الأسد ولوكاشينكو يتمسكان بحل دبلوماسي للملف النووي الإيراني

سورية وبيلاروسيا تدعوان لانضمام إسرائيل إلى المعاهدة النووية

TT

أعلنت سورية وبيلاروسيا تمسكهما بالتوصل إلى «تسوية للوضع حول برنامج إيران النووي السلمي بالطرق الدبلوماسية». بعد إعلان الجانب البيلاروسي دعمه فكرة إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، وكانت سورية قد قدمت مشروعا بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن عام 2003. كما أكد الجانبان السوري والبيلاروسي على أهمية توقيع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية و«ضرورة انضمام إسرائيل إلى هذه المعاهدة بصفة دولة غير نووية ووضع منشآتها النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية». دون أن ينفي ذلك اعتراف الجانبين «بحق جميع دول العالم بما فيها إيران في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا لأحكام معاهدة عدم الانتشار للأسلحة النووية» مع الإشارة إلى الأهمية الكبيرة «لتوفير أمن الطاقة المتساوي لدى جميع الدول وضرورة تفعيل التعاون الدولي لدى منظمة الأمم المتحدة بغرض تأمين وصول واسع لجميع الدول إلى تكنولوجيات استخدام مصادر الطاقة البديلة والمتجددة» وفي بيان مشترك صدر في ختام زيارة رسمية للرئيس السوري بشار الأسد إلى بيلاروسيا يوم أمس الثلاثاء. أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس ألكسندر لوكاشينكو ولقاءات مع عدد من كبار المسؤولين في بيلاروسيا دعا الجانبان إلى «إصلاح منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بما يعكس الوقائع السياسية والاقتصادية المعاصرة» وذلك من أجل العمل على «إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدالة وديمقراطية والتزاما بمبادئ القانون الدولي» وبما «يسهم في تحقيق السلام والأمن والاستقرار».

وتناولت مباحثات الأسد في بيلاروسيا «العلاقات الثنائية وآفاق تطوير وتوسيع كافة وجوه التعاون» وسبل الارتقاء به إلى مستويات أوسع لتحقيق «شراكة استراتيجية» واستثمار الطاقات الكبيرة الكامنة للعمل الثنائي المشترك. وأعرب الجانبان عن الارتياح لزيادة التعاون ذي المنفعة المتبادلة بين مؤسسات البلدين وأشارا إلى ضرورة توسيعه وأكدا العزم على مواصلة التحضير للانتقال إلى «نظام التجارة الحرة بين البلدين» حيث أيد الجانب البيلاروسي سعي الجانب السوري إلى إقامة منطقة تجارة حرة بين سورية وجميع دول الاتحاد الجمركي (بيلاروسيا وروسيا وكازاخستان) وشدد الجانبان على أولوية إقامة مشاريع استثمارية مشتركة وتطوير التعاون الاستثماري بينهما في مجال بناء الآلات وأهمية توسيع العمل المشترك في المجال الزراعي والبناء السكني والبتروكيماويات وتحفيز دور مجلس رجال الأعمال السوري البيلاروسي.

كما نقل البيان عن الجانب البيلاروسي تقديره «عاليا» المبادرة الخاصة بإقامة «تعاون استراتيجي بين سورية وتركيا ولبنان والأردن» وإبداء اهتمامه «باستغلال الميزات المرتبطة بهذا التعاون لتعزيز العلاقات مع كل من سورية وتركيا ولبنان والأردن على المستوى الثنائي كما على المستوى متعدد الأطراف». كما اتفقت سورية وبيلاروسيا على « تطوير علاقات التعاون في مجالات الأمن والدفاع وتوسيع التعاون الثنائي بين وزارتي الداخلية في البلدين» و«مواصلة التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله» وفيما يخص السلام والوضع في منطقة الشرق الأوسط دعا البيان إلى «انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل وجميع الأرضي العربية الأخرى حتى خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة». ودعا الجانبان إلى «استئناف عملية السلام من أجل الوصول إلى السلام العادل والشامل في هذه المنطقة على أساس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية».

وجدد الجانبان استعدادهما لمواصلة العمل على تعزيز الدور الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة كآلية لضمان السلام العالمي والأمن والتعاون ودعمهما لمواصلة الإصلاحات في المنظمة بهدف رفع فاعليتها وقدراتها. كما أيد الجانبان تعزيز مبدأ التضامن في إطار حركة عدم الانحياز والموقف الموحد لدولها في هيئة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية وتنمية مختلف أوجه العمل المشترك بين الدول الأعضاء في الحركة.