السلطة وإسرائيل تنتظران صيغة بيان «الرباعية الدولية» لإعلان موقفيهما من المفاوضات.. وحماس تعتبره «شكليا»

خلافات فلسطينية إسرائيلية حول «حدود 67» في بيان «الرباعية»

مواطن فلسطيني يحمل طفلته وشمعة مضاءة في اعتصام نظم ليلة أول من أمس احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي في غزة (أ.ف.ب)
TT

قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعد لاستئناف المفاوضات السياسية المباشرة مع السلطة الفلسطينية في كل لحظة، ولكن دون أي شروط مسبقة.

وأوضحت هذه المصادر أن إسرائيل ترفض شروط «الرباعية الدولية» (الدعوة إلى مفاوضات على أساس وقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67)، وستعلن موقفها فورا عقب صدور البيان المرتقب للرباعية.

ويأتي الموقف الإسرائيلي ليلقي بعض الشكوك حول موعد إطلاق المفاوضات المباشرة التي تقول إسرائيل إنها متوقعة هذا الأسبوع إذا ما صدر بيان متزن للرباعية.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، واسعة الانتشار، عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير قوله إن هذا الأسبوع قد يشهد استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين عقب صدور بيان «الرباعية الدولية» بهذا الشأن. ولكن المصدر ربط ذلك بصدور بيان يتسم بـ«التوازن ويراعي الموقفين الإسرائيلي والفلسطيني»، وأن لا يشمل أي شروط مسبقة لإطلاق المفاوضات.

وكثفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جهودهما مؤخرا من أجل التوصل إلى صيغة مقبولة عند الطرفين تكون مرجعية المفاوضات المباشرة.

ويتمسك الفلسطينيون بأن يتضمن بيان «الرباعية» الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 ومواصلة تجميد البناء في المستوطنات. لكن الجانب الإسرائيلي يعارض ذكر «حدود 67» في الصيغة الجاري بحثها، كما يعارض أن يتضمن البيان امتناع إسرائيل عن «البناء الاستفزازي» في القدس والضفة.

ومن غير المعروف بعد كيف ستصدر صيغة البيان، ولهذا فإن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، امتنع عن إعطاء موقف فلسطيني مسبق حول بدء مفاوضات مباشرة في حال صدور البيان، وأكد أن ما يهم الفلسطينيين على هذا الصعيد هو المضمون وليس التوقيت. جاء موقف عريقات تعليقا على ما قالته وزيرة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، من أن بيان «الرباعية الدولية» المزمع صدوره اليوم أو غدا سيلقى ترحيبا فلسطينيا يسمح بإطلاق المفاوضات المباشرة قبل نهاية الشهر الحالي.

ويرى الفلسطينيون في بيان «الرباعية» المخرج الوحيد لحفظ ماء الوجه وتجاوز الأزمة الحالية في ما يخص المفاوضات المباشرة، إذ لم يبقَ أمام السلطة سوى هذا البيان للخروج بأقل الخسائر الممكنة بعد أن رفضت الولايات المتحدة اقتراحين آخرين بعقد لقاء ثلاثي فلسطيني إسرائيلي أميركي يبحث المرجعيات، أو إصدار الرئيس الأميركي بيانا يحددها.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أكد هذا الأسبوع أنه سيذهب إلى المفاوضات المباشرة في حال أصدرت اللجنة الرباعية بيانا يحدد مرجعية هذه المفاوضات. وقال أبو مازن: «إذا دعت اللجنة الرباعية للذهاب إلى مفاوضات مباشرة وفق قرارها الصادر في 19 - 3 - 2010 الذي نص صراحة على الدعوة للمفاوضات على أساس وقف الاستيطان وتطبيق قرارات الشرعية الدولية للوصول إلى حل الدولتين، فإننا مستعدون للذهاب مباشرة إلى هذه المفاوضات».

ويريد الفلسطينيون التأكد من أن البيان أولا سيلبي مطالبهم بتحديد حدود 1967 حدودا للدولة الفلسطينية، بينما يريد الإسرائيليون تجنب ذلك.

ومن جهتها اعتبرت حركة حماس أن العملية كلها شكلية وأن مجرد الحديث عن استئناف المفاوضات المباشرة بمثابة «غطاء للاحتلال الصهيوني لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني». وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة، في تصريح صحافي أمس: «الذهاب إلى مفاوضات مباشرة سيكون له نتائج كارثية على صعيد القضية والحقوق الفلسطينية، وسيشكل طوق نجاة للاحتلال من الملاحقة الدولية».