نيويورك: خلاف على بناء مركز إسلامي مثير للجدل بالقرب من «غراوند زيرو»

وسط مساع لإجراء تحقيق حول مصادر تمويله

TT

يريد ريك لازيو، وهو عضو سابق بالكونغرس عن الحزب الجمهوري يسعى لأن يكون حاكم نيويورك المقبل، من المحامي العام بالولاية أن يجري تحقيقا في مصادر تمويل مركز إسلامي مخطط بناؤه في بارك بلاس على بعد مبنيين من موقع مركز التجارة العالمي الذي يعرف اليوم باسم «غراوند زيرو».

وربما ليس من قبيل المصادفة أن المحامي العام هو أندرو كومو، المرشح الديمقراطي لمنصب الحاكم والمرجح أن يفوز في نوفمبر (تشرين الثاني). في الاستطلاعات، نادرا ما يسجل لازيو تقدما. وكانت حملته من أجل جمع تبرعات ضعيفة جدا. وربما حتى لا يحصل على ترشيح حزبه على ضوء التحدي القوي الذي يواجهه من جانب كار بالادينو، وهو متعهد من بافالو له فم يتناسب مع رصيده المصرفي الكبير.

لقد كان لازيو في حاجة إلى قضية تثير الناخبين وربما تضع كومو في موقف صعب. وقد وجد ذلك في موضوع المركز الإسلامي المثير للجدل. ومن ناحية سياسية محضة، لم يكن ذلك خيارا سيئا. لا يشعر البعض بالراحة بسبب المركز، الذي قد يصل ارتفاعه إلى 15 طابقا ويحظى بمباركة من مسؤولين محليين بدءا من العمدة إلى ما دون ذلك. والأسباب مفهومة. وقام بعض المناوئين، ومعظمهم محافظون سياسيون، باستغلال ذلك من خلال تصريحات مثيرة أو مضللة.

وفي الوقت الحالي يوجد سبب لافتراض أن الإمام الذي يقف وراء المشروع، فيصل عبد الرؤوف، لديه مصادر تمويل تكفي لإجراء تحقيق. ولم يظهر كومو اهتماما بذلك. بيد أنه، لن تكون فكرة سيئة لو قام الإمام بفتح أرصدته ليتمكن الجميع من رؤية كيف يمكن جمع المال من أجل بناء مبنى تبلغ قيمته 100 مليون دولار.

وبعيدا عن هذا التحقيق، لقد تعلمنا بالفعل أشياء في الأسابيع الأخيرة. وعلى سبيل المثال، علمنا أن الكثير من الناس ربما كانوا غائبين بسبب مرض ما في اليوم الذي شرح فيه المدرس حروف الجر، يشار إلى المركز على الدوام من جانب بعض المناوئين إلى أنه «مسجد على أرض مركز التجارة العالمي».

وثمة خلاف بشأن وصف المبنى بأنه مسجد، حيث إنه صمم كمجمع له أغراض متنوعة مع تخصيص مكان للمصلين، ولا توجد مئذنة ولا مؤذن ينادي لإقامة الصلاة داخل بارك بلاس.

ولكن، عودة حروف الجر. فهناك حرف الجر «على». لقد استخدم هذا الحرف بصورة خادعة وهدف البعض من ذلك إثارة العواطف. لن يسمح أحد، بغض النظر عن ميوله السياسية، ببناء مسجد على أرض مركز التجارة العالمي. ولكن كلمة «بالقرب» مختلفة تماما، مثلما يعرف أي تلميذ في الصف الرابع الابتدائي.

وثمة شيء آخر تعلمناه، وهو أنه يمكن التخلص من مبادئ سياسية معينة مثل الكلينيكس. يتحدث بالادينو بنفس حديث حركة «حفل شاي» عن النأي بالحكومة عن حياة الأميركيين. ولكن قبل أيام قليلة قال إنه إذا انتخب حاكما فإنه سيصادر العقار الموجود داخل بارك بلاس لإبعاده عن يد المسلمين. ويعد ذلك كثيرا بالنسبة لحكومة لا يسمح لها القانون بالتدخل بقدر كبير في حياة المواطنين، ولا سيما فيما يتعلق بالدين والملكية الشخصية.

وعلمنا أيضا كيف يمكن الاستهانة بالقيم الأميركية الأساسية. ويؤكد بعض المنتقدين أنه يجب ألا يوجد موقع إسلامي في مكان قريب من موقع مركز التجارة العالمي ما دام أنه لن تبنى كنيسة أو معبد يهودي داخل السعودية أو دول أخرى تحكمها الشريعة الإسلامية. وتعلمنا أيضا مؤخرا أن السجين الفيدرالي رقم 84888 - 054 برنارد كريك يعارض هذا المركز بقوة. وقال كريك، وهو شرطي سابق، ذلك من خلال موقع «تويتر» من سجن به إجراءات أمنية متوسطة داخل كامبرلاند في ماريلاند. وخمن متحدث باسم مكتب السجون الفيدرالي أن قريبا أو صديقا ربما بعث بالرسالة، فالسجناء غير مسموح لهم بالاتصال بالإنترنت، ومن بين ذلك موقع «تويتر».

وكان من المثير اكتشاف أن كريك ينظر إلى إنشاء مركز إسلامي بالقرب من أرض مركز التجارة العالمي على أنه شيء يثير الغضب. ربما نتذكر الحديث عن لقاءاته بعد الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) مع ناشرة الكتب جوديث ريغان.

* خدمة «نيويورك تايمز»