ حقيقي للأسطوانة. وصدر حكمان قضائيان في بلجيكا لصالح برتران، لكن تطور تقنيات التسجيل وتفكيك الصوت دفع المدعي إلى تحريك دعواه من جديد أمام القضاء الفرنسي هذه المرة. وانتدب القاضي خبيرين في الصوت لدراسة الجانب الفني في القضية، وكان رأي الخبيرين أن صاحب الصوت يتكلم بلكنة القاطنين في مدن جنوب بلجيكا، أو شمال فرنسا، وليس بلكنة أهل العاصمة بروكسل.

وكان أول تعليق لبلاستيك برتران على الحكم أنه سخر منه، قائلا إن الخبراء قرروا أن المغني يتكلم بلهجة «الشتي»، وبالتالي فإنه الممثل داني بون. وكان داني بون، المولود في شمال فرنسا، قد أخرج وأدى الدور الرئيسي في فيلم بعنوان «الشتي»، أي لغة أهل الشمال. وأضاف المغني المزعوم أن القضاء البلجيكي، ممثلا في محكمة الاستئناف في بروكسل، قال كلمته مرتين في هذه القضية ولا يمكن نقض حكمه. أما الشريك الذي يؤكد أنه المغني الفعلي فقد كشف في مقابلة صحافية أمس أنه صاحب الصوت، أيضا، في الأسطوانات الأربع الأولى لبلاستيك برتران التي أطلقتها شركة «فوغ» الفرنسية، قبل أن تضرب أغنية «أنا بخير» ضربتها وتحقق عائدات بالملايين. وأضاف أن بلاستيك كان قد أجرى اختبارين للصوت، وقتها، لكنه لم ينجح لأن القائمين على الشركة لم يجدوا لديه خامة مميزة.