البيت الأبيض والبنتاغون يقللان من أهمية الوثائق السرية

تعيد إلى الأذهان «أوراق البنتاغون»

TT

في حين قلل البيت الأبيض والبنتاغون من أهمية الوثائق السرية عن حرب أفغانستان التي نشرت أول من أمس، قال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن الوثائق تعيد إلى الأذهان «بنتاغون بيبرز» (أوراق البنتاغون) التي نشرت سنة 1971، وأوضحت للشعب الأميركي المصاعب التي تواجهها القوات الأميركية في فيتنام، وكانت نقطة تحول في رأي الأميركيين حول الحرب مما عجل بانسحاب القوات الأميركية.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: «كشفت هذه الكمية العملاقة من الوثائق عن كتابات رسمية عسكرية تعيد إلى الأذهان تساؤلات عن منطق تدخل أميركا في حرب غامضة، وبعيدة، واستمرت سنوات كثيرة، تماما مثلما كشفت (أوراق البنتاغون)».

وأضافت: «لكن، بينما أوضحت (أوراق البنتاغون) عدم مصداقية إدارة الرئيس جونسون لأنها كشفت معلومات كانت خافية، قال مسؤولون في إدارة الرئيس أوباما إنهم لم يخفوا شيئا عن الشعب الأميركي حول معوقات حرب أفغانستان، وإنهم قالوا مرات كثيرة إنها ليست سهلة».

وكتبت الصحيفة رأيا رئيسيا عنوانه: «لم تكشف وثائق (ويكيليكس) عن حرب أفغانستان أشياء كثيرة». وكانت عناوين آراء ثلاثة من كتاب الأعمدة فيها كالآتي: «هل كانت هذه أسرارا؟» و«عرفنا ما كان معروفا» و«لنستمر في خطتنا.. لننتصر ثم نتفاوض». لكن، قال دانيال ألسبيرغ، خبير البنتاغون والأستاذ الجامعي الذي سلم «أوراق البنتاغون» إلى صحيفة «نيويورك تايمز» سنة 1971: «يوجد تشابه كثير بين الاثنتين. هذه أكبر وثائق سرية تكشف منذ (أوراق البنتاغون). بل هي أكبر حجما. شكرا لـ(الإنترنت)، نشرت الوثائق حول العالم بين يوم وليلة».

وفي حين لم ينف ألسبيرغ أن نشر وثائق حرب فيتنام أحدث ردود فعل قوية بالمقارنة مع نشر وثائق حرب أفغانستان، قال إن النتيجة واحدة، وهي «زيادة الشكوك في قدرة القوات الأميركية على النصر»، وأضاف: «حتى لو استطاع كل أميركي أن يقرأ كل وثيقة من هذه التسعين ألف وثيقة، لا أعتقد أن الأغلبية ستقول إننا يجب أن نستمر في هذه الحرب. وأن نرسل ثلاثين ألف جندي إضافي، وأن نصرف بلايين الدولارات، بعد أن صرفنا، حتى الآن، ثلاثمائة بليون دولار».

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن وثائق حرب فيتنام، على الرغم من التشابه في النتيجة، تختلف عن وثائق حرب أفغانستان في أكثر من جانب؛ أولا: كانت عشرة آلاف صفحة تقريبا، بينما وثائق حرب أفغانستان أكثر من تسعين ألف وثيقة. ثانيا: كانت تقريرا عملاقا كتبه خبراء في البنتاغون، بينما هذه رسائل وتقارير قصيرة كتبها جنود في ساحة الحرب. ثالثا: قدمت خلفية تاريخية للحرب من ثلاثة أجزاء، بينما هذه رسائل يومية. رابعا: في الجزء الأخير، قيمت الحرب، وقالت إنها لن تقود إلى النصر، بينما هذه لم تقيم الحرب، وإن كانت نبرتها تشاؤمية. وبينما تنوعت عناوين الصحف الأميركية أمس عن الوثائق بين تركيز على فساد حكومة الرئيس حميد كرزاي، وتعاون الاستخبارات الباكستانية مع طالبان، واستعمال طالبان صواريخ لإسقاط طائرات أميركية؛ اتفقت عناوين الصحف الأميركية بعد نشر «أوراق البنتاغون» على أن الرئيس جونسون كذب على الشعب الأميركي، وأخفى كثيرا من المعلومات عن حرب فيتنام.