يعتبر الجنرال الأميركي المخضرم جيمس ماتيس أن إيران تشكل «التحدي الأكبر على المدى البعيد» في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، المنطقة التي تشرف عليها القيادة الوسطى للجيش الأميركي، التي من المتوقع أن يتولى قيادتها فور مصادقة الكونغرس على ترشيحه لهذا المنصب. وبالإضافة إلى مخاطر تهدد «استقرار المنطقة والعالم» من جراء «سعي إيران لبرنامج أسلحة نووي وتمويل وتسليح وتدريب عملاء مسلحين في المنطقة»، بحسب ماتيس، يعتبر الجنرال الأميركي أن تنظيم القاعدة في اليمن وأفغانستان وباكستان يمثل خطرا حقيقيا تجب معالجته.
ومثل ماتيس أول من أمس أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، ليصادقوا على ترشيحه لقيادة القيادة المركزية خلفا للجنرال ديفيد باتريوس الذي تولى قيادة القوات الأميركية وقوات «إيساف» في أفغانستان بعد استقالة الجنرال ستانلي ماكريستال. وقد خدم ماتيس في الجيش الأميركي لمدة 3 عقود في مناصب مختلفة، آخرها قائد قيادة القوات المشتركة في نورفولك، حتى رشحه الرئيس الأميركي أوباما لهذا المنصب الذي سيشرف من خلاله على 215 ألف جندي أميركي، غالبيتهم في العراق وأفغانستان.
وأكد ماتيس مواصلة الاستراتيجية الأميركية نفسها في أفغانستان على الرغم من تغيير القيادة العسكرية الأميركية فيها، بسبب تصريحات إعلامية لماكريستال انتقد فيها كبار المسؤولين في إدارة أوباما. وقال ماتيس في مستهل شهادته أمام اللجنة «قيادة القيادة المركزية تغيرت، لكن استراتيجيتنا ومهمتنا وتصرفاتنا لم تتغير». وأشار ماتيس إلى تسريب 92 وثيقة عسكرية حول أفغانستان بداية الأسبوع وتأثير ذلك على الرأي العام، قائلا إنه بغض النظر عن التسريبات، الولايات المتحدة مستمرة في استراتيجيتها. وأضاف «أولوية قائد القيادة المركزية المقبلة ستكون ضمانا للجنرال بترايوس، وهو ما يحتاجه للنجاح» في أفغانستان. وفي ما يخص التعامل مع حركة طالبان، حيث تزداد أصوات تطالب بالتصالح من عناصر الحركة الأفغانية، انتقد ماتيس قادة طالبان، وقال إنه في حال تركت طالبان للسيطرة على أفغانستان أو مناطق فيها سيؤدي ذلك إلى انتشار «القاعدة» فيها. وأضاف: «إنني واثق من أن قادة طالبان سيعملون مجددا مع (القاعدة)».
وقال عضو لجنة القوات المسلحة الجنرال جون ماكين إن على القيادة المركزية «مواصلة بناء توازن قوى في الشرق الأوسط لمنع سعي الحكومة الإيرانية للهيمنة الإقليمية وامتلاك قدرة تطوير سلاح نووي».
وستكون أمام ماتيس مهمة تقليص عدد الجنود الأميركيين في العراق وتنفيذ خطة أوباما لإنهاء العمليات الأميركية العسكرية القتالية بحلول نهاية أغسطس (آب) الماضي. وأكد ماتيس للجنة ثقته في صواب قرار سحب القوات الأميركية من العراق لينخفض عددها لنحو 50 ألف جندي، مضيفا «إنني معجب بقوات الأمن العراقية وقدرتهم على إرباك العدو حتى خلال انتقال الحكومة». وتطرقت الجلسة إلى أشكال تأخير تشكيل الحكومة العراقية، لكن من غير المتوقع أن يؤثر ذلك على جدول الانسحاب. ويبقي ماتيس عينه على تنظيم القاعدة والتنظيمات المتعاونة معه. وقال «(القاعدة) والمجموعات المتطرفة الأخرى تشكل تهديدا يهدد منطقة القيادة المركزية ومناطق أخرى، وتهدد اليمن، مما يستوجب ردا متكاملا يؤدي إلى الضغط على كل عناصر شبكة العدو». وتحدث ماتيس عن المشكلات في اليمن، قائلا إن نشاطات «القاعدة» في اليمن «ستكون مشكلة»، وتجب معالجتها الآن بطرق دبلوماسية وعسكرية. وأضاف «إننا نتعامل مع بعض حلفائنا في المنطقة الذين بإمكانهم المساعدة».