رئيس الوزراء الصومالي: تورا بورا جديدة في شمال شرقي البلاد

رئيس تحالف المعارضة الصومالية: إرسال مزيد من القوات الأفريقية خطأ كبير

TT

حذر رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد شارماركي من تحول المرتفعات الجبلية بشمال شرقي الصومال إلى تورا بورا جديدة. وقال في تصريحات صحافية أدلى بها في مقديشو «إن الجماعات الإسلامية المتشددة في الصومال، وخاصة حركة الشباب تتطلع لتحويل المرتفعات الجبلية المطلة على خليج عدن وباب المندب ومنطقة الركن الجنوبي الغربي للجزيرة العربية إلى «تورا بورا» جديدة. مؤكدا أن الاستقرار الإقليمي في خطر متزايد ما لم تتم معالجة الوضع في الصومال بشكل فوري. وأضاف شارماركي «المتشددون كانوا يخططون منذ فترة لإنشاء معاقل ومعسكرات للتدريب في جبال غال غالا القريبة من مدينة بوصاصو، لتحويل تلك الجبال الأكثر وعورة إلى معقل لفرع تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا». وتابع قائلا «في حال تمكن المسلحون الإسلاميون من تحقيق طموحاتهم لبسط سيطرتهم على المرتفعات الجبلية في جبال غال غالا، فإن المنطقة ستتحول إلى مركز عمليات كبرى لـ(القاعدة)، تنطلق منه لاستهداف دول المنطقة والعالم».

وأكد رئيس الوزراء الصومالي أيضا أن محمد سعيد أتم، وهو أحد زعماء الجماعات الإسلامية المسلحة في الصومال، وميليشياته التي تتحصن في جبال بوصاصو لديها علاقات مع «القاعدة»، كما أنها فرع حركة الشباب في شمال البلاد، وقال «إن سعيد أتم مرتبط بعدد من الشبكات الإرهابية حول العالم، كما أنه ذراع حركة الشباب في شمال البلاد». وتتميز سلسلة جبال «غوليس» الممتدة في المنطقة الواقعة بشمال الصومال، ما بين إقليم بونت لاند وإقليم أرض الصومال، (أعلن الانفصال عن الصومال عام 1991) وتطل على خليج عدن ومضيق باب المندب بوعورة تضاريسها، إضافة إلى كهوفها ومغاراتها الكثيرة التي توفر للمتطرفين معاقل سرية تجعل من الوصول أو الدخول إليها أمرا في غاية الصعوبة، الأمر الذي أثار مخاوف البعض من أن تتحول هذه الجبال إلى تورا بورا جديدة. وكان القيادي الإسلامي المتشدد محمد سعيد أتم - وهو تاجر أسلحة بارز يتنقل ما بين الصومال واليمن وله صلات مع مجموعات القرصنة - يدرب في جبال غال غالا منذ سنوات متمردين إسلاميين، مستفيدا من طبيعة هذه الأرض الجبلية.

وقال شهود عيان وسكان في مرتفعات غال غالا «إن ما بين 400 – 600 من المقاتلين الإسلاميين، ومن بينهم عدد من الجهاديين الأجانب كانوا يتدربون بشكل منتظم في جبال المنطقة وكانوا يمارسون نوعا من الاستعراض العسكري، بعضهم على متن شاحنات حاملين أسلحة ثقيلة ومنصات لإطلاق الصواريخ. وقال عبدي عمر، أحد سكان غال غالا «المسلحون الإسلاميون في هذه المرتفعات يملكون معسكرات تدريب عديدة داخل الكهوف حيث يدربون شبان المنطقة، ورفعوا راية حركة الشباب المجاهدين السوداء في المنطقة. من جهتها أكدت سلطات الأمن في أرض الصومال عن علمها بتحركات متشددين إسلاميين مرتبطة بتنظيم القاعدة في جبال سناغ الشرقية، وأن قواتها جاهزة وفي حال تأهب قصوى. وقال مسؤول عسكري في أرض الصومال، رفض الكشف عن اسمه «قواتنا الأمنية على أتم الاستعداد لصد أي هجوم محتمل من قبل هؤلاء الإرهابيين الذين يتطلعون لتحويل جبال سناغ إلى معقل للإرهابيين ويخططون لزعزعة استقرار المنطقة. وأردف قائلا «الأمر يشبه حالة تورا بورا في أفغانستان»، في إشارة إلى سلسلة الكهوف الجبلية التي تتميز بها المنطقة.

من جهة اخرى حذر زكريا محمود حاج عبدي رئيس «تحالف إعادة تحرير الصومال»، من إرسال مزيد من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم) إلى هناك، في وقت تزداد فيه استجابة كثير من الدول الأفريقية والغربية لمطالب الرئيس الانتقالي الشيخ شريف شيخ أحمد بالحصول على مساعدات عسكرية وأمنية ومالية لمواجهة المتمردين الإسلاميين.

وقال زكريا عبدي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة البريطانية لندن التي يزورها حاليا بمناسبة تدشين مكتب لـ«تحالف إعادة تحرير الصومال» الذي يتخذ من العاصمة الإريترية أسمرة مقرا له: «ليس هناك ما يسمى بقوات حفظ السلام في الصومال. هذه قوات منحازة تدافع عن حكومة غير موجودة أصلا، وتدافع عن قيادة لم يخترها الشعب الصومالي.. قيادة خائنة شكلت خارج البلاد».

وشن زكريا هجوما حادا على الرئيس الصومالي الشيخ شريف ووصفه بـ«الخائن والعميل». وقال: «كان مجندا من أعداء الصومال من الإثيوبيين والمخابرات الأجنبية. هذا معروف وقديم».

يشار إلى أن الشيخ شريف ترأس تحالف المعارضة الصومالية الذي أسس في أسمرة عام 2007 بعد غزو الجيش الإثيوبي للصومال وانهيار المحاكم الإسلامية نهاية عام 2006.

وكان زكريا عضوا في تحالف أسمرة قبل أن ينخرط الشيخ شريف في اتصالات مع الأمم المتحدة ويوافق على الانضمام لمسيرة المصالحة الوطنية التي أفضت إلى انتخابه في جيبوتي العام الماضي رئيسا للبلاد لفترة انتقالية تنتهي العام المقبل.

لكن زكريا قال إنه لا يعترف بالشيخ شريف رئيسا للبلاد، وحذر من مغبة إرسال مزيد من القوات الأفريقية إلى الصومال، وأضاف: «الصومال للصوماليين، وهم لا يريدون هذا الرجل. إنه لا يعرف كيف يدير بيته، إنه فاشل ويجب أن يستقيل. ليس ممكنا أن تقود حركة تحرير وطنية وتكون خائنا لبلدك».

وأكد زكريا رفضه الانضمام إلى عملية المصالحة الوطنية. وقال: «نحن نرفض الاقتتال بين الصوماليين، وقوتنا هي عموم الشعب الذي يرفض المشهد السياسي الراهن في البلاد». ودعا «الدول العربية، خاصة مصر والسعودية، إلى لعب دور أكبر لمساعدة الصوماليين في وضع حد للاقتتال الداخلي والحرب الأهلية المشتعلة منذ عام 1991 التي أدت إلى تدمير الأخضر واليابس».