«مؤتمر رابطة العالم الإسلامي» يدعو إلى تأسيس معهد يحمل اسم خادم الحرمين لتأهيل الدعاة في دول الأقليات

دعا إلى الإسراع في إنشاء الهيئة الإسلامية العالمية للحوار

TT

دعا المؤتمر العالمي الذي نظمته «رابطة العالم الإسلامي»، واختتمت أعماله في مكة المكرمة، أمس، إلى تأسيس معهد عالمي في رابطة العالم الإسلامي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يتولى تأهيل الدعاة والأئمة والمفتين في بلدان الأقليات، ليتسنى لهم توجيه المسلمين في مجتمعاتهم وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، وتعريف العالم بحقائقه وعطائه الحضاري. وأكد البيان الختامي للمؤتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي، الذي عقد بمناسبة مرور 50 سنة على إنشاء الرابطة بعنوان «رابطة العالم الإسلامي.. الواقع واستشراف المستقبل»، أهمية متابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار الحضاري، داعيا الشعوب والمجتمعات العالمية إلى التعاون البناء معها وفتح صفحة جديدة من العلاقات الإيجابية، مما يسهم في تحقيق المصلحة الإنسانية المشتركة.

وتصدت الرابطة في بيانها الختامي للإرهاب والتطرف والغلو، ودعت إلى نشر ثقافة الحوار والوسطية بين الناس، وتوجيه الرأي الإسلامي إلى اتباع الكتاب والسنة، وفهمهما وفق فهم السلف الصالح، بعيدا عن الإفراط والتفريط وتحقيق التفاهم والتعاون الإنساني بواسطة الحوار مع ممثلي أتباع الأديان والحضارات والثقافات الإنسانية، والتصدي للتحديات التي تواجه شعوب العالم وأممه والسعي لإصلاح ذات البين في النزاعات الناشئة بين المسلمين، وتخفيف بؤر التوتر والاحتقان بينهم.

كما أكد البيان أن قضية فلسطين تهم المسلمين كافة، مطالبا بالاستمرار في الدفاع عن شعب فلسطين، وعن حقه في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس.

ودعا إلى تكوين لجنة قانونية عالمية يشارك فيها مختصون لحشد القوى الفكرية والقانونية، لمواجهة الظلم والاضطهاد وانتهاكات السلطات الصهيونية مواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي في فلسطين.

وشدد على أهمية إعداد المسلمين العدة للدفاع عن أوطانهم، لا سيما أن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية كبيرة من شأنها تهديد أمن المسلمين، ودعا المؤتمر حكومات الدول العربية والإسلامية إلى بذل الجهود لدى الجهات الدولية المختصة لتطبيق الأنظمة الدولية الخاصة بالتسلح النووي على إسرائيل.

وطالب بيان الرابطة الختامي هيئة الأمم المتحدة واليونيسكو والهيئات والدول المحبة للسلام بمنع السلطات الإسرائيلية من تنفيذ مخططاتها التي تهدف إلى هدم المسجد الأقصى ومصادرة أوقافه، وتهويد محيطه، ليتسنى لهم بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، كما طالب الحكومات والمنظمات الإسلامية ووسائل الإعلام بتكثيف حملاتها لتعريف شعوب العالم بأن المسجد الأقصى للمسلمين، وأنه قبلتهم الأولى، وأسبقية اليبوسيين العرب بالسكنى في أرجائه المباركة.

وحث البيان الختامي دول العالم ومنظماته وشعوبه على بذل أقصى الجهود لإنهاء المعاناة المريرة لسكان قطاع غزة الذين يرزحون تحت الحصار الإسرائيلي الظالم، وأهاب المؤتمر بكل من منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية لمتابعة هذا الأمر لدى المنظمات والمحافل الدولية، ومساعدة أهل غزة، ودعم صمودهم، وفك الحصار عنهم، وتقديم المعونات العاجلة لهم.

وفي شأن الأقليات المسلمة توصل المؤتمر إلى أهمية إنشاء الرابطة هيئة إسلامية عالمية تعنى بالأقليات المسلمة خارج العالم الإسلامي، تهتم بدراسة مشكلاتها، وتقديم العون لها في مواجهة التحديات التي تعوق إسهامها الحضاري في مجتمعاتها وأهمية عقد الرابطة المؤتمر الثاني للمنظمات الإسلامية في العالم، لوضع استراتيجية للتعاون والتنسيق بين المنظمات والمراكز الإسلامية.

