سكان العاصمة الصومالية يخشون من تزايد أعمال العنف خلال شهر رمضان

المسلحون يهددون بتصعيد الحرب.. وقوات الاتحاد الأفريقي تنتشر في مناطق جديدة

طفل يمني من العاصمة صنعاء ضمن 3 ملايين طفل يمني تركوا الدراسة يبيع أدوات منزلية على أحد الأرصفة (إ.ب.أ)
TT

يتوقع سكان العاصمة الصومالية مقديشو أياما عصيبة ومعارك ضارية خلال شهر رمضان، بعد أن توعدت حركتا الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي المعارضتان بتصعيد هجماتهما ضد قوات الحكومة الانتقالية وقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام خلال هذا الشهر، على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل هيئة علماء الصومال وشيوخ القبائل ومنظمات المجتمع المدني لوقف العمليات الحربية في مقديشو على الأقل أثناء شهر رمضان، تلك الدعوات التي لم تلق حتى الآن أي استجابة علنية.

وتحسبا لهجمات محتملة من قبل المسلحين الإسلاميين خلال رمضان، انتشرت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بمقديشو أمس في مناطق جديدة بجنوب العاصمة. وقال باريجي باهوكو المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي المعروفة باسم «أميصوم»، «إن هذا الانتشار لا يهدف إلى شن هجمات استباقية ضد مواقع المسلحين الإسلاميين، لكننا نتوقع أن تشتد حدة الحرب خلال رمضان، بسبب التهديدات التي تأتي من قبل الجماعات المتمردة». وأضاف «لذا نحن في حالة استنفار وتأهب لصد تلك الهجمات التي يخطط لها المسلحون، وأن هذا الانتشار يأتي في هذا الإطار».

ويأتي هذا الانتشار الجديد للقوات الأفريقية أيضا مع قرب موعد وصول ألفي جندي إضافي من الاتحاد الأفريقي إلى العاصمة مقديشو، مما يرفع عدد قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال إلى أكثر من 8 آلاف جندي، حيث من المتوقع أن يصل إلى مقديشو 2000 جندي من جيبوتي وغينيا وأوغندا إلى مقديشو خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بموجب تعهد الاتحاد الأفريقي أثناء قمة كمبالا الأخيرة بإرسال 4 آلاف جندي إلى الصومال. ودعت حركتا الشباب والحزب الإسلامي مقاتليهما إلى تصعيد العمليات العسكرية ضد قوات الاتحاد الأفريقي وانتهاز الفرصة في رمضان باعتباره «شهر الجهاد»، كما هددتا بمحاربة أي قوات أجنبية ترسل إلى الصومال، في حالة وصولها إلى الأراضي الصومالية بهدف مساعدة الحكومة الصومالية، وتصعيد القتال ضد قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام العاملة حاليا في مقديشو وقوامها 6100 جندي من أوغندا وبروندي. وعلى الرغم من المخاوف الكبيرة من اندلاع قتال جديد بين أطراف الصراع في الصومال، فإن الأيام الأولى من رمضان شهدت هدوءا نسبيا في معظم جبهات القتال في العاصمة مقديشو، بعد أسابيع دامية بين قوات الحكومة الصومالية التي تساندها قوات الاتحاد الأفريقي، وبين مقاتلي الفصائل الإسلامية المعارضة. وتنفس سكان مقديشو الصعداء بعد اختفاء صوت المدافع منذ بداية رمضان، إلا أن المخاوف من اندلاع مواجهات جديدة لا تزال تهيمن على حديث السكان، لا سيما أن الحرب الكلامية التي يتبادلها الطرفان (الحكومة والمسلحون الإسلاميون) عبر وسائل الإعلام لم تتوقف بعد، الأمر الذي جعل سكان مقديشو يعيشون هاجس الحرب، كما أن جميع المحاولات الرامية إلى ترتيب هدنة ولو مؤقتة بين الطرفين خلال شهر رمضان باءت بالفشل.

ودعا إسماعيل معلم موسى، رئيس لجنة المصالحة الوطنية، وهي لجنة مستقلة عن الحكومة شكلت أثناء مؤتمر المصالحة في نيروبي عام 2004، إلى وقف العنف والاقتتال خلال شهر رمضان، وطالب الأطراف المختلفة بوقف الحرب الكلامية وقبول الحوار، وقال «الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء الأزمة في البلاد».

ومن جهته أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي استعداد بلاده لإرسال قوات إلى الصومال إذا كان ذلك ضروريا لحماية قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام. وقال زيناوي في مؤتمر صحافي في أديس أبابا «سنعبر الحدود إذا كانت أرواح جنود الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (أميصوم) في خطر، وإذا طلبوا منا التدخل لحمايتهم، عندها سنتدخل فورا من دون تردد». وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبي أن هذا التدخل العسكري، إن حصل، سيكون هدفه فقط المساعدة على انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي. وقال «في هذه الحالة سندخل في الأراضي الصومالية لمساعدة (أميصوم) إلى العمق الذي يتطلبه ذلك».