حماس والجهاد نافيتين علاقاتهما بصواريخ إيلات: عملنا الجهادي ينحصر داخل فلسطين

البردويل وحبيب لـ «الشرق الأوسط»: اتهام الفصائل بهدف خلق ذرائع لاستهداف غزة واستمرار الحصار

TT

نفت حركتا حماس والجهاد الإسلامي مسؤوليتهما عن إطلاق ستة صواريخ من سيناء إلى إيلات مطلع الأسبوع الجاري، مؤكدتين أن نطاق عملهم «الجهادي ينحصر داخل نطاق فلسطين المحتلة».

وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية قد ذكرت أن المعلومات الأولية التي توصلت إليها أجهزة الأمن في تحقيقاتها حول إطلاق الصواريخ على العقبة وإيلات «تشير إلى وقوف فصائل فلسطينية من قطاع غزة» وراء عملية الإطلاق. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني مصري مسؤول قوله إن «المعلومات الأولية التي توصلت إليها الأجهزة تشير إلى وقوف فصائل فلسطينية من غزة خلف تلك العملية»، مؤكدا أن «هذا ما يتم تركيز جهود البحث حوله».

وفي رده قال صلاح البردويل القيادي في حماس في اتصال أجرته مع «الشرق الأوسط»: «مرة ثانية ننفي صلة حركة حماس بإطلاق الصواريخ على إيلات من سيناء»، مشددا على أن «إسرائيل تسعى لخلق ذرائع لمواصلة حصار غزة، وخصوصا من الناحية الأمنية». وبيّن البردويل أن إسرائيل تسعى للضغط على العالم من أجل استمرار الحصار، حيث تريد أن تقول لهم: «ها هم سكان القطاع الذين تريدون فك الحصار عنهم.. ها هم يخرجون من غزة ويهددون الأمن القومي للدول العربية».

واعتبر البردويل الزج باسم الفصائل الفلسطينية بشكل عام في حادث إطلاق صواريخ على إيلات محاولة مكشوفة لتبرير عدوان جديد على غزة، مشددا على عدم وجود أدلة تثبت هذا الكلام، كما أن المقاومة الفلسطينية لا تعمل خارج الأراضي الفلسطينية، داعيا جميع الأطراف إلى التأكد من هذه الاتهامات، ومشددا على أن عقيدة حماس ترتكز على العمل المقاوم داخل الأراضي الفلسطينية.

ونفت حركة الجهاد الإسلامي أي مسؤولية أو علاقة لها بعملية إطلاق الصواريخ من سيناء إلى إيلات، مشددة على أن هذه الاتهامات لا تجوز دون التثبت من الأدلة. وقال خضر حبيب القيادي في الجهاد لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نؤكد أن حركة الجهاد الإسلامي ليس لها أن علاقة بإطلاق هذه الصواريخ لا من قريب أو بعيد»، مؤكدا أن هذا الاتهام للفصائل الفلسطينية «لا يصح، خصوصا أن من أخرج مثل هذه الروايات هو العدو الصهيوني الذي يحاول إثارة الدول العربية على الفصائل الفلسطينية».

وبيّن خضر أن مثل هذه الاتهامات تأتي في إطار الذرائع التي تحاول إسرائيل استحداثها لاستمرار العدوان على قطاع غزة رغم أنها لا تحتاج الذرائع لاستمرار هذا العدوان المتواصل.

وأكد القيادي في الجهاد أن ما تتحدث به المصادر الأمنية المصرية حول تحميل مسؤولية إطلاق الصواريخ إلى إيلات للمقاومة الفلسطينية يهدف إلى التحرش بها وضربها من قبل العدو الصهيوني. وبيّن أن الجهاد الإسلامي تؤمن بأن العمل على تحرير فلسطين يكون داخل نطاق فلسطين المحتلة وليس خارجها، نافيا وجود تغير في أبجديات العمل المقاوم لدى حركته.

وكان مصدر أمني مصري قال إن فصائل فلسطينية من غزة ربما كانت وراء إطلاق صواريخ على مدينتي إيلات في إسرائيل والعقبة في الأردن يوم الاثنين الماضي. وأضاف المصدر الأمني أن «المعلومات الأولية التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية تشير إلى وقوف فصائل فلسطينية من غزة خلف تلك العملية وهو ما يتم تركيز جهود البحث حوله». وتابع القول إن «مصر لن تقبل بأي حال من الأحوال أن يستخدم أي طرف أراضيها للإضرار بالمصالح المصرية».

ونفت مصر في وقت سابق أن تكون الصواريخ أطلقت من سيناء. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.

من جانب آخر، رفضت مصادر أمنية مصرية في سيناء الإدلاء بمزيد من الإيضاحات حول هذه الاتهامات، قائلة إن الأوضاع الأمنية على الحدود بين مصر وغزة لا تزال هادئة. ورفضت المصادر الجزم بشكل نهائي بما إذا كانت عناصر فلسطينية قد أطلقت هذه الصواريخ من داخل أراضي سيناء أما من مكان آخر. وأضافت أن عمليات تمشيط المناطق الجنوبية من سيناء ما زالت مستمرة للوصول إلى أدلة تجزم بالمكان الذي أطلقت منه الصواريخ.

وقالت مصادر بدوية إن المناطق الجنوبية في سيناء تنعدم فيها الحياة بشكل شبه تام باستثناء الشريط الساحلي الذي تم بيع أراض فيه للقرى السياحية، وأضافت أنه ليس هناك وجود قبلي في هذه المناطق لندرة المياه ولأنه لا يوجد فيها إلا الأسلاك الشائكة التي تفصل بين مصر وإسرائيل، وأن أجزاء منها مهدمة.

وقال مسؤول في معبر رفح الحدودي إن المعبر لا يزال يعمل بشكل طبيعي وإن حركة عبور الفلسطينيين تسير بشكل طبيعي في الاتجاهين بعد اتهام مصر فصائل فلسطينية بمسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.