الجيش الإسرائيلي يرفض التخلي عن التدريب في رومانيا الشبيهة بإيران في تضاريسها

عقب مقتل سبعة ضباط في تحطم طائرة هليكوبتر عسكرية

TT

رفضت قيادة الجيش الإسرائيلي، أمس، دعوات لوقف تدريباتها العسكرية في رومانيا، وذلك عقب تحطم المروحية ومقتل سبعة ضباط وطيارين إسرائيليين كانوا على متنها. وقالت إن هذه التدريبات ضرورية وحيوية لمصالح إسرائيل الأمنية، خصوصا بعد التوتر مع تركيا وخطر منع الجيش الإسرائيلي من التدريب على أراضيها.

وكشفت مصادر عسكرية في تل أبيب، أمس، أن سلاح الطيران يجري تدريبات في رومانيا وعدد آخر من دول أوروبا منذ بضع سنوات. وأن التدريبات في رومانيا كانت محدودة للغاية، إلا أنه عقب التوتر الإسرائيلي التركي، أصبحت رومانيا هدفا مفضلا لسلاح الجو. وحسب العقيد شرغا يعري، وهو ضابط تدريبات في جيش الاحتياط، فإن للتدريب في رومانيا عدة امتيازات، أهمها أن هناك سفرا طويلا والطائرات الإسرائيلية تحتاج إلى التدرب على الطيران لمسافات بعيدة، وتضاريس رومانيا مهمة جدا لأنها شبيهة بتضاريس دول معادية قد تدخل إسرائيل معها في حرب.

وبدا واضحا من هذا الوصف أن إيران هي المقصودة. فالتدريبات الإسرائيلية المكثفة في رومانيا حاليا وفي تركيا قبلها، تتم على أساس ضرب أهداف تقع في مناطق بعيدة وفي مناطق ذات جبال شاهقة الارتفاع وفي أحوال طقس باردة ومتقلبة. ولكن إسرائيل ليست معنية بالحديث عن ذلك حتى لا تتعرض رومانيا لضغوط لوقف هذه التدريبات. وكانت طائرة الهليكوبتر الإسرائيلية قد تحطمت مساء أول من أمس، خلال تدريب مشترك لسلاحي الجو الإسرائيلي والروماني. وحملت الطائرة أربعة طيارين وعاملين ميكانيكيين وضابط طيران رومانيا. وقطع الاتصال بالطائرة، والطائرة المرافقة. وعلى ما يبدو، فإنها تحطمت على أثر ارتطامها بقمة أحد الجبال الشاهقة في المكان، وسقطت في واد بعمق كيلومترين من قمة الجبل. ومع أن البحث عن ناجين لم ينته بعد، فقد أعلن الناطق العسكري الإسرائيلي في تل أبيب، أمس، أن الاعتقاد السائد هو أن جميع ركاب الطائرة السبعة قد قتلوا. وجرى تأكيد ذلك لاحقا.

وكانت قوات إنقاذ إسرائيلية تلقت تصريحا خاصا من السلطات الرومانية، حتى تأتي للمشاركة في عمليات الإنقاذ، ولكنها اضطرت إلى البقاء داخل معسكر، لأن منطقة سقوط الطائرة صعبة للغاية والرياح والأمطار الغزيرة لا تتيح العمل. والتفتيش فيها قد يؤدي إلى كوارث أخرى. وفي رد على الصحافيين، رجح الناطق الإسرائيلي أن يكون سبب سقوط الطائرة هو خطأ إنساني، حيث إن معظم الكوارث التي حلت بطائرات من هذا النوع وقعت نتيجة أخطاء كهذه وليس نتيجة لخلل فني. فطائرة «يسعور» هذه، حسب قوله، هي أفضل طائرات الهيلكوبتر العسكرية في العالم. وإسرائيل تستخدمها منذ سنة 1969، وتخطط لمواصلة استخدامها حتى 2025.

ولكن حادثة رومانيا ليست هي الأولى في هذه الطائرة، وقد شهدت إسرائيل عدة حوادث في الماضي بسببها. ففي سنة 1977 اصطدمت إحدى الطائرات بقمة جبل في غور الأردن، خلال تدريبات عسكرية، فقتل جميع ركابها وعددهم 54 جنديا وضابطا، 44 منهم من سلاح المظليين والباقون من طاقم الطائرة. وفي نفس العام اصطدمت طائرتان ببعضهما في الجليل فقتل جميع ركابهما وعددهم 77 ضابطا وجنديا.