فرقة «خوليو بوكا» الأرجنتينية.. أرقصت الجمهور التونسي

مشوار مع تاريخ «التانغو» على مسرح قرطاج الأثري

TT

خلال ساعة وربع الساعة كان كل شيء قد تم. فرقة لا يزيد عدد أفرادها على 10 عناصر قدمت حركات تعبيرية متناسقة وعالية الحرفية لخصت من خلالها تاريخ رقصة التانغو الأرجنتينية الشهيرة.

فرقة «خوليو بوكا» الأرجنتينية، التي ضمت عازفي كمان وعازف قيثارة وعازفة بيانو وعازفة أكورديون تمكنت من إلهاب المسرح الأثري في قرطاج، بضواحي العاصمة التونسية تونس، بنغمات لم يعهدها هذا الفضاء التنشيطي من قبل. وصفق الجمهور لأغان باللغة الإسبانية، لغة الأرجنتين الرسمية، التي لا يفقهها معظمه.. ولكن الموسيقى باعتبارها «لغة العالم» كانت كفيلة بأن تصل إلى القلوب بكل اللغات.

نقاوة الأصوات وعذوبة الأجساد وجمال الرقصات وخفة الحركات كلها ميزات اجتمعت في الفرقة التي قدمت سهرتها مساء الاثنين الماضي على ركح المسرح الأثري في قرطاج.

أسماء مثل إلينورا كاسانو وسيسيليا فيغويريدو وكارينا لوفين وخوليو بوكا أصبح لها عشاقها بين الجمهور التونسي الذي أدهشته هذه النوعية من الرقص المميزة بإيقاعاتها المثيرة البديعة. وصرحت إلينورا كاسانو، نجمة الفرقة، التي كانت تزور تونس لأول مرة، في ندوة صحافية سبقت العرض بأنها سعيدة بلقاء الجمهور التونسي الذي ستواجهه للمرة الأولى، وأضافت أن العرض سيلخص تاريخ رقصة التانغو في خمس لوحات راقصة، وهو ما اكتشفه الجمهور المتابع للعرض.

اللوحة الأولى، التي رجعت بالمتفرجين إلى عام 1860 تاريخ بداية ممارسة التانغو، كانت عبارة عن مجموعة من المشاهد عن الشكل التقليدي لرقصة التانغو سواء من خلال الحركات أو الملابس. وضمت الرقصة ألوانا وإيقاعات مصممة بعناية ملائمة لأجساد رشيقة ممشوقة ممتلئة حيوية ونشاطا، أما تناسق الحركات ودقتها فأوحى للمتفرج بأن معادلة حسابية دقيقة تتحكم في كل الأجساد والويل كل الويل لمن يخطئ في الحساب.

أما اللوحة الثانية، فغطت المرحلة الزمنية الثانية بين عامي 1900 و1920، وهي فترة أصبحت فيها رقصة التانغو مندرجة في سياق اجتماعي مختلف لبلد مثل الأرجنتين، وعرفت بداية انتشار بين الطبقات الارستقراطية وإن كان ذلك بشكل محتشم. ولاحقا جاءت المرحلة الثالثة لتشهد ازدهار هذه الرقصة.. وتحولها إلى ممارسة يومية لشباب بيونس آيرس، حيث انتشرت أغاني التانغو بكثافة وفي كل الأوساط الاجتماعية، كما هاجرت مجموعات من شباب «التانغو» إلى فرنسا والولايات المتحدة.. وهناك حققت مزيدا من الانتشار حتى عام 1930 وهي فترة تاريخية ارتبطت خلالها رقصة التانغو بالفئات المهمشة في المقام الأول بما جعلها تعبيرا عن الخروج عن المألوف الاجتماعي. أما المرحلة الرابعة فامتدت من عام 1940 إلى عام 1970 واتسمت بدخول إيقاعات «الروك» و«التويست» و«البوب». ومن بداية عقد الثمانينات إلى الوقت الحاضر عرفت التانغو تعبيرات جديدة نعيشها اليوم.

كل هذه المراحل تحدثت عنها كاسانو وترجمتها، مع زملائها، فوق ركح قرطاج إلى مجموعة من اللوحات المميزة.