أوباما يحذر من «ضجيج» استطلاعات الرأي قبل انتخابات نوفمبر

آخر استطلاع: 46% يريدون التصويت للجمهوريين مقابل 44% للديمقراطيين

الرئيس الأميركي باراك أوباما يتوسط رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية هاري ريد في مجلس الشيوخ في البيت الابيض أمس (أ.ب)
TT

يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما مصاعب في الإبقاء على شعبيته مرتفعة وسط الشعب الأميركي خاصة مع بلوغ نسبة البطالة 9.5 في المائة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «رويترز» بالتعاون مع معهد «ايبسوس»، أن 48 في المائة من الأميركيين فقط يؤيدون أوباما، وسط مؤشرات على تأثير تراجع شعبيته على حظوظ الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأفاد الاستطلاع أن 46 في المائة من الناخبين ينوون التصويت لصالح الجمهوريين في الانتخابات الدورية، بينما 44 في المائة فقط ينوون التصويت للديمقراطيين. ومن اللافت أن 72 في المائة من الجمهوريين أكدوا عزمهم التصويت في انتخابات نوفمبر، بينما أبدى 49 في المائة فقط من الديمقراطيين نيتهم التصويت، مما يعطي الجمهوريين فرصة أكبر في الانتخابات. وتراجع نسبة الديمقراطيين الذين ينوون المشاركة في الاقتراع يشير إلى الإحباط في بعض الأوساط الديمقراطية من أداء ممثليها في الحكومة والكونغرس.

وأشار أوباما في تصريحات صحافية مقتضبة أمس إلى استطلاعات الرأي ونتائجها غير الإيجابية لصالحه، معتبرا أنها «ضجيج» يجب ألا يحتكر تفكير ورأي الناخبين. وقال أوباما: «ضجيج استطلاعات الرأي عادة ما يغرق كل شيء آخر» في الفترة المقبلة قبل الانتخابات. وكان أوباما قد التقى أمس مع قادة الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري قبل انتهاء دورة الكونغرس الحالية، حيث بحثوا الوضع الاقتصادي والأوضاع في أفغانستان.

وأفاد استطلاع «رويترز» و«ايبسوس» أن 67 في المائة من الناخبين يعتقدون أن أوباما لم يركز بالشكل المطلوب على خلق فرص العمل، مما يجعل غالبيتهم غير راضين عن معالجته للأزمة الاقتصادية. ويقر أوباما بأهمية خلق فرص العمل وهو أمر يحاول التركيز عليه في تصريحاته خلال الأشهر الماضية. وقال أمس إنه بحث مع قادة الكونغرس «إمكانية خلق فرص العمل التي يحتاجها الناس»، متعهدا بدعم الشركات الصغيرة. وأضاف أن هناك خطوات يحاول اتخاذها «يدعمها الحزبان»، بما فيها تخفيف عبء الضرائب عن الشركات الصغيرة. ومن المتوقع أن تتخذ إدارة أوباما سلسلة من القرارات لمساعدة الشركات الصغيرة على أمل كسب تأييد أصحابها في الانتخابات التشريعية المقبلة.

ولا تشكل نتائج استطلاع «رويترز» و«ايبسوس» مفاجأة، إذ انخفضت شعبية أوباما، منذ أشهر، دون الـ50 في المائة بموجب استطلاعات رأي أجرتها عدة معاهد. وبحسب معهد «غالوب»، يؤيد 46 في المائة من الأميركيين عمل أوباما، بينما عبر 47 في المائة خلال استطلاع جرى الأسبوع الماضي عن عدم رضاهم عن الرئيس.

ويسعى الرئيس أوباما إلى كسب بعض المؤيدين اليوم من خلال ظهوره على برنامج «ذي فيو» الصباحي الذي يعتبر من أكثر البرامج شعبية، خاصة بين النساء. وسيكون أوباما أول رئيس يشارك في البرنامج الذي ظهر فيه عام 2008 خلال حملته الانتخابية للرئاسة عندما كان يحظى بتغطية إعلامية واسعة.

من جهة أخرى، أشار أوباما أمس إلى «قلقه» إزاء المعلومات العسكرية السرية التي سربها موقع «ويكيليكز» حول الحرب في أفغانستان. وقال: «إنني قلق من كشف المعلومات الحساسة»، لكن في الوقت نفسه أصر على أنها «لا تكشف قضايا لم تكن مدرجة في تحديد سياستنا تجاه أفغانستان». وكرر أوباما موقف إدارته بأن القضايا التي أثيرت في تسريبات «ويكيليكز» أخذت في عين الاعتبار عند رسم الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان. وأضاف: «لسبع سنوات، كان هناك فشل في تطبيق استراتيجية مناسبة» في أفغانستان، في انتقاد لإدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وطالب أوباما الكونغرس بالمصادقة على ميزانية الحرب في أفغانستان، قائلا: «يجب أن نتأكد من حصول قواتنا على المصادر التي يحتاجونها».

وأمام الكونغرس أجندة مزدحمة هذا الأسبوع، من بحث ميزانية تمويل الحرب في أفغانستان إلى مناقشة قرار إطلاق الليبي عبد الباسط المقرحي المدان في قضية لوكربي، قبل أن تنتهي الدورة الحالية له. وبينما هناك نقاط عمل رئيسية على الأجندة، تبقى الأنظار على استطلاعات الرأي وقياس مزاج الناخب الأميركي للتأثير على طريقة تصويته في الخريف المقبل.