كاميرون ينتقد بشدة العراقيل أمام ضم تركيا إلى أوروبا

حدد 3 فئات تعارض الانضمام.. وقال إن الاتحاد الأوروبي عرف بمبادئه لا بدينه

كاميرون وأردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة أمس (إ.ب.أ)
TT

أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن «غضبه» حيال العراقيل التي تحول دون انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك خلال زيارة رسمية أمس إلى أنقرة. وحدد 3 فئات قال إنها تعارض عملية الانضمام، قبل أن يشدد على رفضه لصراع الحضارات، ويؤكد أن الاتحاد الأوروبي عرف بمبادئه لا بدينه.

وقال كاميرون في كلمة ألقاها أمام رجال أعمال: «عندما أفكر فيما قامت به تركيا للدفاع عن أوروبا بصفتها حليفا في الحلف الأطلسي، وما تقوم به الآن في أفغانستان إلى جانب الحلفاء الأوروبيين، يغضبني أن أستنتج أن مسيرتكم نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يمكن أن تتأخر بالطريقة التي حصلت فيها». وأضاف كاميرون «أعتقد أنه من الخطأ القول إن تركيا يمكنها أن تتولى الحراسة أمام المعسكر، لكن دون السماح لها بدخول الخيمة. سأدافع بثبات من أجل انضمامكم إلى الاتحاد الأوروبي ومن أجل مزيد من التأثير على طاولة الدبلوماسية الأوروبية».

وتنشر تركيا أكبر قوات في الحلف الأطلسي من حيث عددها بعد الولايات المتحدة، وهي دولة أساسية في هذه المنظمة. كما تنشر 1800 جندي في قوة «إيساف» التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

ورحبت المفوضية الأوروبية بتصريحات كاميرون، وأكدت مجددا أن أنقرة تتمتع بفرصة للانضمام إلى الكتلة الأوروبية. وقال متحدث باسم المفوضية أمس إن المفوض لشؤون التوسيع، ستيفان فولي، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون كانا في تركيا في 13 يوليو (تموز) الحالي، حيث «أكدا احتمال انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي». وأضاف «لا يمكننا في هذا الصدد سوى الترحيب بالإرادة التي يتمتع بها رئيس الوزراء كاميرون لدفع هذا الإجراء».

وتابع المتحدث أن المفوضية «أعربت أيضا عن الأمل في إمكان فتح المزيد من فصول المفاوضات هذه السنة إذا ما استوفت تركيا الشروط الضرورية». وأضاف «بالتأكيد، محرك كل هذا الإجراء هو الإصلاحات التي تحصل في تركيا».

وتتقدم مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي التي بدأت في 2005 ببطء بسبب معارضة فرنسا وألمانيا. ويتخوف هذان البلدان من دخول بلد يبلغ عدد سكانه 73 مليون نسمة جميعهم من المسلمين تقريبا إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال كاميرون أمس «هل تعرفون من قال هذا: إنه بلد غير أوروبي، تاريخه وجغرافيته واقتصاده وزراعته وطابع شعبه. كل شيء مختلف. إنه شعب لا يمكنه أن يصبح جزءا من الاتحاد الأوروبي رغم مطالبه وربما قناعاته؟». وتابع «الجنرال ديغول قال ذلك في حديثه عن بريطانيا قبل أن يعارض انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي. نعلم ما يعني أن نستثنى من مجموعة. لكننا نعلم أيضا أن هذه الأمور يمكن أن تتغير».

وتدعم لندن منذ زمن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ووعدت حكومة ديفيد كاميرون بتعزيز العلاقات مع أنقرة. وأكدت كل من فرنسا وألمانيا معارضتهما لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وتفضل إقامةA «شراكة مميزة» مع هذا البلد. وأول من أمس، أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بيار لولوش في بروكسل «إننا نؤيد متابعة المفاوضات لكننا لا نؤيد نتيجتها» أي الانضمام. كما اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في حديث لصحيفة «بيلد» الألمانية أمس عشية زيارة لإسطنبول، أن تركيا ليست ناضجة بما فيه الكفاية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ويعارض حزب المحافظين الذي يتزعمه كاميرون بشدة الاندماج السياسي الوثيق داخل الاتحاد الأوروبي ويرى في الاتحاد بالدرجة الأولى سوقا مشتركة يجب أن تكرس للتجارة الحرة. وقال كاميرون أمس إن من يعارض انضمام تركيا للاتحاد هم 3 فئات: الذين يفرضون وصايتهم ويرون في القوة الاقتصادية لتركيا خطرا عليهم، و«المستقطبون» الذين يرون أن على تركيا أن تختار بين الشرق والغرب، والمنحازون الذي يسيئون فهم الإسلام. وطالب كاميرون بضم تركيا للاتحاد لأنها تحديدا دولة علمانية ذات غالبية مسلمة، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي عرف بمبادئه لا بدينه.

وأعربت الولايات المتحدة وقادة أوروبيون عن قلقهم من أن يروا تركيا تتجه نحو الدول المجاورة المسلمة، خصوصا إيران، بعد أن استاءت من بطء وتيرة عملية الانضمام. وازداد هذا القلق مع رفض أنقرة التصويت في مجلس الأمن الدولي على عقوبات جديدة ضد إيران التي تتهمها الدول الغربية بأنها تسعى لامتلاك السلاح النووي.