ودعا المؤتمر الرابطة إلى الإسراع في إنشاء الهيئة الإسلامية العالمية للحوار، التي قرر تأسيسها علماء المسلمين في نداء مكة المكرمة الصادر عن المؤتمر الإسلامي للحوار المنعقد عام 1429هـ وإنشاء كراسي عالمية للحوار في الجامعات المهتمة به في العالم باسم «كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار العالمي». ودعا المؤتمر الرابطة إلى الاستمرار في بذل جهودها في مجالات الاقتصاد الإسلامي والتنمية الشاملة، ويثني على إنشائها الهيئة العالمية للاقتصاد الإسلامي والإسهام في دراسة عوامل القوة وأسباب الضعف في المجالات الاقتصادية في العالم الإسلامي.

وطالب المؤتمر بتكوين وفد إسلامي لزيارة العراق ولقاء القيادات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية لبحث المشكلات الداخلية وحث القيادات الدينية والسياسية والقبلية على التآلف والتفاهم والحفاظ على وحدة العراق، والتعاون في مجالات التنمية المختلفة. وطالب أيضا بتكوين الرابطة وفدا إسلاميا للإسهام في معالجة المشكلات والنزاعات التي حلت بالصومال وإعادة الاستقرار والأمن لشعبه، ودعوة دول العالم للاعتراف بجمهورية كوسوفا المستقلة، استنادا إلى الحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية بشرعية استقلالها، وتقديم الدعم لشعبها بما يمكنه من استكمال مؤسسات دولته. ومساندة شعب كشمير، ومساعدته في حل مشكلاته، ومنحه حرية تقرير مصيره، وذلك وفقا للقرارات التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة منذ عام 1947م.

وأوصى المشاركون في المؤتمر، الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالتنسيق بين المؤسسات الإسلامية العاملة في هذا المجال، وحث الجمعيات والمراكز الإسلامية في العالم للاستفادة من إصدارات الهيئة في التعريف بإعجاز القرآن والسنة.

ودعا البيان الختامي إلى تحويل المركز العالمي للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته، إلى هيئة عالمية مستقلة ترتقي ببرامجه ومناشطه، وتقديم الدعم لها والتنسيق مع وزارات التربية والتعليم في الدول الإسلامية للتركيز في مناهجها الدينية على (الوسطية الإسلامية).

وحث البيان على إنشاء كراسي للدراسات الإسلامية في الجامعات المتعاونة خارج الدول الإسلامية، وأن يكون من مهامها التعريف بالإسلام، وتصحيح التصورات المغلوطة عنه، وبيان حاجة الشعوب الإنسانية إلى مبادئه السامية التي تسعى إلى تحقيق التعارف والاستقرار والعدل والتعاون بين المنظمات الإسلامية في تعليم اللغة العربية لأبناء المسلمين في الدول غير العربية لمساعدتهم على فهم دينهم.

واستنكر المؤتمر استهداف بعض الأحزاب والمنظمات المتطرفة في أوروبا المرأة المسلمة وحجابها، ودعا الرابطة ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى التواصل مع الحكومات الأوروبية، ومطالبتها بعدم التضييق عليها في لباسها.

ودعا إلى أهمية استثمار الرابطة مكانتها الدولية في دعم حقوق الأقليات المسلمة وإقامة المزيد من العلاقات مع الدول والمنظمات العالمية بما يحقق تطلعات المسلمين ومصالحهم الاستراتيجية.

وأعرب المؤتمر عن أسفه للأحداث الدامية التي وقعت بين الإخوة في قرغيزستان، مناشدا المسلمين القرغيز والأوزبك نبذ النعرات العرقية والتسامي عليها، واعتبارها من لوثات الجاهلية، ودعا الرابطة إلى تكوين وفد إسلامي يزور قرغيزستان للقاء المسؤولين فيها وأطراف النزاع، وبحث أسبابه ووسائل علاجه وفق ما تقتضيه الأخوة الإسلامية.