«الدعوة إلى الجنة» تعتمد المناهج السلفية في التعليم

جدل في ألمانيا حول انتقال مدرسة «للسلفيين» من ولاية إلى أخرى

TT

أثار انتقال مدرسة «الدعوة إلى الجنة» الإسلامية من ولاية سكسونيا السفلى إلى ولاية الراين الشمالي فيستفاليا كثيرا من الجدل حول مخاطر إجازة المنظمات المتهمة بالإرهاب وانتقالها بين الولايات والمدن. وفي حين أعلنت الولاية الأولى عن ارتياحها من مراقبة المدرسة، بعد رحيلها، ذكرت مصادر «دائرة حماية الدستور» (الأمن العام) في الولاية الأخرى أنها ستخضع المدرسة لرقابة شديدة.

وكان هانز فارجل، من وزارة الداخلية في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، أكد انتقال مدرسة «الدعوة إلى الجنة» من مدينة براونشفايغ إلى بلدة ايكن القريبة من مونشنغلادباخ يوم الثلاثاء الماضي. وقال فارجل إن المدرسة تخضع لرقابة دائرة حماية الدستور بسبب اعتمادها المناهج السلفية في تعليم الإسلام. وتتعامل الدائرة مع المدرسة كمكان لإعداد السلفيين، وكأرض خصبة لتنمية جيل جديد من الإسلاميين المتطرفين.

ويعتبر مؤسسها محمود سيفتجي من السلفيين المعروفين بالنسبة لدائرة حماية الدستور. وكان يدير موقعا على الإنترنت، يحمل نفس الاسم، ويدعو إلى قطع رؤوس المسلمين غير المؤمنين، ويطالب برجم النساء، ويعترف بحق المسلمين في «استعباد» الكفار. تأسست المدرسة عام 2007، وتخشى دائرة حماية الدستور أن يؤدي انتقال المدرسة إلى نشر الأفكار السلفية في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا.

درك روتن، المتحدث باسم بلدية مدينة مونشنغلادباخ، قال إن انتقال المدرسة السلفية من براونشفايغ قد يكون جيدا لتلك المدينة، ولكن ليس إلى مدينته. وأضاف أن سلطات الولاية رصدت في الفترة الأخيرة كثيرا من النشاطات الإعلامية التي تبشر المسلمين في المنطقة بانتقال المدرسة إليها، كما قام بعض أنصارها بنشر الدعاية بين السكان المسلمين حول قرب افتتاح «مركز للإعداد الإسلامي».

واختار سيفتجي مقر مجموعة إسلامية صغيرة تستخدم المقر كمسجد للصلاة وإلقاء الخطب يوم الجمعة. وعمل كثيرون في المقر خلال الأيام الأخيرة بهدف توسيع المركز وتحسينه. وأدى انتقال المدرسة إلى توسع المسجد من 150 مترا مربعا إلى 1000 متر مربع حاليا. وينتظر أن يزورها نحو 200 شخص، ومن المحتمل أن ينتقل بعض السلفيين من براونشفايغ إلى مونشنغلادباخ بسببها.

ماتيلدا كوهلر، من دائرة حماية الدستور في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، قالت إنهم سيعملون ما في وسعهم لتفادي انجذاب الشباب المسلمين إلى المدرسة. وأشارت إلى أن الخطر يأتي من تعليم السلفية للشباب، ومن ثم انتقالهم كأئمة لمساجد أخرى في ألمانيا أو في أوروبا، أو انتقالهم إلى المناطق المبتلاة بالحروب والإرهاب مثل أفغانستان وباكستان.

من ناحيته اعترف سفين لاو، من مسجد ايكن، بتوسع المسجد إلى 1000 متر، وانتقال مدرسة «الدعوة إلى الجنة» إليه، لكنه قال بعدم الضرورة للقلق لأن نشاط المدرسة سيكون «شفافا» وبعيدا عن الإرهاب. وقال إن إمام المسجد الحالي هو الملاكم السابق من مدينة كولون بيير فوجل (31 سنة) الذي تحول قبل بضع سنوات إلى الإسلام.

يذكر أن الدائرة المشرفة على المدارس الخاصة في صعيد بافاريا (جنوب ألمانيا) قررت قبل سنتين عدم تجديد إجازة المدرسة الألمانية - الإسلامية في ميونيخ. وبرر وزير داخلية بافاريا غونتر بيكشتاين هذا الموقف آنذاك بالقول إن المدرسة «واجهة» لـ«الجمعية الإسلامية في ألمانيا» التي تصنفها دائرة حماية الدستور الألمانية ضمن المنظمات الإسلامية المتطرفة. ومعروف عن بيكشتاين تشدده في محاربة المنظمات الإسلامية المتطرفة والمحرضين على الكراهية. وكانت بافاريا على الدوام في مقدمة الولايات الألمانية التي تتشدد في ترحيل أئمة المساجد الداعين للعنف وتسفير المشتبه بعلاقاتهم بالإرهاب.