إسلام آباد: وفد سعودي للإشراف على توزيع مساعدات بـ100 مليون دولار لمنكوبي الفيضانات

سفير الرياض لدى باكستان لـ«الشرق الأوسط»: طائرتان يوميا لنقل الإعانات

TT

يُنتظر أن يصل إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، خلال 48 ساعة، وفد سعودي يعمل في الصندوق السعودي للتنمية، للقاء منظمات إغاثية تعمل على الأراضي الباكستانية، لوضع آلية تكفل وصول مواد غوث، قدمتها الرياض جراء تعرض أجزاء من الشمال الباكستاني لفيضانات وسيول، خلفت حتى الآن قرابة 3 آلاف متوفى، وأكثر من مليوني مفقود.

وأبلغ «الشرق الأوسط» عبر الهاتف، سفير الرياض لدى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، بوصول أول طائرة سعودية من الجسر الجوي الإغاثي الذي أمر بتسييره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لإغاثة الشعب الباكستاني المتضرر من السيول، وقد وصلت إلى الأراضي الباكستانية أمس عند الرابعة عصرا بتوقيت الرياض. وأمر العاهل السعودي بتقديم 100 مليون دولار معونات مالية لمواجهة الكوارث التي تعرضت لها بعض الأقاليم الباكستانية.

وسارع عدد من الدول الإسلامية والأجنبية بتقديم العون المالي والعيني لباكستان على خلفية الخسائر الكبيرة التي لحقت بالبلاد جراء السيول التي ضربت أجزاء منها خلال الأيام القليلة الماضية.

وحملت الطائرة السعودية طبقا لعبد العزيز بن إبراهيم الغدير، السفير السعودي لدى باكستان، مواد إغاثية (أدوية، ومواد غذائية، وبطانيات، ومستلزمات يومية) بالإضافة إلى 150 طنا من التمور المنتجة محليا في المملكة، فيما تُعد السعودية أول دولة تصل موادها الإغاثية للأراضي الباكستانية.

السفير السعودي الغدير أكد أنه من المقرر أن تصل لباكستان، طائرتان سعوديتان بشكل يومي، تمثلان الجسر الجوي الإغاثي السعودي، فيما سيلتقي مندوب من وزارة المالية السعودية عاملين في جهات غوث، للتباحث في وضع برنامج يكفل توصيل المواد الإغاثية لمستحقيها بشكل سريع.

وطمأن سفير الرياض على أوضاع مواطني بلاده المقيمين في باكستان للدراسة، وأكد أن أغلب الجالية السعودية تقيم في المدن الباكستانية الرئيسية، التي لم تطالها السيول المدمرة.

أما في العاصمة السعودية الرياض فقد كشف لـ«الشرق الأوسط» سفير باكستان لدى السعودية عن تلقيه وعودا من مواطني بلاده من الجالية الباكستانية العاملة في السعودية، والتي تقدر أعدادها بنحو مليون ونصف المليون عامل، بتقديم معونات مالية للشعب الباكستاني المتضرر جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت بلاده، سيتم تحويلها عبر بنك وطني باكستاني يعمل في العاصمة السعودية الرياض، عبر حسابات بنكية أنشأتها الحكومة الباكستانية لتلقي المعونات المالية من الخارج.

السفير الباكستاني في الرياض عمر خان علي شيرزي كشف أيضا عن تبرع أعضاء السلك الدبلوماسي الباكستاني العامل في السعودية بأجر يوم عمل لصالح متضرري السيول، فيما التقى خان بممثلي جالية بلاده في الرياض، لإيجاد آلية عاجلة تضمن توصيل التبرعات العينية التي ستحصل عليها سفارة إسلام آباد من الجالية الباكستانية في السعودية.

واعتبر عمر خان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» وقوف المملكة إلى جانب بلاده، التي وصفها بـ«المنكوبة»، نابعا من علاقات نموذجية على مستوى عالي الصداقة والأخوة، التي يكفلها الدين الإسلامي، والعلاقات التاريخية التي تربط البلدين، مستدركا وقوف الرياض إلى جانب إسلام آباد في «نكبات» سابقة، عززت ارتباط البلدين.

وغمرت الفيضانات التي زحفت من شمال باكستان العشرات من القرى في إقليم البنجاب الأوسط، مع استمرارها في الزحف نحو إقليم السند الجنوبي عبر حوض نهر السند الذي يصب في البحر العربي.