مواجهة الجنوب في خانة «اختبار» الجيش اللبناني

مستشاره قال لـ«الشرق الأوسط»: قمنا بكل ما يلزم لمنع تفاقم الوضع * الحريري يفعّل حملته الدولية لتأمين الدعم العسكري للقوات المسلحة

جنود لبنانيون خلال جنازة زملائهم الذين قتلوا أثناء الاشتباكات أول من أمس (أ.ب)
TT

أكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» محدودية العملية العسكرية التي حصلت أول من أمس، واضعة إياها في خانة «الاختبار الإسرائيلي للجيش اللبناني لاستكمال رسم المخططات للمرحلة المقبلة»، مشيرة إلى أن «الخطوة الإسرائيلية لم تكن فجائية، بل مدروسة، لامتحان قدرة الجيش اللبناني وسرعته في الرد».

وأوضح مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري للشؤون الخارجية، الوزير الأسبق محمد شطح، أنه «تم بذل الكثير من الجهود اللبنانية خاصة من قبل الرئيس الحريري لمواجهة العناد الإسرائيلي الذي كان مسيطرا خلال الاشتباكات والتوصل لوقف إطلاق النار». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قمنا بكل ما يلزم لمنع تفاقم الوضع وعدم الانزلاق إلى ما لا نرغب فيه، ويبقى الموضوع الأوسع الذي طرحه الرئيس الحريري خلال اتصالاته بالقادة الدوليين محاولة تأمين حاجات الجيش اللبناني للدفاع عن الأرض والتقنيات والمعدات والتدريب اللازم خاصة أن للجيش مهمات تتعدى الدفاع عن الأرض في وجه العدو لإمساك الوضع الداخلي».

ورد شطح على الجانب الإسرائيلي الذي يقوم بحملة دولية لمنع استمرار المساعدات والأسلحة للجيش اللبناني، فقال «حتى اللحظة لم نلمس أي تخاذل دولي في هذا الشأن، كما أننا لا نواجه هذه المحاولات الإسرائيلية بالصمت إذ نعلم تماما كيف نثبت الوقائع والحقائق، ونحن نسعى جاهدين لذلك». ورأى شطح أن «الوضع جنوبا بحاجة لتعزيز آليات التنسيق والتعاون مع اليونيفيل لمنع تحول الحوادث والاحتكاكات إلى ما هو أسوأ». وأضاف «نأمل أن تكون هذه الآليات شفافة وعملانية، والأهم أن تأخذ بعين الاعتبار احترام السيادة اللبنانية، على أن نتوصل في المستقبل للانتهاء من حالة وقف الأعمال العدائية باتجاه وقف دائم لإطلاق النار».

وعقد ليلا اجتماع استثنائي دعا إليه القائد العام لليونيفيل اللواء البرتو اسارتا، جمع كبار ممثلي القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي في مركز للأمم المتحدة عند معبر رأس الناقورة في جنوب لبنان. وقال الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل أندريه تننتي إن هذا اللقاء «يأتي في إطار معالجة الوضع الخطير الذي تطور خلال اليومين الماضيين وذلك بهدف منع تكراره. وتتوقع اليونيفيل من الأطراف معالجة القضايا بطريقة بناءة وتجديد التزامها، وهذه أولوية لوقف الأعمال العدائية وكذلك الاستفادة الكاملة من آلية الاتصال والتوثيق مع اليونيفيل بغية ضمان تجنيب حوادث عنف في المستقبل». وأكد تننتي أن «اليونيفيل كانت وما زالت، البارحة واليوم، على اتصال دائم مع الأطراف كافة، وتحثها على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف إطلاق النار، فضلا عن الاحترام الكامل للخط الأزرق وفقا لالتزامها المعلن بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701».

وأكد وزير الإعلام طارق متري أن «الشجرة التي كانت خلف الاشتباكات الدامية بين الجيش اللبناني وجيش العدو الإسرائيلي تقع في جنوب الخط الأزرق إنما فوق أرض لبنانية» وأضاف أن «الخط الأزرق ليس مطابقا للحدود الدولية، ولبنان كان متحفظا دائما عليه، علما بأنه يحترم هذا الخط».

وأوضح متري أن «إسرائيل أبلغت قوات اليونيفيل في وقت سابق للمواجهات أنها ستقطع الشجرة، لكن اللبنانيين طالبوا القوات الدولية بضرورة التريث حتى تحضر هذه القوات إلى الموقع، لكن إسرائيل تحركت من دون تنسيق مع اليونيفيل، وهو ما اعتبره الجيش اللبناني استفزازا». ولفت متري إلى أن «الجيش اللبناني أطلق طلقات تحذيرية في الهواء عندما تحرك الجنود الإسرائيليون الذين ردوا بطلقات أصابت جنديين لبنانيين، مما دفع بالعناصر اللبنانية إلى استخدام قذائف صاروخية قتلت ضابطا إسرائيليا، ثم قامت إسرائيل بعد ذلك بمهاجمة مواقع الجيش اللبناني مما أدى إلى مقتل الجنديين اللبنانيين».

وكشف عضو تكتل لبنان أولا النائب عقاب صقر أنه «وفي إطار استكمال رئيس الحكومة سعد الحريري سلسلة الاتصالات التي أجراها مع عواصم القرار الإقليمي والدولي لتقويض عدوانية إسرائيل وإلزامها بتطبيق القرار 1701، باشر رئيس الحكومة منذ لحظة توقف العدوان الإسرائيلي بإجراء سلسلة اتصالات دولية واسعة لتزخيم حملة الدعم العسكري للجيش الوطني اللبناني».

من جهته، طالب رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل بـ«الحياد»، مؤكدا أن «هذا الحياد ليس إطلاقا في الدفاع عن النفس أو في النزاع العربي الإسرائيلي» وقال «أظهر الموقف البطولي للجيش أنه يستطيع صد العدوان وأنه مع العمل الدبلوماسي، والمساعي الدولية تمكن من حصر النزاع، وبالتالي فإذا بقي قرار السلم والحرب بيد الشرعية اللبنانية، فإن بإمكاننا صد أي عدوان وحصر نتائج وذيول أي حادثة عسكرية».